موضوع تعبير عن رحلة قمت بها
رحلتي إلى نهر القرية
انتهت المدرسة واستطاع كلّ واحد منّا أن يُحقّق المجموع الذي طلبه والدي في نهاية العام المدرسي، استطاعت أختي أن تحوز على المرتبة الثانية في الصف السادس الابتدائي، أمَّا أنا فقد استطعت أن أكون الأوّل على صفي ونجحت إلى الصف السابع، وقد وعدنا والدي سابقًا برحلة مميزة في حال كانت علاماتنا مرضية.
كانت والدتي تحضّر العشاء ومن المعلوم أنّنا نجتمع دائمًا على مائدة العشاء وغالبًا ما تناقش أمي والدي ببعض القضايا المنزلية التي تخص أفراد العائلة، لذلك فقد ذهبت إلى أمي وبدأت بمساعدتها في تحضير الطعام، اقترحت على أمي أن تذكر والدي بالرحلة التي وعدنا بها هذا العام، فوضعت والدتي الطعام على المائدة وساعدتها في جلب الماء ووضع الخبز على المائدة، ولما كان العشاء افتتحت والدتي الكلام مع والدي مذكرة إياه بعلاماتنا الطّيبة في هذا العام، وذكّرته بما قطعه لنا من وعد، ترك لنا والدنا حرية اختيار المكان الذي نحب كوننا أصحاب العلاقة ولأنّ هذه الرحلة بمثابة مكافأة لنا.
اقترحت أختي ميساء أن نذهب إلى البحر، ففي العطلة الماضية لم نذهب إليه لأنّ جدتي كانت قد سمعت بجمال الغابة وأرادات أن نُخيّم فيها بضعًا من الأيام، لم يرق لي كثيرًا اقتراح البحر فأنا لا أعرف السباحة فيه، علاوة على ذلك فقد احترقت وجنتاي بالشمس القاسية في آخر رحلة لنا إليه، ولكن كنت قد سمعت من صديقي ماجد عن نهر في القرية المجاورة يذهب إليه النّاس دائمًا ويُمارسون عنده مختلف النشاطات الترفيهية، اقترحت على عائلتي أن نذهب إلى النهر، وقد لاقى اقتراحي ترحيبًا من أمي فهي تشتاق إلى البساتين وترغب أن تذهب إلى بستان يطل على النهر.
استشار والدي الموجودين وأجمعوا كلهم على الذهاب إلى ذلك النهر فهم لم يذهبوا إليه من قبل، والمكان جميل يمكن الاستراحة فيه والركون إلى الطبيعة والاستزادة من جمالها والإنسان يطمح دائمًا إلى الهدوء.
المقدمة: الآن بدأ التجهيز للرحلة
إنّ الرحلة في أيّام الصيف الحارة إلى الطبيعة هي أشبه بعودة الإنسان من حالة الموت إلى الحياة، لأنّ الاستجمام بين أحضان الطبيعة ليس نوعًا من الرفاهية كما يُخيّل الأمر لبعض الناس، إذ في الطبيعة يلتقي الإنسان مع ذاته وتستريح نفسه وتهدأ من كدر ما لحق بها في معمعة الحياة اليوميّة.
بدأنا الآن بمرحلة تجهيز حاجيّات الرحلة، فكان لا بدّ على الجميع من الاشتراك في هذا الأمر وأختي سلوى بالطبع هي التي ستهتم بتحضير الحلويّات، وأوّل اختيار وقعت عليه أناملها هو البسكويت الأبيض الذي تستعين ببعض الكريما لتجعله بهذا اللون الجميل، وأنا لا بدّ أن أقوم بتحضير لائحة من الألعاب التي سنستثمر بها وقتنا واللعبة الأولى التي اقترحتها هي كرة القدم، صحيح أنّ أختي لا تحبها كثيرًا لكن لمّا تجدني ألعب بها أنا وصديقي ماجد الذي استأذنت والدي أن يذهب معنا ستأتي وتلعب معنا بالتأكيد، ولا مانع من الحبل الذي سنقفز عليه معًا وسنربط طرفيه بشجرتين قريبتين من بعضهما، وبما أنّ الرحلة ستكون إلى النهر فلا بدّ من الاهتمام بملابس السباحة، إذ سأحضر الملابس التي اشتراها لي والدي من أجل البحر وقد كانت من النايلون الذي لا يبتل.
