نبذة عن كتاب الأسرار البلاغية في الفرائد القرآنية
كتاب الأسرار البلاغية في الفرائد القرآنية
الأسرار البلاغية في الفرائد القرآنية هو كتاب للمؤلف عبد الله عبد الغني سرحان، وهو أستاذ البلاغة و النقد في كلية اللغة العربية بالقاهرة وكلية العلوم الإنسانية في جامعة الملك خالد في أبها، ونشرته الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم (تدبُّر) في سنة 1433هـ - 2012م.
أخذ المؤلف يطوف في رحاب الذكر الحميد، فعثر على أحد كنوزه المتراكمة وهي ألفاظ الفرائد التي ذكرت مرة واحدة في القرآن، ولم يتكرر جذرها اللغوي على أي صورة من الصور من حيث مادتها وصيغتها وهيئتها، ولما آثر الله -عز وجل- التعبير بتلك الفرائد دون ما يقاربها كان وراء الإيثار سر من الأسرار التي سيحاول الكشف عنها هذا الكتاب.
ملخص كتاب الأسرار البلاغية في الفرائد القرآنية
قام الدكتور بدراسة الفرائد دراسة موضوعية مثل الفرائد الواردة في القصص القرآني، واعتمد على ضم كل مجموعة من الفرائد المندرجة حول موضوع واحد معاً، بمعنى دراسة الفرائد الواردة في قصة نوح مثلاً والوارد في قصة صالح وإبراهيم ويوسف وموسى معاً، ويحتوي الكتاب على مقدمة وتمهيد واثني عشر فصلاً وخاتمة، وفيما يأتي بيان موجز لما احتواه الكتاب:
- المقدمة، عرض فيها أسباب اختيار الموضوع وخطة الدراسة ومنهجها.
- التمهيد، تحدث فيه عن معنى الفريدة، وبيَّن سر تسمية البحث بهذا الاسم وذكر الأقوال والدراسات التي دارت حول الموضوع.
- المبحث الأول، احتوى على أسرار التعبير بالفرائد في قصة نوح -عليه السلام- وفيه ست فرائد فقط.
- المبحث الثاني، احتوى على أسرار التعبير بالفرائد في قصة هود -عليه السلام- وفيه ست فرائد فقط.
- المبحث الثالث، احتوى على أسرار التعبير بالفرائد في قصة صالح -عليه السلام- وفيه ثلاث فرائد فحسب.
- المبحث الرابع، احتوى على أسرار التعبير بالفرائد في قصة إبراهيم وإسماعيل ولوط -عليهم السلام- يشتمل على سبع فرائد.
- المبحث الخامس، احتوى على أسرار التعبير بالفرائد في قصة يوسف -عليه السلام- ويحتوي على ثلاث عشرة فريدة.
- المبحث السادس، احتوى على أسرار التعبير بالفرائد في قصة موسى -عليه السلام- وفيه ثمان وثلاثون فريدة.
- المبحث السابع، احتوى على أسرار التعبير بالفرائد في قصة داوود وسليمان -عليهما السلام- وفيه تسع فرائد.
- المبحث الثامن، احتوى على أسرار التعبير بالفرائد في قصة يونس -عليه السلام- ويضم أربع فرائد.
- المبحث التاسع، احتوى على أسرار التعبير بالفرائد في قصة زكريا -عليه السلام- ويحتوي على فريدتين.
- المبحث العاشر، احتوى على أسرار التعبير بالفرائد في قصة عيسى -عليه السلام- وفيه فريدتان أيضاً.
- المبحث الحادي عشر، احتوى على أسرار التعبير بالفرائد في الحديث عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ويضم أربع عشرة فريدة.
- المبحث الثاني عشر، يحتوي على أسرار التعبير بالفرائد بالقصص القرآني المتنوع، ويشتمل على أربع عشرة فريدة.
وبدأ الدكتور بذكر معنى الفريدة مستعيناً بكتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، واستعان ب كتاب فتح البيان للشيخ صديق خان للتفسير، كما وذكر عدد من المراجع في اللغة والتفسير غير الكتابين السابقين، ثم بيَّن السر البلاغي وراء اصطفاء تلك الفرائد دون غيرها.
وبعد ذلك نظر إلى الفريدة من نواحٍ عديدة وسوس حروفها وصورة لفظها كما نظر إليها من ناحية صياغتها ومادتها وبين أثر هذه الأمور على أداء المعنى المراد بدقة متناهية بلغت حد الكمال والجمال والإعجاز، ثم استخلص النتائج المختلفة من التعبير بهذه الفرائد صيغة ومادة ودلالة.
أبرز ما نتج عن كتاب الأسرار البلاغية في الفرائد القرآنية
توصل بحث المؤلف إلى عدة نتائج منها ما يأتي:
- لاحظ المؤلف أنَّ هناك 28 سورة خلت من الفرائد مطلقاً وهي على الترتيب؛ الفاتحة، يونس، فصلت، الزخرف، الجاثية، الحديد، الحشر، الممتحنة، الجمعة، الطلاق، الملك، الانفطار، الانشقاق، البروج، الأعلى، الليل، الشرح، القدر، البينة، الزلزلة، القارعة، التكاثر، العصر، الهمزة، الماعون، الكافرون، النصر، الناس.
- لاحظ المؤلف أنَّ هناك تفاوتاً في عدد الفرائد في سور القرآن الكريم، فكان أكثرها في سورة البقرة، إذ بلغت ثلاث وعشرين فريدة، وكان أقلها فريدة واحدة في كل من السور؛ العنكبوت، غافر، الدخان، المجادلة، والملك، وبلغ مجموع الفرائد كاملة خمس وأربعمئة فريدة تقريباً.
- بيَّن المؤلف أنَّ وجود هذا العدد من الفرائد يدلُّ على أنَّ هذا القرآن من لدن عليم حكيم، إذ لا يستطيع أي كان من البشر أن يأتي بطائفة متنوعة من الألفاظ، ولا يكررها مطلقاً على أي وجه آخر مادة وصيغة.
- يؤكد المؤلف على أنَّ الترادف بمعنى التطابق الكامل لا يوجد البتة في القرآن الكريم، وإنما اختصت كل لفظة بجزيء من المعنى لا توجد في غيره، وفي هذا تأكيد على أنَّ القرآن من الله اللطيف الخبير.
- يبين في التحليل أن الذكر الحكيم وضع كل شيء في موضعه الأحق والأجدر بوجوده الذي لا يصلح أن يسد مسده، أو يحل محله وإلا فسد نظم الكلام وضاع بهاؤه.
- توضح الدراسة التي خلص لها المؤلف أنَّ معظم الفرائد استخدمت المعنى الحقيقي في قصص الأنبياء ، واستخدم قليلاً منها للمعنى المجازي مثل: يَزِفُّونَ، يَرْتَعْ، اشْتَعَلَ.
- وضحت الفرائد في دراسة المؤلف أنَّها تعكس تفرد أقوام بِسمات خِلقية وسلوكية لا توجد لدى غيرهم؛ فمثلاً قوم نوح -عليه السلام- تفردوا بسمة السخرية والازدراء من المؤمنين المتبعين لنبي الله نوح؛ مما دلَّ على الفريدة: تَزْدَرِي.