نبذة عن أمين معلوف
مولد ونشأة أمين معلوف
هو كاتب ومؤلف مسيحي، ولد في بيروت في لبنان عام 1984م، ونشأ في عائلة من الكتاب والصحفيين، درس الاقتصاد وعلم الاجتماع، وتخصص في السياسة الدولية، وحازت الصحافة على اهتمام كبير من قبله.
زار معلوف العديد من الدول بصفته مراسلًا صحفيًا، وغطي العديد من الأحداث حول العالم، مثل: معركة سايغون الأخيرة عام 1975م، وسقوط النظام الملكي الإثيوبي عام 1974م، وعمل في جريدة النهار اللبنانية، واشتهر بمؤلفاته في الكثير من المجالات.
وبعد اندلاع الحرب في لبنان، هاجر معلوف إلى فرنسا ومعه زوجته وثلاث أبناء، وعمل في فرنسا رئيس تحرير وكاتب محرر في عام 1984م، كرس نفسه لكتابة الأوبرا والمقالات والروايات.
وحصل على العديد من الجوائز، وأبرزها أمير أستورياس الإسبانية للأدب عن جميع أعماله في عام 2010م، كما ترأس مركزًا فكريًا حول التعددية اللغوية، بسبب دعوته من المفوضية الأوروبية، إذ نشر تقريرًا بعنوان (تحدٍ مفيد: كيف يمكن لتعدد اللغات أن يعزز أوروبا).
نشأة أمين معلوف التعليمية
ولد معلوف من بين أربعة إخوة في لبنان، والدته امرأة كاثوليكية ولدت في مصر، وهي التي أصرت على إرساله إلى المدرسة، وكانت مسيرته التعليمية على النحو الآتي:
- درس أمين معلوف في المدارس اليسوعية الفرنسية، وهي مدرسة كوليج نوتر دام دو جمهور.
- درس في الجامعة علم الاجتماع والاقتصاد، جامعة القديس يوسف الفرانكوفونية في بيروت.
- حصل على الدكتوراه الفخرية في الجامعة الكاثوليكية في بلجيكا، والجامعة الأمريكية في بيروت لبنان وجامعة تاراغونا في إسبانيا، وجامعة إيفورا البرتغال.
الحياة العملية لأمين معلوف
عمل أمين معلوف كمراسل صحفي إذ اعتنق الصحافة كتقليد عائلي، وسافر إلى أماكن عديدة بسبب طبيعة عمله، كتب في صحيفة النهار العربي الدولي، وجون أفريك، ونجح في عمله إذ أصبح رئيس تحرير لهذه الصحيفة.
وبعد تحقيقه النجاح في مجال الصحافة، أصدر أول عمل كتابي له بعنوان (Les Croisades Vues par les Arabes)، إذ تخلى عن الصحافة وتولى الكتابة، ويقيم أمين معلوف حاليًا في باريس، ويقضي أوقاتًا طويلة في كوخ صغير للصيادين، ليكتب رواياته التي ترجمت إلى أكثر من 20 لغة.
الحياة الشخصية لأمين معلوف
اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975م، إذ لجأ أمين معلوف في بداية الأمر إلى قرية أجداده، والتي كان يسمع من خلالها أصوات الانفجارات، ويتذكر تلك الحرب التي رفض فيها الانحياز إلى جهة معينة، لم يكن آنذاك يفكر في الهجرة.
وكان يقول "خلال شبابي، كانت فكرة الانتقال من لبنان غير واردة"، "ثم بدأت أدرك أنني قد أضطر للذهاب، مثل جدي وأعمامي وغيرهم ممن غادروا إلى أمريكا ومصر وأستراليا وكوبا"، بعد ذلك قام بالفعل بهجرة عائلية إلى فرنسا، وهو مقيم في باريس منذ عام 1976.
أعمال أمين معلوف
يبلغ أمين معلوف من العمر اليوم 53 عامًا، تمييز بالعديد من الإنجازات والنجاحات المتتالية، حتى أصبح من الكتاب العمالقة، الذين تركوا بصمتهم في الأدب، وتركزت أعماله في مجال الصحافة والكتابة والمسرح، وفيما يأتي أبرز أعماله:
- نشر سبع روايات بالإضافة إلى مقالاته الصحفية.
- ألّف في عام 1983 عملًا تاريخيًا بعنوان (الحروب الصليبية بعيون العرب)، ونظر إليه على أنه كلاسيكي في العالم العربي.
- كانت أولى أعماله الصحافية باللغة العربية، لكن جميع الكتب التي كتبها، كتبت باللغة الفرنسية، كما أنه يستطيع تحدث الإنجليزية بطلاقة.
