مواضع الاستعاذة عند قراءة القرآن
الاستعاذة
الاستعاذة لغة: الالتجاء، والتحصّن، والاعتصام، أمّا الاستعاذة اصطلاحاً: هي التجاء المسلم إلى الله -تعالى- وتحصنه واعتصامه به من الشيطان الرجيم وتعني اللهم أعذني من الشيطان الرجيم، وقد اجمع العلماء على أنّ الاستعاذة لا تعدّ من القرآن الكريم وإنّما تُطلب عند قراءته؛ لقول الله -تعالى-: (فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ) .
وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ الصيغة المختارة للاستعاذة عند جميع القراء هي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ وذلك لكونها الصيغة المذكورة في القرآن الكريم، إلّا أنّ هناك عدة صيغ صحيحة أيضا للاستعاذة ومنها ما يأتي:
- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وممّا دلّ عليها قول الله -تعالى-: (وَإِمّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ إِنَّهُ سَميعٌ عَليمٌ) .
- أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه، وممّا دلّ عليها ما ثبت عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا قامَ منَ اللَّيلِ كبَّرَ ثمَّ يقولُ سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ وتبارَكَ اسمُكَ وتعالى جدُّكَ ولا إلَهَ غيرَكَ ثمَّ يقولُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ثلاثًا ثمَّ يقولُ اللَّهُ أَكبرُ كبيرًا ثلاثًا أعوذُ باللَّهِ السَّميعِ العليمِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ من همزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ ثمَّ يقرأُ).
مواضع الاستعاذة عند قراءة القرآن
الاستعاذة قبل البدء بالقراءة
- ذهب جمهور العلماء إلى القول باستحباب الإتيان بالاستعاذة قبل قراءة القرآن الكريم؛ لقول الله -تعالى-: (فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ) ، حيث أنّهم قد حملوا الأمر الوارد في الآية (فَاستَعِذ بِاللَّـهِ) على الندب، وبناء على ذلك فلا يترتب إثماً على من ترك الاستعاذة قبل قراءة القرآن الكريم، وإن كان الإتيان بها بلا شك يعود على قائلها بالخير والبركة، لا سيما وأنّ الاسعاذة بالله من الشيطان الرجيم تضمن لقائلها البقاء في جنب الله -تعالى- فلا يقربه الشيطان أبداً، وهذا من شأنه أن يجعل النفس تصفو من نزغ الشيطان فتستقبل القرآن بصفاء ونقاء، وتأخذ منه كل عطاء.
- وممّا تجدر الإشارة إليه أنّه في حال ابتدأ القارئ قراءته من وسط السورة، فله أن يوصل الاستعاذة بالآية التي ابتدأ بها أو يقطعها عنها، إلّا أنّه في حال كانت الآية التي ابتدأ بها القراءة تبدأ باسم من أسماء الله -تعالى- كقول الله -تعالى-: (اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا)، أو ضمير يعود عليه -سبحانه- كقول الله -تعالى-: (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ) ، أو اسم للرسول كقول الله -تعالى-: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ) ، فإنّ الأَولى للقارى قطع الاستعاذة عن الآية وذلك لبشاعة الوصل، أو أن يتعين عليه الإتيان بالبسملة للفصل بينهما في حال أراد الوصل.
الاستعاذة بعد قطع القراءة
في حال عمد القارئ لقطع قراءته لعارضٍ وسببٍ لا يتعلق بالقراءة، كردّ السلام فيستحب له أن يعيد الاتيان بالاستعاذة لكونه في حكم المبتدئ بالقراءة، أمّا في حال قطع قراءته لعارضٍ اضطراري نحو السعال أو العطاس، أو لأمر يتعلق بالقراءة فليس عليه أن يعيد الاتيان بالاستعاذة.