من هو حسان بن ثابت
نسب حسان بن ثابت وكنيته
هو حسّان بن ثابت بن المنذر بن حَرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجار، وقد تعدّدت الأقوال في كنيته، فقيل يُكنّى بأبي الوليد، وقيل أبو حسام، وقيل أبو عبد الرحمن، هو من الطبقة الثانية من الأنصار، من بني حُدَيلة، وأمّه الفريعة بنت خالد بن حبيش، من الخزرج من بني ساعدة.
وقد عاش حسّان بن ثابت -رضيَ الله عنه- ستين عاماً في الجاهليّة، وستين عاماً في الإسلام، وقد أُصيب بالعمى في نهاية حياته، ولم يشهد مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أيّ مشهدٍ بسبب مرض أصابه، وتوفي في المدينة.
حسان بن ثابت شاعر الرسول
عُرف حسّان بن ثابت -رضيَ الله عنه- بشعره الفريد، وكان شاعر الأنصار في الجاهليّة، وشاعر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الإسلام ، وشاعر اليمنيين بعد وفاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد كان آل حسان أصحاب شعر، ومن أقدم الأقوام الذين اعتنوا به، واشتهروا فيه.
وقد ثبت في صحيح البخاري، أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مرّ ذات يوم بحسان -رضيَ الله عنه- وهو يُنشد الشعر في المسجد، فقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (اللهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ)، وهذا يُعدُّ من باب المجاهدة باللسان، فليس الأمر يقتصر على المال أو النفس.
ومن أشعاره، أنّه كان يقول -رضيَ الله عنه- ما يأتي:
هجوت محمدا فأجبت عنه
- وعند الله في ذَاكَ الْجَزَاءُ
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَتِي وَعِرْضِي
- لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمُ وِقَاءُ
وقوله في مدح النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
وأحسنُ منك لم ترَ قطُ عيني
- وأجملُ منكَ لم تلد النساء
خلقت مبرّءاً من كل عيّب
- كأنّك قد خُلقتَ كما تشاء
مكانة حسان بن ثابت في الإسلام
كان حسّان بن ثابت -رضيَ الله عنه- يتّخد منبراً في المسجد يدافع فيه بشعره عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ويُلقي على أعدائه الهجاء، ويردّ عليهم سبابهم وشتائمهم في المسلمين والأنصار، ويشفي صدور المسلمين منهم، وقد كان هذا سبب شفاعة عائشة أمّ المؤمنين -رضيَ الله عنها- عن حسّان بن ثابت عندما تكلّم مع مَن تكلّم في حادثة الإفك.
وقد رُوي أنّ حسّان -رضيَ الله عنه- قدم على عائشة -رضيَ الله عنها- عندما أُصيب بالعمى، فأجلسته على وسادةٍ، فتعجّب من كان عندها؛ لِما بدر من حسان يوم الإفك، فتعلّلت بما كان يقوم به للدفاع عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
وقد ثبت في صحيح البخاري أنّ عروة بن الزّبير -رضيَ الله عنه- أراد أن يتكلّم في حسان؛ لِما كان منه في الإفك، فنهته أمّ المؤمنين عائشة -رضيَ الله عنها- وقالت: (لا تَسُبَّهُ فإنَّه كانَ يُنَافِحُ عَنِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-).
ومن الجدير بالذكرأنّ حسّان -رضيَ الله عنه- كان يهجو قريش بالأيام والمعارك التي هُزموا فيها، ويُكثر ذكر ما كان عليهم من المآخذ، فلو أنّه هجاهم بالكفر والشرك، لما كان لذلك أثراً في نفوسهم، ولذلك قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في شعر الهجاء: (لَهذا أشَدُّ عليهم مِن وَقْعِ النَّبلِ).
وفاة حسان بن ثابت
لقد تعددت آراء المؤرخين في وفاة حسّان بن ثابت -رضيَ الله عنه-، فقيل إنّه توفي وعمره مئة وعشرون سنة في خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضيَ الله عنه-، وقيل توفي في سنة خمسين للهجرة، وقيل سنة أربعين، وقيل أربع وخمسين، وعلى المشهور أنّه توفي وعمره يناهز المئة وعشرون عاماً، -فرضيَ الله عنه وعن صحابة رسول الله أجمعين-.