من هي كونستانز موزارت؟
من هي كونستانز موزارت
ماريا كونستانزي كاسيليا جوزيفا جواتا ألويسيا موزارت (نيي ويبر)، هي مغنّية نمساويّة مدرّبة، تزوجت أكثر من مرة، حيث تزوجت كلًّا من " وولفجانج أماديوس موتسارت "، وأنجبت منه ستة أطفال هم: كارل توماس موتسارت، وفرانز زافير وولفجانج، وأربعة أطفال آخرين ماتوا وهم في سن صغيرة، ثم تزوجت للمرة الثانية من "جورج نيكولاس فون نيسن"، ثم كتبت ماريا سيرة زوجها السابق موتسارت بالتعاون مع زوجها الثاني "نيسن".
ولادة كونستانز ونشأتها
ولدت ماريا كونستانز ويبر في 5/1/1762م، في مدينة "زيل إم فيستال" بالقرب من لوراتش، في بادن فورتمبيرغ، في جنوب شرق ألمانيا (النمسا حاليًا)، والدها فريدولين ويبز عازف آلة "الباس المزدوج"، وملحنًا، وكاتبًا موسيقيًا، ووالدتها تدعى سيسيليا ويبز (ني ستام)، ولديها من الأشقاء ثلاثة أخوات اثنتان أكبر منها، هما: جوزيفا، وألويسيا، وواحدة أصغر منها اسمها صوفي.
تدربت الفتيات الأربعة ليصبحن مغنيات، وذهبت كلٌّ من جوزيفا وألويسيا نحو مهن موسيقية مميزة. عاشت أسرة ماريا في مدينة "مانهايم" مسقط رأس والدتها، معظم فترة حياتها، كما تعدّ هذه المدينة مركزًا ثقافيًا ومويسقيًا مهم، قام "موتسارت" بزيارة مدينة "مانهايم"، لأول مرة برفقة أمه وذلك للبحث عن عمل وكان يبلغ من العمر (21) عامًا، وأنشأ علاقة جيدة مع عائلة ويبر.
كانت ماريا كونستانزي تبلغ من العمر (15) عامًا حينها، لكنّه أعجب بأختها ألويسيا أولا، لكن لويسيا حصلت على وظيفة مغنية في "ميونخ" فاضطرت العائلة للرحيل مع ابنتهم، مما جعل ألويسا تقوم برفض موزارات والابتعاد عنه.
زواج موتسارت من كونستانز
تزوج موتسارت من كونستانز ويبر في عام 1782م، بالرغم من مخاوف والده تجاه حدوث هذا الزواج، فتنحدر ويبر من عائلة موسيقية، وقد استطاعت هي وأخواتها صنع أسماء غنائية لأنفسهن، لكن أخلص الزوجان لبعضهما البعض، وأنجبا ستة أطفال، عاش منهم اثنان فقط وتوفي الباقي. عاش الزوجان في شقة كبيرة في حي أنيق بفيينا ، خلف كاتدرائية "سانت ستين" مباشرة.
ورغم تذبذب حالتهم المادية، إلا أنهم حافظوا على العيش ضمن مستوى مرتفع، ويعود ذلك إلى أن موتسارت تنقل داخل مستويات أرستقراطية متعددة، ولأن الزوجين ينفقان أكثر من مواردهما المالية، أدى ذلك إلى تراكم الديون لتجار التجزئة والدائنين، مما اضطر العائلة للانتقال عدة مرات.
مرض كونستانز
في عام 1788م، عانت كونستانز ويبر من سلسلة من الأزمات الطبية التي كادت أن تنهي حياتها، مما اضطر زوجها لإدخالها منتجعات صحية باهضة الثمن ولفترات طويلة، أدت لاستنزاف أمواله، فقام موتسارت بجولةٍ لجمع المال لكنها باءت بالفشل.
بالإضافة للتغيرات التي حدثت في المجتمع في الذوق الموسيقي، ودخول النمسا في عدة حروب متسلسلة، وتراجع العمولات، وتحول أنظار العملاء الأثرياء إلى اهتمامات أخرى، وذلك انعكس على حياة الزوجين المادية، كما ذكر موتسارت ذلك في رسائل قام بإرسالها لأصدقائه، وبعد تعافيها انتقلت كونستانز ويبر وزوجها إلى ضاحية أرخص ولكنهما بقيا مستمران بالبذخ.
كونستانز ووفاة زوجها
توفّي زوجها موتسارت في 5/12/1791م، وكانت تبلغ من العمر (30) عامًا حينها، فعاشت وحيدة بعد سنوات زواج سعيدة، ومع الكثير من الديون، وطفلين بقيا على قيد الحياة، بعد ثمانِ سنوات من الزواج، قامت ماريا بوضع الطفلين عند عائلة "دوشيك"، التي كانت على صداقة معهم، ثم قامت بتنظيم الحفلات في صالونها الموسيقي، حتى يتسنى لها إعالة نفسها وأولادها.
وفي العامَيْن (1795م و 1796م) قامت بجولة موسيقية مع أعمال زوجها موتسارت، فقد كانت كونستانز موهوبة بالغناء، كما قامت بالاتصال مع العديد من الناشرين، وذلك للحصول على نسخة كاملة من إصدار موتسارت.
زواج كونستانز من نيسن
التقت كونستانز، بنيكولاس نيسن في عام 1793م، وفي عام 1798م، عاشت الدبلوماسية الدنماركية في بيت كونستانز، مما ساعد كثيرًا في توثيق ملكية موتسارت، وفي عام 1800، قامت كونستانز ببيع جميع توقيعات موتسارت المتبقية لديها مثل:
• Figaro.
• The Magic Flute.
• Eine Kleine.
وتم بيع هذه التواقيع للناشر "Johann Anton André"، الذي كان متحمس بشكل كبير للقيام بنشرها، تزوج كل من كونستانز ونيكولاس نيسن، وانتقلا للعيش في كوبنهاغن عام 1810م، وعاشا هنالك بمدة عشرة سنوات، حتى عام 1820م، ثم تنقل الزوجان في عدة أماكن إلى أن استقروا في مدينة سالزبورغ في عام 1824م.
وكان نيسن قد بدأ العمل على سيرة موتسارت منذ مدة وذلك بمساعدة كونستانز، لكن كونستانز لم تستطع إكمال الكتاب إلا بعد عامين من وفاة زوجها نيكولاس نيسن، وكان ذلك عندما حصلت على إذن النشر من قبل "Breitkops & Härtel" عام 1828م.
توفيت كونستانز نيسن -أرملة موتسارت ني ويبر- بتاريخ 6/3/1842م، عن عمرٍ يناهز الثمانينَ عامًا.