موضوع تعبير عن تحسين البيئة العلمية والتكنولوجية
المقدمة: ارتباط التكنولوجيا والتعليم
إنّ التكنولوجيا هي الأمّ الحقيقيّة للتعليم في هذا العصر ، فمن دونها سيكون التعليم ضائعًا لا محالة، كالطّفل الصغير الذي يلفّ وجهَه بغطاءِ أمّه فلو هي سحبت غطاءَها عنه لانكشفَ خوفه من الضياع للعالم بأسره، التعليم الآن يرتبط بالتكنولوجيا ارتباطًا وثيقًا؛ فلا يُمكن للإنسان أن يتمّ بحثه دون اللجوء إلى الإنترنت واستقاء المعلومات منه، فلم يعد هناك كتاب -على الأغلب- إلا وعلى الإنترنت نسخة منه>
العرض: إدخال التكنولوجيا في التعليم ضرورة العصر
للتكنولوجيا أهمية كبيرة في حياتنا بشكل عا م، أما إذا أردنا أهميتها في التعليم، فلقد كانت التكنولوجيا بمثابة الحبل الذي استطاع أن يرفع من شأن التعليم أكثر بكثير من الفترات السابقة التي كان العلم يُستقى فيها من الكتب وفي حلقات المعلمين، وليس ذلك تصغيرًا للمعلمين وحلقاتهم على الإطلاق؛ إذ هم الشعلة الأولى التي اقتُبس منها نور العلم.
ولكن تلك الطريقة في اكتساب العلم قد جعلت منه حكرًا على فئة من النّاس دون غيرهم وذلك لأسباب كثيرة لا يتّسع المَقام لذكرها، ولكن منها البعد المكاني الذي يُحتّم على طالب العلم أن يكون بالقرب من شيخه وإلّا لما استطاع أن ينهلَ من العلم شيئًا، وذلك يُحتّم في كثير من الأحيان تفكُّك الأسرة ليس بالمعنى الرديء ولكن بالمعنى المعروف؛ حيث يُصبح كل فردٍ من الأفراد في مكان يجد فيه ضالته العلمية.
وقد أثبت التعليم عن طريق التكنولوجيا جدارته العالية في أثناء جائحة كورونا التي فرضت على النّاس التّباعد وعدم اجتماعهم في مكان واحد، فكان لا بدّ من تلقّي الدّروس؛ حيث إنّ ثباتَ الحياة وتوقُّفَ التعليم ليس من الحكمة على الإطلاق، فاتّجهَ النّاسُ إلى التعليم الإلكتروني ، وإلقاء الدروس على الإنترنت ومتابعة المتعلمين لهذه الدروس وتقديم الامتحانات والنجاح فيها.
أدّى انتقال الناس إلى التعليم الألكتروني هذا إلى انفتاح الأجيال على نافذة التعليم عن طريق التكنولوجيا، وكثُرٌ هُمُ الأشخاص الذي قبلوا هذه الطريقة؛ إذ تُساعد على توفير الوقت والجهد سواء أكان بالنسبة للمعلّمين أم للمتعلّمين، حيث في ذلك توفير للوقت الذي يقضيه كلّ من طرفي التعليم في المواصلات وهدر المال، إضافة إلى الوقت.
كَم يستفيد الإنسان عندما يكون تعليمه على الحاسوب فيختصر جهدًا كان يضيعه في الكتابة وراء المعلم، فصارت الملفات التعليمية تُبعث عن طريق برامج التواصل على شكل كتبٍ يقرؤها المتعلم متى شاء وأينما شاء، دون الحاجة لحمل مجموعة من الكتب وقطع المسافات فيها والخوف عليها من التلف بسبب تغيرات الطقس المفاجئة.