- ترجمت أعماله إلى أكثر من 20 لغة، كما فازت روايته صخرة طانيوس (1993)، وهي خامس رواية له، بجائزة فرنسا الأدبية الأولى، وقد سببت الجائزة لمعلوف القلق، وظهر ذلك في مقولته، "أنك لن تحصل على نفس الهدوء أبدًا، أو تكتب بنفس البراءة مرة أخرى".
كتب أمين معلوف
يعتبر أمين معلوف، الموصوف بأنه من أكثر الكتاب العرب تأثيرًا، لأنه ألّف روايات وحكايات لا مثيل لها، وفيما يأتي بعض مؤلفاته وكتبه:
كتاب سمرقند
وهو عبارة عن رواية لأمين معلوف شخصيتها الأساسية عمر الخيام، عالم الرياضيات والفلك الفارسي الشهير ، إذ ترد في هذا الكتاب تداعيات بأن آخر رباعية الرباعيات: قصائد كاملة مكونة من أربعة أسطر فقط)، كتبها عمر الخيام كانت على متن سفينة تاتينك عام 1912م.
ووصف عمر الخيام في هذه الرواية بأنه شاعر صوفي، ويتمتع بالعديد من الصفات التي تجبر القارئ التعاطف معه، وتم اعتبار هذه الرواية خيالًا تاريخيًا، ويعتبر دمج الأحداث التاريخية في هذه الرواية، مع قصة متسلسلة من خيال معلوف، أمرًا ساهم في نجاح الكتاب.
ويصف الكتاب الحياة اليومية لعمر الخيام، وقصة حبه، و جمال مدينة سمرقند التي يزورها ، إذ تمثل ذلك في القصور الشرقية، التي امتلأت بالأطباق والملابس الملونة، والسجاد الفارسي، وقصة تآمر أعدائه عليه، واعتباره كافرًا بسبب أعماله، عند قراءة الكتاب لا يسع القارئ سوى التوق لزيارة سمرقند.
كتاب ليون الإفريقي
وهو عبارة عن رواية تاريخية رسمت العديد من الصور الحية للعديد من الأحداث المهمة في القرن السادس عشر، اتبعت الأحداث المسافر في عصر النهضة، وكتبت الراوية على شكل مذكرات، كانت هذه الراوية أول كتاب لأمين معلوف، ولاقت استحسان القارئ، ولقي الكتاب اهتمامًا خاصًا باقتراب الكتاب بالرغم من اختلاف أديانهم.
كتاب حدائق النور
يروي الكتاب قصة شخصية تسمى ماني، جلب أمين معلوف الحياة واللون لهذه الشخصية، ووضح الأزمنة التي عاشت بها هذه الشخصية، إذ كان رسام وطبيب ولد في العراق الحديث، والتي كانت تسمى ببلاد ما بين النهرين.
كما ذكر أن الحقبة الزمنية كانت في أوائل القرن الثالث من العصر المسيحي، والتي دعا فيها إلى إنجيل النور، (هو نظام ديني كان مزيجًا من المعتقدات المسيحية الغنوصية، والزرادشتية الفارسية القديمة، والبوذية، وبعض العناصر الوثنية)، وسمي بالمانوية.
إذ قام بجذب العديد من الطلاب، كما انجذب لشخصية ماني الكثير من التلاميذ، والكثير من التجار المتجولين والحكماء والعلماء، وكان مكروهًا من قبل المجوسيين.
كتاب القرن الأول بعد بياترس
يتحدث الكتاب عن عالم حشرات فرنسي، يقوم هذا العالم بحضور ندوة في القاهرة، وفي أثناء حضوره لها، يجد نوعًا فظًا من الفول في كشك، ويعتقد أن حبة الفول المشتقة من خنفساء الجعران لها قوى سحرية، وتضمن تحديد جنس المولود، وتؤكد ولادة طفل ذكر، وفي الوقت الذي يجري عالم الحشرات بعض الأبحاث في هذا الشأن، يكتشف أن ولادة الإناث أصبحت أمرًا نادرًا على نحو متزايد.
كتاب موانئ الشرق
موانئ الشرق اسم أطلقه معلوف على المناطق التي يمر بها المسافرون الأوربيون إلى المشرق، إذ انصهرت في هذه المدن العادات والتقاليد واللغات، وقام بطل الراوية بالعصيان، لذلك كانت حياته عبارة عن قشة في مهب الريح، وسط احتضار السلطة العثمانية، والحربيين العالميتين.
