من هي السيدة نفيسة؟
من هي السيدة نفيسة؟
هي السيدة زينب نفيسة بنت حسن بن أبي محمد زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-، وُلدت سنة مئة وخمس وأربعين للهجرة بمكة، ونشأت في المدينة.
والدها الحسن بن زيد، كان والياً على المدينة النبوية في ولاية أبي جعفر المنصور ، وكان عالماً فاضلاً، ويقال إنه كان مجاب الدعوة، وشى به بعض الأعداء للمنصور فسجنه وسلبه أمواله، وعفى عنه المنصور بعد ذلك؛ وردّه والياً على المدينة مكرماً.
وجدها زيد روى الحديث عن أبيه وعن جابر وابن عباس، وأبوها روى عنه أيضاً إخوتها: القاسم، ومحمد، وعبد الله، ويحيى، وأم كلثوم، وأخوها القاسم كان زاهداً عابداً، ومن أولاده السيد العلوي شيخ البيهقي. وأمهم زينب أم سلمة ابنة الحسن بن الحسن بن علي.
زواج السيدة نفيسة
تزوجت -رضي الله عنها- برجل من أهل الخير والصلاح؛ وهو إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وانتقلت معه من المدينة إلى مصر، ونزلت بالمنصوصة، واستقبلها أهل مصر بالترحاب لانتسابها لآل البيت -رضي الله عنهم-، وفرحوا بقدومها، وولدت لزوجها القاسم وأم كلثوم، ولزوجها أولاد من غيرها.
المنزلة العلمية للسيدة نفيسة
كانت -رحمها الله- أمية؛ ومع ذلك فهي عالمة بالحديث، وكانت تحفظ القرآن وتفسيره، قالت عنها زينب بنت يحي المتوج: "خدمت عمتي نفيسة أربعين سنة، فما رأيتها نامت الليل، ولا أفطرت بالنهار، وكانت عمتي تحفظ القرآن وتفسيره".
وكان لها صحبة بنساء كثيرات عشن في زمن الصحابيات، وتلقين عنهن العلم، ويقال إن الشافعي -رحمه الله- كان يتدارس معها علم الحديث من وراء حجاب، وعندما مات ومرت جنازته بالقرب من دارها، أدخلوه إلى دارها فصلت عليه، وذكر الذهبي: أن ابن جباس المقرئ الشافعي، كان يذهب كل ثلاثاء لقراءة ختمة عند قبرها.
مناقب السيدة نفيسة
اشتهرت بأنها من أولياء الله الصالحين لورعها وزهدها، وكانت ذا مال وجاه؛ فكانت تُساعد المحتاجين وتواسي الناس، وتشملهم ببرها وخيرها، حجت ثلاثين حجة، وكانت لا تفارق الحرم النبوي، وقيل إنها كانت تحج مشياً على الأقدام من المدينة إلى مكة، كتب عنها الناس الكتب.
وزار ضريحها الملوك والسلاطين والعلماء؛ لما عُرف عنها من كراماتها ومنزلتها وعلمها، ومما نقل عن كراماتها: أنه كان يسكن بجوارها أناس من أهل الذمة ولهم بنت مقعدة، فقامت السيدة زينب ذات يوم بتغسيلها بماءٍ من فضل وضوءها؛ فتعافت البنت وقامت لا تشكو شيئاً، وأسلم أهلها على أثر ذلك الموقف.
وتأثر بها أهل مصر كثيراً، فانشغلوا بها قروناً من الزمان، ولا يزال أثرها لوقتنا الحاضر، تُوفيت -رحمها الله- في القاهرة ودفنت فيها سنة مئتين وثمان للهجرة، ويقال إنها حفرت قبرها وقرأت فيه مائة وتسعين ختمة.
وكانت تُصلي فيه وعندما عزم زوجها أن يدفنها في المدينة المنورة، طلب منه أهل مصر أن يدفنها عندهم، فدُفنت في دارها، وحضر جنازتها جمعٌ غفير من الناس، ومن يومها والمصريون، يعتزون بمقامها، ويزورونها في المناسبات الدينية.