إنّ الدمج ما بين التكنولوجيا والتعليم لم يُعد أمرًا مقتصرًا على الترفيه، بل أصبح ذلك ضرورة لا بدّ لكل متعلم من أن يحصل عليها حتى يتمكّن من إكمال رحلته التعليمية بنجاح دون أن يكون هناك معوقات تمنعه من ذلك، وتجعله يتساوى في الجهد مع الذين عاشوا في العصور القديمة الذين كانوا يحملون كتبهم على ظهورهم ويجوبون بها الأقطار.
ولا يخفى على أحد أنّ التعليم الحديث باتَ يُراعي مسألة الذكاء المتعدّد، فصار على المُعلّم أن يعرفَ ذكاء طلّابه سمعيًا كان أو بصريًا، وهذا يتطلب دخول التكنولوجيا إلى التعليم؛ إذ إنّه بات يتحتّم على المعلم أن يُقدّم الدرس في عدّة طرق مرة واحدة، فلو قدّمه بصريًا واستعانَ بالشاشات الإلكترونية واللوحات فلا بدّ له أن يعيدَ المعلومة باستخدام الموسيقى والمعدات التي تُعين على ذلك، وهذا كلّه يُحتّم على العلم أن يندمج مع التكنولوجيا من أجل أن يصلا معًا بالمتعلّم إلى برّ الأمان.،
قد يرفض بعض الآباء والمعلمين المتمسكين بجذورهم وعاداتهم وأصالتهم دخول التكنولوجيا إلى التعليم، مُعتقدين أنّ الطُّرق التي تعلّموا بها كانت أنجح ممّا هي عليها اليوم، وأن كثرة مراعاة الطلاب وتجدُّد الطرائق في تدريسهم وإدخال التكنولوجيا في مناهجهم هو نوع من الميوعة التي يتحتم عليهم حدها من أجل ضمان سوية أبنائهم، وهذا هو عين الخطأ الذي يربط ما بين التغيرات والميوعة، وينظر إلى الأرض على أنها قطعة ثابتة من الصخر لا بدّ من استمرار الحياة البدائية فيها.
إنّ الجاهل بالتكنولوجيا يعدّ جاهلًا بلغة العصر، فلا يقدر أن يرفع يده من على رأسه، بل هو كالأعمى الذي يَهيمُ على وجهه لا يدري أيّة زاوية من الأرض ستسنده فيركن إليها، ويقع على عاتق المعلمين وأولياء الأمور ومُعدّي المناهج أن يقفوا وقفةً صادقةً مع أنفسهم ويعلَموا أنّ التكنولوجيا هي مفتاح نجاح هذا العصر.
إنّ الإنسان فرض بتطوره المستمر تطور الأرض برمتها، فالأبنية الأمس ليس كما هي عليها اليوم، وشروق الشمس يُوحي بتجدُّد كلّ شيء. ولا بدّ من إدراك حقيقة أن التكنولوجيا أصبحت هي مرشد الإنسان وتبنّيها والعمل عليها من أجل إنشاء جيل قادر على التواصل الصحيح مع الآخرين، ومراعاة متطلبات العصر كافة التي تُحتّم على الإنسان أن يكون عالمًا باللغة الرقمية الحديثة، إنّ الحداثة هي أمّ كلّ شيء في هذا العصر، ويجب على الإنسان تقبُّل هذه الحقيقة.
الخاتمة: أثر تكنولوجيا التعليم، تحديات وآثار إيجابية
إنّ التكنولوجيا هي التي ستُبعِد التّعليم عن مسار الرّتابة التي اعتادَها النّاس، ولكن مع ذلك هناك تحدّيات سيُواجهها التّعليم في دمجه مع التكنولوجيا، فليس هنالك تجهيزات كافية في مراكز التعليم مثل شاشات العرض وغيرها، إضافة إلى عدم قدرة المعلمين كافة على التّعامل مع عناصر التكنولوجيا لتقديمها للطلاب بشكل صحيح، ولكن مع ذلك فقد استطاعت التكنولوجيا أن تُقدّم الكثير من المناحي الإيجابية مثل: اختصار الوقت والجهد في العملية التعليمية وتقديم المعلومات بعدّة طرق تتناسب وذكاء الطلاب.