مسرحيات شعرية لأمين معلوف
مزج أمين معلوف بين الحب، والرومانسية، والأحداث التاريخية، والخيال، والواقع، ومع ذلك، تضمنت أعماله المتقنة وصميمها عنصر عميق من البحث الفلسفي والنفسي في طبيعة وحالة الإنسان المعاصر، وفيما يأتي أبرز المسرحيات الشعرية التي كتبها معلوف:
- الحب عن بعد
وهي عبارة عن أوبرا معاصرة وكلاسيكية، تحكي قصة البحث عن المثالية، وقد دُعمت بموسيقى جذابة، حتى أصبحت شبيهة بالأحلام الخيالية.
- الأم أدريانا
تتحدث القصة عن بلد في حالة حرب، وأدريانا التي تعرضت للاغتصاب على يد رجل يدعى تسارغو، ما جعلها تحمل في ابنها يوناس وتلده وتربيه، وتشعر أدريانا بعذاب ما إذا كان سلوكه سيتحدد بدم والده المغتصب، أم بنفسها والدته البريئة، وعندما يعلم يوناس حقيقة ما فعله والده، يتعهد بقتل والده.
- الهويات القاتلة
تبحث هذه المسرحية في قضايا الأفراد والمشكلات المحيطة بهم، على اختلاف هواياتهم الاجتماعية، وقصد معلوف بالهوية الاجتماعية هنا أنها التي تنشأ بين فئات المجتمع، إما من خلال الجنس، أو الدين المشترك، أو الجنسية، أو العمر، وغيرها، فعندما تكون هذه الهوية في صراع يتولد العنف في المجتمع، وقد زادت هذه الصراعات في عصر العولمة، بسبب اختلاط الشعوب.
مميزات أسلوب أمين معلوف الأدبي
يعتبر أمين معلوف من العمالقة الأدبيين، تركزت أعماله باللغة الفرنسية، وترجمت إلى العديد من اللغات، تمييز أسلوبه الأدبي بما يأتي:
- استخدم في الحبكة مغامرات خيالية تاريخية، كانت موجهة بشل أساسي للمسافر القلق، تمثلت برواية الجغرافي حسن الوزان الذي جاب أفريقيا.
- مزج التاريخ والخيال حيث أعاد صياغة حياة الشاعر الفارسي عمر الخيام ومجموعته الشعرية الشهيرة رباعيات في بلاد فارس في القرن الحادي عشر.
- استكشف الفترة المضطربة التي مر بها العرب، وكيف أثرت على المجتمعات العربية والإسلامية في يومنا هذا، وتمثلت بكتابه (الحروب الصليبية في عيون العرب)، الاختصار واستخدام المخاطبة للقارئ.
- أعمال الكاتب كانت تدور في الغالب حول موضوع التأمل الذاتي، والتسامح الثقافي، والهجرة والأصول.
جوائز حاز عليها أمين معلوف
تميز أمين معلوف بأسلوبه الشيق في الكتابة، وتميز بأعماله المعاصرة، والتي كانت تحمل العديد من الرسائل الإنسانية، للفرد والمجتمع أجمع، الأمر الذي ساهم في نجاح أعماله، وفيما يأتي بعض الجوائز التي حاز عليها أمين معلوف:
- حصل في عام 1993، عن روايته The Rock of Tanio، على جائزة Prix Goncourt.
- حصل في عام 2010، على جائزة أمير أستورياس للأدب لعام 2010.
أقوال مشهورة لأمين معلوف
يوجد العديد من الأقوال التي نادى بها أمين معلوف ومن أبرزها ما يأتي:
- لا تتردد أبدًا في الذهاب بعيدًا، وراء كل البحار، كل الحدود، كل البلدان، كل المعتقدات.
- أنا ابن الطريق، بلدي قافلة وحياتي هي أكثر الرحلات غير المتوقعة، أنا أنتمي إلى الأرض، وإلى الله، ولهم سأعود قريبًا في يوم من الأيام.
- لسنا مجرد زوار على هذا الكوكب، إنه ملك لنا تمامًا كما ننتمي إليها، ماضيه لنا، وكذلك مستقبله.
أمين معلوف كاتب لبناني الأصل، درس في المدارس اليسوعية، تخصص في علم الاجتماع والاقتصاد، وتميز بالعديد من الأعمال الأدبية والمسرحيات منها كتاب سمرقند، وليون الإفريقي، حاز على العديد من الجوائز، منها حصل في عام 2010، على جائزة أمير أستورياس للأدب لعام 2010، ومن أبرز الاقتباسات الخاصة به، "لسنا مجرد زوار على هذا الكوكب، إنه ملك لنا تمامًا كما ننتمي إليها، ماضيه لنا، وكذلك مستقبله".