من وضع التاريخ الهجري
أول من وضع التاريخ الهجري
أوّل من وضع التقويم الهجري -التقويم الإسلامي- هو خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وقد تأسس التقويم الهجري على الأشهر العربية التي كانت معروفة من قبل، ولكن بداية عدّ التاريخ الهجري عند المسلمين كان عند هجرة الرسول الأعظم محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكّة المكرمة إلى المدينة المنوّرة.
وتعد الهجرة النبوية من الأحداث الأهم في تاريخ الإسلام؛ إذ إنها بداية لعصر جديد للدولة المبنيّة على التسامح والرحمة والمودّة، وقد كان أول أيّام التقويم الهجري هو اليوم الأوّل من شهر محرّم من العام الأوّل الهجري، الموافق للسادس عشر من شهر يوليو من العام ستمئة واثنين وعشرين من السنة الميلاية.
قصة التأريخ الهجري
بدأت قصة التأريخ الهجري في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وذلك عندما كتب إليه أبو موسى -رضي الله عنه- كتابًا قال فيه: "يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ"، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: "أرِّخ بالمبعث"، وبعضهم قال: "أرِّخ بالهجرة"، فقال عمر: "الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرِّخوا بها"، وكان ذلك في السنة السابعة عشر، فلما اتفقوا قال بعضهم: "ابدأوا برمضان"، فقال عمر: "بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم"، فاتفقوا على ذلك.
وروي أيضًا أن رجلًا قدم من اليمن فقال: "رأيت باليمن شيئًا يسمونه التاريخ يكتبونه من عام كذا وشهر كذا، فقال عمر: هذا حسن فأرِّخوا، فلما جمع على ذلك قال قوم: أرِّخوا للمولد، وقال قائل: للمبعث، وقال قائل: من حين خرج مهاجرًا، وقال قائل: من حين توفي، فقال عمر: أرِّخوا من خروجه من مكة إلى المدينة، ثم قال: بأي شهر نبدأ؟ فقال قوم: من رجب، وقال قائل: من رمضان. فقال عثمان: أرخوا المحرم فإنه شهر حرام وهو أول السنة ومنصرف الناس من الحج".
استخدام التقويم الهجري
يُستخدم التقويم الهجري في دول العالم الإسلامي؛ فهناك دول تستخدمه كتقويم رسمي لبلادها، وهناك دول أخرى تستخدمه لتحديد مواعيد المناسبات الدينيّة الهامّة، فقد ارتبطت بهذا التقويم شعائر وفرائض الإسلام؛ وعلى رأسها شعيرتي الحج والصوم.
ومع هذا فإنّ التعاملات الرئيسيّة -خاصّةً فيما يتعلّق بالاقتصاد والمال- قد تحوّل التعامل بها في العالم الإسلامي من التقويم الهجري إلى التقويم الميلادي؛ نظراً إلى شدّة توسّع وتشعب هذه التعاملات لتشمل كافة دول العالم.
أهمية التاريخ الهجري
كما ذكرنا سابقاً قد ارتبط التقويم الهجري بالفرائض الّتي فرضها الله تعالى على المسلمين؛ فمثلاً يصوم المسلمون في الشهر التاسع من العام الهجري وهو شهر رمضان المبارك، وسمّي بهذا الاسم بسبب انتشار الحرّ وشدّة أشعة الشمس فيه، وصوم رمضان المبارك فرض على كل مسلم قادر على الصوم.
أمّا الفريضة الثانية فهي فريضة الحج، والّتي فرضها الله -تعالى- في شهر ذي الحجّة؛ حيث يحجّ المسلمون جميعهم إلى بيت الله -تعالى- الحرام في هذا الشهر، أمّا أعياد المسلمين فهناك عيدان؛ الأوّل في الأول من شهر شوال، ويأتي بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، أمّا الثاني فهو في شهر ذي الحجة، ويكون بعد التاسع من ذي الحجّة؛ أي بعد الوقوف بعرفة.
ترتيب أشهر التقويم الهجري
أشهر التقويم الهجري هي اثنا عشر شهراً تبدأ من شهر محرّم، وتنتهي بشهر ذي الحجّة، وهي كالتالي بحسب ترتيبها:
- محرّم.
- صفر.
- ربيع الأوّل.
- ربيع الثاني.
- جمادى الأولى.
- جمادى الآخرة.
- رجب.
- شعبان.
- رمضان.
- شوّال.
- ذو القعدة.
- ذو الحجّة.
اتفق المسلمون بعد المشورة على بدء التأريخ الإسلامي من السنة التي هاجر فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، وجعلوا أول السنة الهجرية اليوم الأول من شهر محرم؛ وذلك لأنه أول شهور العرب، ولأنه موعد رجوع الحجيج، ويرتبط التاريخ الهجري لدى المسلمين بالفرائض والمناسبات الدينية؛ مثل الصوم، والحج، والأعياد.