أنهيتُ الآن برنامج الترفيه الذي أعددته لي ولعائلتي، والآن لا بدّ من تفقد الأطعمة التي تحضّرها والدتي من أجل هذه الرحلة الجميلة، خاصة أنّي من الأشخاص الذين يهتمون كثيرًا بأطعمة الرحلة، وأجد أن الأطعمة مرتبطة بنجاح النزهة بلا شك، أمّا أمّي فقد أحسنت كثيرًا اختيار الأطعمة؛ إذ تنوعت ما بين اللحوم المشوية والسلطات الطازجة وبعض الحلويات والسكاكر، إضافة إلى الشاي الذي يُعد رمزًا عريقًا يرافق عائلتنا.
هذه الرحلة سيكون لها طعم مختلف لأنّها جائزة على ما قدمته أيدينا، وأظن أني سأستمتع بها كثيرًا لأن عائلتي سترافقني فيها، والعائلة هي أهم ما يملكه الإنسان في حياته فعليه أن يحافظ على أفرادها سعيدين دائمًا، ومن أسباب السعادة أن يذهب الإنسان ما بين حين وآخر إلى مكانٍ يُروّح فيه عن نفسه ويطلب الهدوء من الطبيعة الخضراء الصامتة الحانية.
العرض: بدأت رحلتنا في همسات مع النهر
كانت الرحلة بمثابة الحلم إلينا طيلة العام الدراسي، لذلك لمّا انتهى العام وحصلنا على علامات ممتازة أهّلتنا للوصول إلى مراتب عالية قرر والدنا أخذنا في نشاط ترفيهي مع الطبيعة، وتمّ الأمر والآن بدأنا المرحلة الحقيقية من الرحلة الجميلة.
استأجر والدي سيارة من مكتب السيارات الذي بجوارنا، ومع أنّه لم يكن يرغب بالقيادة منذ زمن طويل لكن يبدو أنّ هذه الرحلة لم تكن مختلفة بالنسبة لي وحدي، إذ إنّ والدي غيّر بعضًا من عاداته في هذه الرحلة الشيّقة، كان لون السيارة جميلًا جدًا فقد تراوحت ما بين الأحمر القاتم والأرجواني، وركبنا جميلة في السيارة وبدأنا بالغناء بالأغاني الجميلة التي نحفظها وتولّت أختي التصفيق والتمايل بين الحين والآخر، وكنت أحاول أن أصدح بصوتي الذي كان جميلًا -على الأقل بالنسبة لي وحدي- ببضع من الأغاني والأهازيج التي اعتدناها في المدرسة، ثم وصلنا أخيرًا إلى المكان المقصود، إنّه النهر بجماله وجلاله وما أروعه من مكان!.
كان النهر أزرق قد انعكس لون السماء إليه وشاركت الغيوم في لونه فجعلته أبيض بعض الشيء، وأما صفاؤه فكان كالزلال لا تشوبه شائبة، فسرعان ما انعكس صفاؤه على نفوسنا وتنفسنا الصعداء لوصولنا إلى مثل هذا النهر الجميل، ووضعت العائلة أشياءها قرب شجرة كبيرة ووضع والدي السجادة التي سنجلس عليها تحت الشجرة، لم نشأ البقاء بعيدًا عن النهر الجميل، فاقتربنا منه ومررنا أيدينا على سطح مائه فانعكس صوت يشبه النسيم في صفائه وجماله، واقتربت من النهر أكثر فرأيت بضعًا من السمكات الصغيرة التي تختال بمشيتها وكأنها حورية في بحر عظيم، كل شيء كان جميلًا، وحتى الأشجار كانت تتمايل على بعضها البعض كأنها ترقص على أوركسترا الحياة، لا يبدع في صنع هذه اللوحة إلا رب عظيم انعكس جماله على هذا الكون العظيم.
