مواقف السيدة خديجة مع الرسول
من هي السيدة خديجة؟
هي أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى، وهي زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأولى، كانت -رضي الله عنها- تكبره بخمسة عشرَ عامًا، ولدت السيدة خديجة -رضي الله عنها- في مكة المكرمة في سنة ثمانٍ وستين، وكانت -رضي الله عنها- تحبُّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- حبًا كبيرًا.
تسعى دائمًا للتقرّب منه وكسب رضاه حيث قامت بإهدائه غلامها زيد بن حارثة -رضي الله عنه-، وهي أمّ أولاده: عبد الله، القاسم، فاطمة الزهراء، زينب، أم كلثوم، ورقية، وعملت -رضي الله عنها- بالتجارة؛ حيث كانت في كلّ عامٍ ترسل قافلةً تجاريَّةً إلى الشام، وكان يُديرُ شؤونها رجالٌ تستأجرهم بنفسها.
وقد كانت -رضي الله عنها- ذات نظرةٍ حكيمةٍ في الحكم على الرجل من أفعاله وتصرفاته ومدى نزاهته وأمانته وإخلاصه في عمله، وعندما أصبح الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سنّ الخامسة والعشرين كان من ضمن رجال القافلة التجاريّة التي أرسلتها -رضي الله عنها- إلى سوق بصرى لبيع البضاعة، فعاد -عليه الصلاة والسلام- بربحٍ كبيرٍ، وأعجبت به -رضي الله عنها-.
مواقف السيدة خديجة -رضي الله عنها- مع الرسول
موقفها عندما نزل الوحي على الرسول في غار حراء
بعد نزول الوحي جبريل -عليه السلام- على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، عاد إلى منزله خائفًا مرتعبًا وعند وصوله جلس مباشرة إلى جوار السيدة خديجة -رضي الله عنها- ليأخذ الأمان منها، فبدأ يكلمها ويحدثها عمّا حصل له مع جبريل -عليه السلام- ووصْفِ مدى صعوبة الموقف، فكانت مواساةً وراحةً لما في قلبه.
موقفها مع حصار قريش لبني هاشم
قرّرت قريش حصار بني هاشم ولبثوا فيه مدَّة ثلاث سنواتٍ، وأمرت بعدم الجلوس معهم، وعدم الزواج من بناتهم، وعدم بيعهم من أسواقهم، وعدم الذهاب إلى منازلهم والجلوس فيها، واشترطوا عليهم تسليم الرسول -صلى عليه وسلم- من أجل قتله لفك الحصار، وصبرت السيدة خديجة -رضي الله عنها- وثبتت مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حيث لم يدخل الطعام مكّة المكرّمة، وإذا دخلت بضاعةٌ إلى مكّة قامت قريش بشرائها ومنعوها من الوصول إليهم، حتّى قالوا إنّهم كانوا يأكلون أوراق الشجر من شدّة الجوع.
موقفها من دعوته وجزاء الله تعالى لها
بعد عودة الرسول -عليه السلام- من غار حراء وإخبارها بما حدث معه ذهبت -رضي الله عنه- إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، كان نصرانِّيًا يقرأ الكتب وعنده معلوماتٌ كثيرةٌ من سماعه لأهل التوارة والإنجيل، أعلمته بما حصل مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأخبرها بأنّه قد نزل عليه نفس الوحي الذي أُنزل على موسى -عليه السلام- وأنه سيكون نبيّ هذه الأمة.
كانت أول من آمن به من النساء، عن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال : (أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناءٌ فيه إدامٌ أو طعامٌ أو شرابٌ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيتٍ في الجنّة من قصبٍ لا صخبٍ ولا نصبٍ)..