موضوع تعبير عن نهر النيل وواجبنا نحوه
نهر النيل هبة مصر
نهر النيل عامل من عوامل عظمة مصر، إذ قال المؤرخ هيرودوت: "مصر هبة النيل"، وهو مسكن الروح للعليل والمكلوم، ومقصد الأحبّة والشاهد على حكاياتهم، وهو النهر الذي اعتاد زواره أن يظهر لهم في أجمل ثوب وأبهى حلة، فما أعظمه! وما أجمله! وما أعرقه!
النيل العذب هو الكوثر
سحرت مياه نهر النيل بعذوبتها أفئدة الشعراء والكُتّاب، فكتبوا فيه أجمل أقوالهم، ونظموا لأجله أشعارًا أضحت أنغامًا يُرددها الصيّادون في مراكبهم السارية فيه؛ لتكون أنيسة رحلاتهم الطويلة، فالنيل نهر يُبهر العيون بجماله، ويريح القلوب بهدوئه واستقراره، يقول أمير الشعراء أحمد شوقي :
النيلُ العذب هو الكوثر
- والجنة شاطئه الأخضر
ريّان الصفحة والمنظر
- ما أبهى الخلد وما أنظر
كما كان النيل نقطة جذبٍ للعديد من الحضارات والدول على مر الأزمنة والعصور التي ازدهرت ونمت على ضفافه، فبُنيت السدود، وازدهرت الزراعة، وتزاحمت المصانع، وفُتحت للتجارة آفاقًا واسعةً بين تلك الدول ونظيراتها.
ليس ذلك فحسب، بل كان لهذا النهر دور كبير في استقطاب السياح وجذبهم؛ ليلتقطوا أجمل الصور، ويزوروا أطول نهر في العالم تشاركته عّدة دول أفريقيّة، ويستمتعوا بشتى مظاهر الحياة النّهرية فيه على تنوّعها.
نهر النيل شريان الحياة
إنّ نهر النيل شريان حياة الدول التي يمرُّ بها، وقد طالت هذا النهر العظيم إساءات عديدة، فبعض المصانع تُصرّف نفاياتها على ضفافه دون شعور بالمسؤولية، فتُعكّر صفو مائه، أمّا مخلفات المزارع التي يُلقيها المزارعون بعد تلفها تُفسد جماله، فضلًا عن إلقاء المبيدات الحشرية والمواد الكميائية التي تُؤذي ما فيه من مظاهر الحياة المتنوعة.
في ضوء ما سبق، العاقل منّا يجد أنّه من الواجب علينا أن نردّ جميل هذا النهر المعطاء بالحفاظ على مائه من التلوّث، ونشر الحملات التوعوية ضد تلويثه، والإشراف على طرق تصريف مياه الصرف الصحّي ومخلفات المصانع من قبل الدولة، بالإضافة إلى التحذير من الأمراض والآفات التي يُمكن أن يتسبب بها تلوّث هذا النهر في وسائل الإعلام كافة.
لا سيما أنّ النيل مصدر ريّ كثير من المزروعات، ومصدر شربٍ للكثير من التجمعات السكنية، بالإضافة إلى غرس قيمة حب هذا الإرث الحضاري في الطلاب عبر مناهجهم الدراسية، وحثّهم على المحافظة عليه، قال الشاعر حافظ إبراهيم :
نَظَرتَ لِلنيلِ فَاِهتَزَّت جَوانِبُهُ
- وَفاضَ بِالخَيرِ في سَهلٍ وَوِديانِ
نهر النيل أسطورة خالدة
في الختام، نهر النيل أسطور خالدة شاهدة على عظمة الأرض، وسر الحياة لمصر والدول التي يمر بها، وله قيمة جمالية خلابة يُبهر كل من يراه، وفيه سحر ورونق خاص، إض يُقال إنّ كل من يشرب منه يعود إليه يومًا ما.