نبذة عن كتاب التجليات لابن عربي
التعريف بكتاب التجليات لابن عربي
كتاب التجليات هو لمحمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي، المُلقب بمحي الدين ابن عربي، والذي اشتهر بأشعاره عن الحب ، وقد نشر هذا الكتاب أول مرة عبر تحقيق لعثمان يحيى في مجلة المشرق عام 1966م العدد 47 على جزئين، وأعيد طباعة هذا الكتاب في إيران عام 1988م مع مقدمة باللغة الفارسية كتبت بقلم أحمد طاهري.
نشر عثمان إلى جانب التجليات تعليقات تلميذ ابن عربي ابن سودكين النوري، وهذه التعليقات تتمة للكتاب، حيث نقلت مشافهة عن ابن عربي، ونشر مع هذه الأجزاء كتابًا لشرح الغايات على ما تضمنت التجليات، ولكن نشرت دون الإشارة إلى اسم مؤلفها؛ حيث كانت هذه الشروحات موثقة في المكتبة الوطنية بباريس تحت رقم (4801)، سنة تأليف كتاب التجليات يخمن عام 610 هجري.
ملخص عن كتاب التجليات لابن عربي
تدور الموضوعات الأساسية لهذا الكتاب حول موضوعين رئيسين يشكلان حجر الأساس لابن عربي المذهب والمرجع الفكري العام، وهم: التجليات والتوحد، ففي التجليات يعرض للروابط بين الوجود والمعرفة والاختبار الروحي.
والتجلي في هذا الكتاب هو الفكرة عن الوجود والمعرفة الظاهرة عن طريق التجربة التحريرية، وعليه فإن التجلي يظهر من خلال (المعرفة والروح والوجود)، أما التوحيد فيظهره عبر عالم الأحدية، وعالم الوحدة، وعالم الوحدانية .
عرض ابن عربي التوحيد عبر: صورة أدبية من خلال استخدام أسلوب الحوار والظاهرة التاريخية؛ حيث عرض التوحيد عبر التاريخ والمسائل الزمنية، والظاهرة الفكرية من خلال وجود تيارين مختلفين في البيئة الصوفية وفي الفكر الإسلامي.
الآراء النقدية حول كتاب التجليات لابن عربي
أهم الآراء النقدية حول كتاب التجليات لابن عربي هي:
- عدم استخدام المنهج الفلسفي في الطرح المعتمد على العقل، والمنطق، والبرهان، واتباع منهج التصوير العاطفي والفيض الإلهي، مما جعل المعرفة منتقلة من حالتها الحسية إلى الوجدانية، وأبعد الطرح عن الاستيعاب، والفهم، والتصديق به.
- الاعتماد على الإيمان والإحساس الداخلي لإيصال الفكرة، واستخدام أسلوب الإلهام كبرهان، وهذا الأمر يعجز إدراكه من قبل العامة.
- الاعتماد الكلي على المنهج الصوفي (الذِّكر) واستخدام لغة ممزوجة بالخيال والرموز للتعبير عن حقائق وأسرار ذوقية، مما يجعل عملية الفهم صعبة وغير ممكنة على من ليس لديه أي بناء معرفي صوفي.
- إظهار المجاهدات الروحية عبر السرد والتي تفوق العقل، والتي رآها البعض بأنها ضرب من الانحراف عن المسير السليم ضمن العقيدة الإسلامية.
- اعتماد ابن عربي على تجربة (الخروج من الجسد) والتي نظر لها على أنها غير واقعية، حيث هناك جسد نجمي آخر مفصول عن الجسد المادي قادر على السفر.
- الإسراف في استخدام الخيال؛ إذ امتد خياله بين عالم الغيب والعالم المشهود، والخيال لديه يتمثل في البرزخ المتوسط (الوجود والعدم) والذي فيه تحدث عملية التبدل، وهو منبثق عن توجه عقدي صوفي بالمقام الأول، مما جعله موجهًا لفئة محدودة من الأشخاص.
اقتباسات من كتاب التجليات لابن عربي
من أهم اقتباسات كتاب التجليات لابن عربي ما يأتي:
- "فها أنا أشرع أولًا متلقيًا نتائج سبق العناية في تحقيق ما اشتملت عليه نقطها في بنائها الكشفي وعطيتها الفتوحية الإلقائية متحذلقًا في مآخذ فيض الوجود لتلقي العطايا الجودية والنزادر القدسية والسوانح الحدسية فيما أحطت به كلية استيعابها من الأحوال المذكورة بتلويحها تفي المقصود، ثم تتبعه الأخرى إلى أن ينتهي الأمر إلى غاية يتبين فيها مرام السائل وتترتب عليها غنية العائل".
- "بل آدم واجد الأسماء عن المسمى الغائب؛ إذ لا حكم لخلافته إلا في غيبة المستخلف عنه ومحمد -صلى الله عليه وسلم- واجد المسمى مع الأسماء المجملة؛ ولذلك كانت وطأته ورميه وبيعته للحق المتجلي له جلاء واستجلاء؛ ولهذا السر وصف -صلى الله عليه وسلم- بالرؤوف الرحيم".
- "الملحوظ في المسمى بالله الوجود مع المرتبة، وبالرحمن الوجود من حيث انبساطه على العموم، وبالرحيم من حيث انقسام الوجود حسب تخصص الاستعدادات هذا نص كلام أهل التحقيق".
التجليات هو كتاب لابن عربي، قائم على المذهب الأدبي الصوفي يتمحور حول مفهومين أساسيين التجليات والتوحيد، يُقدّم فيه ابن عربي ما لديه من تجربة ومعرفة وتصور قائم على الإيمان والعقدية، يرى فيه قدرته على الاتصال بعالم البرزخ نتيجة وجود نظرية الإسقاط النجمي ونظرية الفيض.