إنّني لم أر شيئًا بهذا الجمال من قبل، حقًا إنني سعيد الآن لأنني استطعت أن أزور مثل هذا المكان الجميل مع أمي وأبي وأختي، كان هذا المشهد لوحة فنية منقطعة النظير، سأكبر وتبقى في ذاكرتي تلك المظاهر الخلابة الرائعة.
الخاتمة: النهر يودعنا بنجومه المتلألئة
إنّ الاستماع بالرحلة هو من الأمور التي لا بدّ أن تكون هدفًا من أهداف الإنسان في رحلته، لذلك فإني حاولت قدر المستطاع أن أجد أسبابًا للسعادة في هذه الرحلة سواء أكانت مع أمي وأبي وأختي أم مع أصدقائي، وهذا ما يجب على الإنسان أن يفعله دائمًا ليس على مستوى رحلة فقط بل في جميع مفصليات حياته.
بدأت أمي بصنع الطعام، وتبادلنا أطراف الحديث مع أبي عن آداب النزهة وكيفية المحافظة على المكان قبل أن نذهب إلى اللعب، فاخترت أولًا أن نبدأ بالسباحة وارتديت ملابس السباحة في المكان المخصص لذلك، وكم كانت مياه النهر عذبة صافية حلوة جميلة وكأنها نابعة من نهر الكوثر، وكانت أختي تلعب معي أيضًا سبحت قليلًا ثم ذهبت لتحضير بعض الأشياء مع أمي، فقد كانت متعة أختي الحقيقية أن تساعد والدتي في تحضير المائدة، ودائمًا تمتنّ علينا بمظهر المائدة الجميل الذي تصنعه كل يوم، أكلنا معًا ثم جلسنا قرب أبي وأمي، وبدأ والدي يقصّ علينا حكاية جميلة من الحكايات الشعبية التي كان يقصها عليه والده.
أغمضت عيني قليلًا وكانت أشعة الشمس تداعب وجنتاي والهواء العليل ينعش قلبي وروحي، ثم استيقظت بعد نصف ساعة ولعبت كرة القدم مع صديقي ماجد ولم تمض لحظات حتى انضمت إلينا أختي، فاسمتعنا كثيرًا وتبادلنا الضحكات العالية، واقتربت الشمس من مغيبها فبدأنا بحزم الأمتعة وتنظيف ما أفسدناه من بعض الأكياس والأغلفة فجمعناها كلها في كيس احد ووضعناه معنا في السيارة حتى نرميه في القمامة، رمقت النهر أخيرًا بعينان ملؤهما الشوق إليه قبل أن نغادره، وكانت الشمس قد غابت وحل القمر محلها وأخذت النجوم مكانها على سطح النهر.
عدنا إلى البيت فرحين جدًّا بالوقت الذي قضيناه معًا، فأمسكت دفتري وبدأت بتدوين الأحداث التي حصلت معي، أجزم أنني لن أنس هذه الرحلة مهما حييت، لقد استمتعت بها كثيرًا وعرفت أكثر قدر العائلة، فلولا أمي وأبي وأختي فإني لن أحصل على السعادة في أي مكان آخر، إذ إنّ الجمال لا يكون بالمكان قدر ما يكون بالأشخاص الذين نمضي معهم أوقاتنا.
قد يهمّك هذا أن تطّلع على نماذج أخرى لموضوع الرحلة: موضوع تعبير عن رحلة المدرسية .