من هو لقمان
التعريف بلقمان
ذكر القرآن الكريم عدداً من الشخصيات التي هي محل القدوة ، وذكر الله قصصهم في القرآن ليقتدي الناس فيهم، ومن هؤلاء لقمان -عليه السلام-، وقد اختلف أهل العلم في اسم لقمان على عدة أقوال وهي كما يأتي:
- لقمان، بن باعورا، ابن ناحور، بن تارخ وهو آزر أبو إبراهيم.
- لقمان بن عنقا، بن مروان، وكان نوبياً من أهل أيلة.
- قيل هو: ابن أخت أيوب، وقيل: ابن خالته.
اشتهار لقمان بالحكمة
اشتهر لقمان بالحكمة ، قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّـهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)، واختلف أهل العلم في نبوة لقمان، فذهب بعض أهل العلم إلى أنّه نبي، وذهب آخرون إلى كونه مجرد رجل صالح وليس بنبي، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه خُيِّر بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة.
وصايا لقمان في القرآن
لما كان من أبرز صفات لقمان الحكمة، ذكر لنا القرآن عدداً من وصاياه الجليلة التي أوصى بها ابنه، وتنوعت وصاياه بين أمور عقدية، وأخلاقية، واجتماعية، ودعوية، ومن هذه الوصايا ما يأتي:
- النهي عن الشرك
قال الله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّـهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، وكانت هذه الوصية أول وصايا لقمان لابنه لأهميتها، إذ الشرك أعظم الذنوب، وهو سبب من أسباب عدم قبول الأعمال عند الله -تعالى-.
- الحث على برّ الوالدين
وقد قرن الله -عز وجل- في كثير من الآيات بين عبادته و بر الوالدين لأهمية هذه العبادة الجليلة، ولبيان منزلة الوالدين عند الله -تعالى- ولو كانا كافرين، وقد خُصَّت الأم بمزيد عناية؛ لما تتحمله في الحمل والولادة والرضاعة من مشاق.
قال الله -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
- الحرص على الصحبة الصالحة
هي من أكثر ما يعين الإنسان على طاعته، قال الله -تعالى-: (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
- الحث على دوام مراقبة الله -تعالى- في السر والعلن
لأنّ الله يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، قال الله -تعالى-: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ).
- الحث على أمهات العبادات وأعظمها عند الله -تعالى-
إذ حثّ ابنه على الصلاة؛ لأنّها صلة العبد بربه، وحثّ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكونهما قاعدة عظيمة من قواعد الإصلاح في المجتمعات، وسبب في استقرارها، وسعادتها.
وحثّ على الصبر بعد الحثّ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ليبين أنّ الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا بدّ أن يتعرض للأذى، فلا بد له من الصبر، قال الله -تعالى-: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).
- الحث على التواضع للناس، والنهي عن التكبر والخيلاء
لأنّ التكبر سبب لعدم محبة الله للعبد، قال الله -تعالى-: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ* وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).
وفي الختام: لا بّد للمسلم أن يعتني بهذه الوصايا الجليلة، وأن يطبقها على أرض الواقع، فالله -تعالى- لم يذكر قصة لقمان لمجرد التسلية أو للاستمتاع بسماع القصص، وإنما ذكرها لأخذ العبرة والعظة والدروس من أمثال هؤلاء العظام.