نبذة عن الملك حمورابي
من هو الملك حمورابي؟
يعدُّ الملك حمورابي أو أمورابي أوَّل ملك في الإمبراطورية البابلية وسادسَ ملك من ملوك السلالة البابلية الأولى، وهو من أصل أموري، ولد في 1810 ق.م في بابل، وتولَّى العرش وراثة عن والده الملك "سين موبالات" بعد أن تنازل له عن الحكم بسبب سوء صحته وتدهورها، ويشار إلى أنَّ حمورابي حكم ما يقارب من 42 عامًا قبل الميلاد، من عام 1792 إلى عام 1750 ق.م.
حياة الملك حمورابي
ولد الملك حمورابي في بلاد الرافدين وهي العراق حاليًا في عام 1810 ق.م تقريبًا، واسمه يتألف من مقطعين: "حمُّو" وتعني الأسرة باللغة الأمورية، و"رابي" وتعني العظيم باللغة الأكادية، كانت عائلة الأموريين التي ينتمي إليها عبارة عن قبائل متنقلة شبه بدوية، سكنت في تلك الفترة منطقة غرب سوريا، وكان أوَّل عمل يقوم به بعد توليه الحكم بناء الأسوار من أجل تحصين مدينته بابل من الأخطار الخارجية.
حكم حمورابي بالاعتماد على سلطته فقط دون تدخل من الكهنة، وكان يدير إمبراطوريته بواسطة الحكام الذين يعيِّنهم بنفسه في مختلف الأقاليم، وكانت مسؤولية كل حاكم تدور حول تأمين الاستقرار والمحافظة على الأمن وتنفيذ المشاريع العامة وسلامة المواصلات والطرق، وساهم حمورابي بتطوير أنظمة الدولة بشكل كبير من خلال العديد من الأعمال العظيمة التي قام بها.
أعمال الملك حمورابي
حرص حمورابي على مصلحة شعبه منذ توليه الحكم، وفيما يأتي أهم أعماله التي توضِّح ذلك:
- بناء الأسوار حول مدينة بابل من أجل تحصينها ضدَّ الهجمات والأخطار الخارجية.
- بناء المعابد والقصور والمباني الفخمة.
- العمل على تطوير البنى الأساسية في بابل.
- تطوير اللغة البابلية في عهده ووصولها إلى قمَّة تطورها.
- تحسين مستوى المعيشة وتحقيق العدالة للشعب في بابل.
- توحيد منطقة بلاد الرافدين وأجزاء كبيرة من بلاد الشام وصولًا إلى البحر المتوسط.
- إطلاق المسلة الشهيرة التي تحتوي على شريعة حمورابي.
شريعة حمورابي
تعدُّ شريعة حمورابي من أقدم القوانين المعروفة في التاريخ، فقد صدرت في عام 1772 ق.م، وضمَّت نحو 282 مادة، وكتبَت على عمود من الحجر الأسود الديوريت، يبلغ طول العمود نحو 225 سم ويبلغ قطره نحو 60 سم، وتعدُّ تلك المسلة من أفضل الكتابات التصويرية القديمة، والتي أظهرت جوانب حضارية رفيعة في بلاد الرافدين.
وضعَ حمورابي شريعته لتنظيم العلاقات بين أفراد الشعب بمختلف أطيافه، فقد توسعت الدولة في عهده وضمَّت العديد من المدن بمختلف الثقافات والأجناس، وحرص على تأمين حياة كل فرد وحفظ أرواح الناس من النزاعات الفردية، وتضمُّ المسلة: مقدمة فيها الأسباب التي دفعته لوضع تلك القوانين، ثم القوانين التي تشمل حقوق كل فرد والعقوبات لمختلف أنواع الجرائم، ويدعو حمورابي في الخاتمة على كل من لم يطبق تلك الشريعة.
وفاة الملك حمورابي
توفي الملك حمورابي في عام 1750 ق.م، عن عمر يناهز تقريبًا 60 عامًا، وقد حكمَ بعدَه خمسة ملوك من سلالته، كان آخر ملك فيهم "سامسو ديتانا" وهو الملك الذي هاجم الحيثيون الدولة في عهده واحتلوها ودمروا عاصمتها، وكان ذلك في عام 1594 ق.م.