من هو قاتل ربع العالم
قاتل ربع العالم
يعتقد الكثير من النّاس أنّ قابيل هو قاتل ربع العالم، وذلك ظنّاً منهم أنّ عدد سكّان الأرض في حينها كان أربعة، والحقيقة أنّ لا مصادر تاريخيّة تؤكّد عدد سكّان العالم في ذلك الحين؛ فليس معروفاً أكانوا أربعة أشخاص، أم ستّة، أم غير ذلك؛ فهناك آراء تقول أنّ حواء ولدت أربعين ولداً في عشرين بطناً، وقيل مئة وعشرون بطناً في كلّ بطن ذكر وأنثى، وأولها قابيل وأخته قليما، وكلّها مجرّد أقوال دون أدلة.
خلق آدم عليه السلام
خُلق آدم عليه السلام، ومن ثمّ خُلقت حوّاء من ضلعه لتَسكن إليه، وعندما سأل الملائكةُ آدم عن اسمها قال بأنّ اسمها حوّاء، وكان سبب التسمية في أنّها خُلقت من ضلعٍ حيّ، وقيل أنّهما أنجبا أولادهما في الأرض، وقيل أنّهما أنجبا قابيل وأخته في الجنّة ، وقد كانت حوّاء تلد في كلّ بطنٍ ذكر وأنثى، وكان لا يحلّ للذكر أن يتزوج بأخته التي وُلدت معه من نفس البطن، إنّما يحلّ له الزواج بأخته التي وُلدت من بطنٍ آخر وهكذا، ومن هنا جاءت قصة قتل قابيل لأخيه هابيل.
قصة قتل قابيل لأخيه هابيل
أنجب آدم عليه السلام من حواء هابيل وأخت من بطن واحد وقابيل وأخت أخرى في بطن واحد بعد أن نزلا إلى الأرض واجتمعا مجددًا، وكان هابيل أقوى من قابيل وأكثر نشاطًا وذكاءً منه، وكان طيبًا وحنونًا ويحب الاستماع لوالده وتربية الحيوانات، في حين كان قابيل أضعف من أخيه ويحب الزراعة، ولا يحب الاستماع لوالده آدم والتعلم منه، مما ولد لديه حقد تجاه أخيه هابيل، وبعد فترة من الزمن وبعد أن كبر الإخوة الأربعة أخبرهما آدم عليه السلام أنه عليهما أن يتزوجا من أختيهما كي ينجبا.
وقد أراد هابيل الزواج بأخت قابيل من ذات البطن بسبب وسوسة الشيطان له بأنها أجمل وهو أحق بها، لكنّ قابيل رفض زواجه منها؛ فقد أراد أن يستأثر بها لنفسه؛ فطلب آدم عليه السلام من قابيل القبول، إلّا أنّه رفض ذلك؛ فأمرهما أن يقدّما قرباناً لله ليحسم الأمر، ثمّ قام كلٌّ من قابيل وهابيل بتقديم قربانه، أمّا هابيل فقد قدّم خروفًا سمينًا يحبه جدًا، وقدّم قابيل زرعاً رديئاً، ولكن الله أخبر آدم أنه تقبّل قربان هابيل ولم يتقبّل قربان قابيل؛ فغضب قابيل وتوعّد أخاه بأنّه سيقتله، ولكن أجابه هابيل: "أمّا أنا، فلن أَقتُلك وإن أردت قتلي؛ فأنا أخاف الله وستَأخُذ إثمي وإثمك، فتدخل النَّار"، ولكن لم يستمع قابيل إليه وعندما مد يده ليقتله لم يعرف كيف، فوسوس له الشيطان وقال له: "هل تريد قتل أخيك؟" فأجابه قابيل: "نعم"، فقال له إبليس: "خذ تلك الصَّخرة الكَبيرة، واضربْ رأسه بها وسوف يموت".
دفن قابيل لأخيه هابيل
عندما قتل قابيل هابيل، رأى على بُعد بضع خطوات غراباً ميتاً، وقد اقترب منه غراب آخر وبدأ يحفر الأرض بمنقاره وقدميه، وعندما صنع حفرة صغيرة أدخل الغراب الميّت فيها، ورمى عليه التراب حتّى اختفى عن الأنظار؛ فعلم قابيل أنّ عليه دفن أخيه مثلما فعل الغراب؛ فحفر قبراً وأدخله فيه ورمى عليه التراب. وكانت هذه الجريمة أول جريمة قتل على وجه الأرض، وقد ذكرت قصة قابيل وهابيل في القرآن الكريم في سورة المائدة.