موضوع تعبير عن وطني
وطني الحب الحقيقي
وطني أيا أبهى الأماكن بكلّ ما فيه؛ أراضيه، وسماؤه، وبحاره، وشعبه، وتراثه، وطني يا من تُعلّمني أسمى معاني الحياة والعزة والإباء، والتي لا يُدرك قيمتها إلا من يفتقدك، ويا من أسير من أجله في دروب التطور والتقدم، ففيك يا وطني الحبيب أجد قرب الأحبة والاستقرار، أجد الدفء والأمان والحريّة، فما أعظم أرضك الطاهرة التي تدخل على ماضيك المجيد!
وطني معنى الحياة
إنّ قيمة وطني لا يمكن أن تُحصر في بضع كلمات، ولا يُمكن أن تستطيع اللغة بكلّ ما فيها من عبارات وصور فنيّة أن تصف روعته وبهاءه، فحبّي للوطن يسكن القلب والروح، وجماله يتخطى الأماكن كلّها، ففيه الخيرات الوفيرة، وفيه تشرق الشمس كلّ نهار، معلنةً بدء أمل يُحييه في نفوسنا بكلّ ما يمنحه لنا من فرص جديدة تُحقق لنا أحلامنا وطموحاتنا.
قال الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- عن مكة المكرمة: (واللهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللهِ وأحبُّ أرضِ اللهِ إلى اللهِ، ولولا أنّي خرجتُ منكِ ما خرجتُ)، وهذا دليل على أنّه لا تُوجد سعادة حقيقيّة نابعة من أعماق القلب إلا في الوطن، فوطني هو فخري واعتزازي، وطني قبلةٌ على جبين الأرض، وطني هو الحبّ الخالص، وهو المجد العطاء غير المنقطع، إذ يقول الشاعر:
ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخراً لهُ
- فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ
لذلك ومن أجل وطني يجب أن نكون يدًا واحدة نُحافظ عليه ونحميه وندفع السوء عنه، فاجتماع العقول والسواعد والقلوب يبني الوطن، هذا الوطن الذي يبقى كما هو ولا يزول، مهما تغيرنا أو تبدّلنا أو ابتعدنا عنه، فهو باقٍ لآخر رمق، يفتح يديه وقلبه لنا إلى الأبد، كما يجب أن نُحافظ على ممتلكاته ونرفع اسمه عاليًا بالعلم والأخلاق والدراسة، فنحن مستقبله الواعد.
كما يكون واجبنا اتجاه وطننا ببذل الغالي والنفيس لأجله، وحمل رسالته ورفعها عاليًا والاعتزاز بها، وعلى الآباء أن يُربوا أنباءهم على حب الوطن والانتماء، وأيضًا للمدرسة والجامعة دور في ذلك، لتكون كل الطرق نحو الوطن، يقول رفاعة الطهطاوي:
يا صاحِ حبُّ الوطنْ
- حليةُ كل فَطِنْ
محبةُ الأوطانِ
- من شُعب الإيمانِ
في أفخر الأديان
- آية كل مؤمن
يا صاح حبُّ الوطن
- حلية كل فطن
مساقطُ الرُءوسِ
- تَلَذُّ للنفوسِ
تُذهبُ كل بُوسِ
- عنّا وكلَّ حرنَ
وطني بيتي الكبير
في الختام، يا وطني دمتَ لي سكنًا هانئًا آمنًا، لا أملّ منه أبدًا أو أتخلى عنه مهما مرّ بي الزمان، أنتَ يا وطني كالأم التي تحتضن أبناءها، ولا تتخلى عنهم مهما كانت الحال، فالغصن اليابس فيك يُعادل مروجًا من الخضرة و الورود في أيّ مكان غيرك، فدمتَ ذخرًا يا وطني، دمتَ تربةً طيّبة نزرع فيك البذور بعملنا الدؤوب من أجلك، ونحصد الثمار الناضجة.