موضوع تعبير عن مظاهر إكرام الضيف
إكرام الضيف فن
إكرام الضيف أحد الفنون الراقية التي يُسطّرها الكرماء على صفحات أيامهم، فكم من طارقٍ جاء يدق بابًا ظنّ أنّه لن يستقبله ولن يُقدم له شربة ماء، ولكن ما يلبث أن يُفتح الباب له، ويسمع عبارات الترحيب والتهليل وعلامات الفرح الظاهرة على وجه صاحب المنزل، وما إن يدخل الضيف حتى يحار صاحب المنزل كيف يقوم بحق ضيافته، فيجود بما في البيت دون تقصير.
إكرام الضيف بين الدين والعادات
إكرام الضيف من الصفات التي يتميّز بها العرب قبل الإسلام، ومِن أشهر مَن امتازوا بالكرم الشديد الشاعر والأمير حاتم الطائي الذي عاش في الجاهلية، وكان مِن أكرم العرب على الإطلاق، كما كان شاعرًا، وقد اشتهر بقصة المرأة التي كان صبيانها يئنون من شدة الجوع، فجاءت إليه ليلًا وأخبرته أنّ أنين أولادها لا يهدأ من الجوع، وقد أصاب البلاد قحطٌ في تلك الفترة، فسنّ سكينه وذبح فرسه وأوقد النار.
وقال لها أحضري صبيانك وقطّعي من لحم الفرس واشويه وأطعميهم، ومن ثم أيقظ أطفاله الذين ناموا وهم يشعرون بالجوعٍ الشديد، ودعاهم لتناول الطعام مع والدتهم، أبى إلّا أن يُطعم جياع القبيلة، فأيقظهم وقادهم نحو الفرس حتى جاء الصباح وما على الفرس إلا العظم.
وردَ عن موسى بن أنسٍ، عن أبيه، قال: "ما سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام شيئًا إلَّا أعطاه، قال: فجاءه رجلٌ فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا، فإنَّ محمَّدًا يُعطي عطاءً لا يخشى الفاقة"، والكرم دليل على طيبة النفس وسماحتها، وهو إحدى خصال الخير التي يُكافئ المسلم على الإتيان بها.
كما أنّ الكرم هو براءة من البخل والشح ، فالإنسان البخيل يكون على عكس ما يتصف به الكريم، فالبخيل هو من لا يُحب إعطاء أحد، ويُمسك ماله وكل ما لديه، ويُحب الأخذ ولا يُحب العطاء، ويشعر بالهم والغم إن طالبه أحد بمال أو طعام، لذلك يجب أن يكون الآباء قدوةً لأبنائهم في هذا الأمر، فهُم لن يكونوا كرماء، وقد رأوا آباءهم يتصرفون ببخلٍ شديد مع الضيوف أو الأقارب أو الفقراء.
الآباء مرآة الأبناء، ولا شيء أجمل من غرس تلك القيم النبيلة والأخلاق العربية الأصيلة لدى الأبناء ليكملوا مسيرة الآباء، ويتقنون هذا الفن الرفيع وهو "حُسن إكرام الزوار من أقارب وجيران وأصدقاء"، كما ينبغي على الآباء والأجداد الحرص على تعليم الأطفال والشباب هذه العادة، من خلال أن يقوموا بتوجيب الضيف وتوقيره والترحيب به وتقديم الضيافة له بأنفسهم كي يشعروا بالرفعة والعزة والقوة.
إكرام الضيف شيمة أصحاب النفوس الزكية
في الختام، إكرام الضيف من شيم طيبي النفوس و مكارم أخلاقهم ، فأصحاب النفوس الزكية هُم وحدهم يُدركون معنى العطاء، وزينة الكرماء إكرام الضيف، فهذا الفعل من المروءة والأصالة، فما أعظمه من خلق رفيع!