موضوع تعبير عن وصف الوطن
المقدمة: فضاء من المحبة والأمان
الوطن خيمة الأمن والأمان ، وفضاء المحبة والخير والأمان الذي لا يزول، فهو الشمس التي تشرق على الدنيا لتمنح الدفء، فالوطن روح إضافية لكلّ من يسكنه وينتمي إليه، فيشعر الإنسان وهو في وطنه أنّه ينام نومًا هنيئًا وباله مطمئن، يعرف كيف يشعر بطعم الحياة وجمالها.
فالوطن هو مصدر الخير والفرح والسرور الدائم، وهو خيمة العز التي لا تُغلق أبدًا، فهو السحابة الممطرة بالغيث الذي يسقط على صحراء العمر فيُحيلها إلى جنةٍ خضراءَ يانعة مزروعة بالورود.
العرض: فسحة انتماء وحضن لا يجور
الوطن ليس مجرد تراب وأشجار وشوارع وأبنية، بل هو كيان مبنيّ على المحبة الصادقة التي طرزتها تضحيات الأجداد والآباء ليحفظوا للأبناء حقهم في وطن آمن مطمئن؛ لهذا فإنّ الوطن فسحة انتماءٍ كبيرة وعميقة لا تتبدل ولا تتغير، وهو حضنٌ لا يجور، ولا تتغير فيه المُثل العليا أبدًا، خاصةً أنّ الوطن محميّ بدماء أبنائه الذين يسعون إلى رفعته وسُموّه في كلّ وقت.
فالوطن لا يمكن أنْ يزدهر و يتطور إنْ لم تتضافر جنود أبنائه للحفاظ عليه وجَعْله دومًا في الطليعة؛ لتكون راياته خفاقةً عاليةً في ميادين النصر، فهو يحتاج إلى التضحية والفداء من أبنائه؛ لأنّ الكلمات لا تكفي لتقدّمه وازدهاره، وإنّما لا بدّ من الفعل الحقيقي الذي يدعو أبناء الوطن جميعًا للعمل والجد والاجتهاد للتشمير عن زنودهم، والعمل يدًا بيد لتعمير الوطن والحفاظ عليه ليظلّ حضنه آمنًا ودافئًا.
أهم ما يجب فعله هو إخلاص النية لله تعالى بأنْ يكون الوطن أغلى ما يمكن الدفاع عنه، وعدم السماح للفاسدين والمفسدين التمكّن منه، والعمل على استغلال موارده الطبيعية ومُقدّارته بأفضل شكل، لأنّ هذه الموارد هي مِن حق الوطن وأبنائه.
مهما وصف الشعراء والأدباء حضن الوطن فإنهم لن يستطيعوا التعبير عن قيمته باعتباره مكانًا استثنائيًّا يغمر القلب بالحب والأمل والسعادة، فالوطن هو المنارة التي تُرشدنا في متاهات الحياة، وهو الذراع التي تحيط بنا وتشدّنا إلى صدر الوطن كلّما ضاقت بنا الحياة، لندرك جميعًا أنّ الوطن يسكننا في الأعماق، وأنّنا دونه نصبح تائهين في بحر الحياة المظلم.
لا يعرف قيمة الوطن إلّا مَن جرّب الغربة والابتعاد عنه، فهو بهذا يشعر أنّه ينسلخ عن ذاته ويشعر بحزنٍ دفين، لأنّ كلّ شيء في الوطن أجمل من أي مكان آخر، أجمل ما في الوطن أنّه يضيء القلب بالفرح، وكأنّه يحمل زوادة الفرح بيديْه ويوزعها على أبنائه، ويكفي الشعور الغامر بالأمان الذي يعتري المسافر مُجرّد أنْ تطأ قدماه أرض الوطن، ويرى راياته عاليةً تلوح من بعيد.
لهذا؛ لا انتماء يعلو على الانتماء إلى الوطن، ولا ولاءَ لمكانٍ أكثر من الولاء للوطن الحبيب، فالوطن هو الدرع الحامي للأحلام والأهداف والطموحات، والبعد عنه يُشعرنا بأننا أشخاص منبوذون ليس لدينا كيانٌ ننتمي إليه؛ لهذا لا نرغب أبدًا في أن نبتعد عن أوطاننا الغالية مهما كانت الظروف قاسيةً.
حتى لو اضطر أيّ شخص مغادرة وطنه إلى وجهة أخرى بقصد الدراسة أو العمل أو لأي شيء آخر، سيظلّ الحنين يملك قلبه، والشوق ينادي عليه دائمًا كي يعود إلى وطنه ويستنشق هواءه ويتنسم نسماته الصافية، فأوطاننا مهما قست تظلّ حنونةً، ومهما ابتعدنا عنها تظلّ هي سرّ الفرح في أعيننا.
أوطاننا هي رأس مالنا في الحياة، ولا وجود لأيّ فرح دون أن تكون أوطاننا بخيرٍ دائم؛ لهذا طوبى للوطن الحبيب الذي نمتلئ فخرًا وعزةً ونحن نمشي في شوارعه وننتمي إليه، طوبى لأشجاره ونباتاته الشامخة التي تمدنا بالشعور الكبير بالخير والفرح، وطوبى لشوارع الوطن وحواريه وكلّ مَن فيه.
علينا أنْ نثبت حبّنا للوطن في كلّ المناسبات، وأنْ نفعل هذا قولًا وفعلًا، وألّا نسمح لأي كائنٍ تغييرَ نظرتنا لأوطاننا أو التكلم بسوءٍ عنها، فنحن بلا أوطاننا مثل اليتامى الذين لا يعرفون ما يصنعون في حياتهم.
الوطن سمفونية عشق خالدة تعزفها أوتار القلب في كلّ وقت، وهوالموسيقا التي توقظنا صباحًا ومساءً لتخبرنا أنّنا ننتمي إلى حيث ينتمي الشرفاء، لأنّ الوطن يفتح قلبه لأبنائه الشرفاء الذين أخذوا عهدًا على أنفسهم أن يكونوا دومًا أوفياء لكلّ ما فيه ،فكل أشعة شمسٍ أشرقت عليه كلّها تُعلّمنا أن نكون دومًا أبناءً مخلصين لأوطاننا، نُحبّها بكل ما نملك من قوة وبكلّ ما نحمل من فرحٍ وانتماء.
الوطن هو أغلى ما نملك، وهو الحب الذي لا يخون ولا يغدر أبدًا، وهو الحب الذي لا يتبدل أبدًا مهما تبدلت الظروف والأحوال وتغيرت الأماكن، فالوطن هو الفرح والحياة والخير الكبير.
الخاتمة: الوطن جدار منيع لأبنائه
في الختام، الوطن جدارٌ وحصنٌ منيع لأبنائه ، وهو السند الذي لا يميل مهما مالت الأيام؛ إذ يبقى الوطن هو الحضن الكبير الذي يضمّ الجميع حتى لو تغيرت الظروف والأحوال، ويبقى الوطن هو الملاذ الآمن الذي مهما تغرّب الإنسان يرغب بالعودة إليه.
لا شيء يُغني عن العودة إلى ربوع الوطن، ولا مكان يحلّ مكان الوطن؛ لأنّ الأوطان جميعها تغدو غريبة إذا فكّر الإنسان في وطنه الذي فيه أهله وأحبته وأصدقاؤه وذكرياته، فطوبى للوطن الجميل الحنون الذي يفتح ذراعيه لأبنائه في كلّ الأوقات.