نبذة عن رواية زرايب العبيد
نبذة عن رواية زرايب العبيد
زرايب العبيد هي رواية للكاتبة نجوى بن شتوان، تكشف فيها عن بعض الحقائق التاريخية فيما يخص زمن العبودية في ليبيا ، ذلك التاريخ الأسود الذي ما زالت آثاره موجودة حتى الآن، إذ تدور الرواية حول العلاقة المحرمة بين السادة والعبيد، وهي العلاقة التي تجمع بين السيد محمد بن الأشراف وبين تعويضة العبدة.
والتي ما إن يكشفها الأب حتى يرسل ابنه إلى الخارج للتجارة حتى يبعده عنها، وتقوم الأم بإعطاء تعويضة مشروب لإجهاض جنينها، وتزوجها بأحد العبيد أمثالها، وحين يعود محمد من رحلته ويعلم ما قد فعله أهله من إخفاء تعويضة وقتل ابنه، يبدأ رحلة البحث عنها لكن دون جدوى، فهل سيستطيع إيجادها؟
قصة رواية زرايب العبيد
كان هناك مكان مخصص للسكن اسمه زرايب، يعيش فيه مجموعة من الأشخاص الذين حرموا من متع الحياة وأسبابها فتجرعوا مرارتها وقسوتها، في فترة معينة من التاريخ القديم في مدينة بنغازي ، حيث ظاهرة اجتماعية كانت منتشرة في هذا الوقت، ترتب عليها العديد من الكوارث، وهي ظاهرة الاستعباد وما ترتب عليها من الألم والغيظ الذي يكون في نفس العبد المملوك لشخص آخر.
ويدور محور الرواية الأساسي حول محمد بن شتوان، ابن العائلة التقليدية الذي يدخل في علاقة مع تعويضة العبدة، بكل اقتناع وحب، في محاولة للخروج عن النص وكسر عقيدة العائلة التي تهتم بالعادات وكلام الناس.
على الرغم من صعوبة ما كان يحاول القيام به لكنه حاول، حاول التخلص والهرب من أوامر أبيه المتسلط الذي لا تكسر كلمته، والذي ما إن يفكر أحد في القيام بهذا حتى يخرج على أقل تقدير بعاهة مستديمة، فما رد فعله تجاه ما حاول ابنه القيام به؟ وما الذي ستؤول إليه هذه القصة في النهاية؟
نبذة عن كاتبة رواية زرايب العبيد
مؤلفة رواية زرايب العبيد هي الكاتبة والروائية نجوى بن شتوان، روائية ليبية ولدت في إجدابيا عام 1970م، وقد حصلت على الدكتوراه في العلوم الإنسانية من جامعة لا سابينزا من روما في إيطاليا.
وقد تم اختيارها ضمن 39 كات عربي تحت سن الأربعين، للمشاركة في مشروع بيروت 39 عام 2009م، وقد وصلت بروايتها زرايب العبيد إلى التصفيات في مسابقة الجائزة العالمية للرواية العربية في 2017م.
آراء نقدية حول رواية زرايب العبيد
رواية العبيد هي رواية خضعت لجميع الأدوات الروائية التي تجعلها واحدة من أكثر الروايات قوة وتأثيرًا، بداية من المتعة وعنصر التشويق، والقضية التي تعالجها وتظهر فيها كل شيء بوضوح، إلى الحبكة وقدرة الكاتبة على إظهار ملامح الشخصيات ببراعة بطريقة بسيطة، وقدرتها على رسم ملامح الشخصية ورود أفعالها حسب الطبيعة والمكانة الاجتماعية التي وضعتها فيها.
ومن جانب آخر لا تحاول الكاتبة إجهاد قارئها في الرواية، فهي تسرد عليه الفصول دون تعقيد ودون أن يفلت منها زمام السيطرة في نفس الوقت، إذ تسير الأحداث بسلاسة مع توضيح وتفسير كل الأحداث التي حدثت في الماضي، وما كان يقوم به عرب مدينة بنغازي في هذا الوقت من عادات غريبة، كذلك فإن الرواية ذات لغة قوية ومحترمة، تشع بالثقافة ويمكن أن تدرس في معاهد الأدب لجمال اللغة و السرد فيها.
اقتباسات من رواية زرايب العبيد
برعت نجوى بن شتوان في إضفاء عبارات قوية ورنانة في روايتها، أثرت بها في نفوس القراء، ووصلت إلى صميم قلوبهم، ومن أجمل الاقتباسات التي يمكن ذكرها من الرواية ما يأتي:
- الحقيقة تفسد أشياء كثيرة لأناس يزعجهم وضوحها ويسوءهم معرفتها.
- الناس! لا تهتم لهم ولما يقولون، المهم أنت، الحياة صعبة ويجب أن تتعلم حرفة تعيش منها، غدًا يتغير كل شيء وتصبح صاحب صنعة يجلب لك عملك فيها الاحترام ولم تقل له نصف الحقيقة الآخر: يصبح المزعج مألوفًا عندما تعتاده أنت، ولا يتوقف الآخرون عنه.
- كل العبيد يحصلون على حريتهم إما كهدية من أسيادهم على عملٍ قدّموه، أو على إثمٍ ارتكبه الأسياد ويريدون التكفير عنه، لا يُسمح لعبد أن يناضل من أجل حريته، النضال عقوق يستوجب التأديب، أما الهبة والتكفير فلا، لأنهما إرادة السيد لا إرادة المُستعبَد.
- فمن علامات المحبة أن تحب ما تحبه دون أن تحاول الإجابة على لماذا أحببته؟
- مشقة الزمن تجعل المرء يقبل بما لا يمكنه القبول.