من هي سيدة نساء أهل الجنة
سيدات نساء أهل الجنة
إنَّ سيدات نساء أهل الجنة أربعُ نسوةٍ، وهنَّ مريم، وفاطمة، وخديجة، وآسية، وقد جاء ذكرهنَّ بقولِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أفضَلُ نساءِ الجنَّةِ أربعٌ: مريمُ بنتُ عمرانَ، وخديجةُ بنتُ خوَيْلدٍ، وفاطمةُ بنتُ محمَّدٍ، وآسيةُ ابنةُ مُزاحمٍ).
مريم ابنة عمران
هي مريم ابنة عمران، أمُّ نبيِّ الله عيسى -عليه السلام-، وقد استدلَّ بعض أهلِ العلمِ من قولِ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ)، على أنَّ مريمَ هي أفضلُ هؤلاءِ النسوةِ الأربع، والصحيح أنَّ المرادَ من هذا الحديث أنَّ مريمَ هي أفضل نساءِ زمانها.
كما أنَّ هناك ثلّة من أهلِ العلمِ عدَّ مريمَ ابنةَ عمرانَ من الأنبياء؛ إذ إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد أوحى إليها، لكن في هذا القول مخالفةٌ واضحةٌ لقول الله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى)، وبناءً على ذلك فإنَّ الصواب أنَّها امرأةٌ صالحةٌ صِدّيقة، وليست نبيةً.
فاطمة بنت محمد
هي فاطمة بنت رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- من زوجته خديجة بنت خويلد -رضي الله عنهنَّ-، وقد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عددٍ من الأحاديث النبوية على أنَّ ابنته فاطمة سيدةٌ من سيداتِ أهل الجنة ، ومن هذه الأحاديث قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لابنته فاطمة -رضي الله عنها- قبل وفاته: (أَمَا تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ -أوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ؟).
خديجة بنت خويلد
هي أوّل زوجات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد مدحها رسول الله وأثنى عليها في أكثر من موضعٍ، حتى أنَّ ذلك أثار حفيظةَ السيدة عائشة -رضي الله عنها- وغيرتَها، حيث قالت: (ما غِرْتُ علَى أحَدٍ مِن نِسَاءِ النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، ما غِرْتُ علَى خَدِيجَةَ، وما رَأَيْتُهَا، ولَكِنْ كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا).
وقد أخبرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- أنَّها أفضل نساءِ زمانها، وأنَّها سيدة من سيداتِ أهلِ الجنة، حيث قال: (خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ)، وقد ذهب بعض أهل العلمِ إلى أنَّ خديجة هي أفضلُ نساءِ سيداتِ أهلِ الجنةِ.
آسية بنت مزاحم
هي آسية بنت مُزاحم زوجة الطاغيةِ فرعونَ ، وقد تباينت آراءُ أهل العلمِ في نسبها، فمنهم من ذهب إلى أنَّها ابنةُ عمِّ فرعونَ، ومنهم من ذهب إلى أنَّها من العماليقَ، ومنهم من ذهب إلى أنَّها من بني إسرائيلَ من سبطِ موسى، ومنهم من ذهب إلى أنَّها عمةُ موسى -عليه السلام-.
ورغم تباين أقوالهم في نسبها إلَّا أنَّهم اتفقوا على أنَّها سيدة من سيدات أهل الجنة؛ وذلك لخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها، كما قال في الحديث السابق.
وقد استدلَّ بعض أهلِ العلمِ من قول رسول الله: (كَمَلَ مِنَ الرِّجالِ كَثِيرٌ، ولَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّساءِ إلَّا مَرْيَمُ بنْتُ عِمْرانَ، وآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ)، على أنَّ آسية نبية، والصحيح غير ذلك؛ إذ إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد حصرَ النبوة في الرجال، كما في الآية أعلاه.