من هو القائد الذي فتح الصين
قتيبة بن مسلم فاتح الصين
يُعدُّ القائد الإسلاميّ الشهير قتيبة بن مسلم فاتح الصين، وسمرقند، وبلاد ما وراء النهر، ويشهد التاريخ بأنَّه أحد كبار القادة؛ إذ يعود له الفضل في فتح البلاد التي تُعرَف بالجمهوريات الإسلاميّة، المنفصلة عن الاتحاد السوفيتيّ، ومن الجدير بالذكر أنّ المسلمين لم يفتحوا الصين كاملة، وإنَّما فتحوا أطراف البلاد وبعض مدنها، حيثُ تمّ الصلح والاتّفاق بين القائد قتيبة بن مسلم وملك ملوك الصين على دفع الجزيّة، ويشار إلى أنّ قتيبة يعدّ من أعظم الفاتحين في الإسلام، إذ يعود له الفضل في إسلام أممٍ كاملة من الأتراك، كما استطاع إدخال الإسلام إلى أرض الصين .
استراتيجيّة قتيبة في فتح الصين
تمثّلت استراتيجيّة قتيبة بن مسلم في فتح بلاد الصين، بفتح حوض نهر سيحون والمدن المجاورة له، ثمَّ دخول أرض الصين، والوصول إلى مدينة كاشغر وإقامة قاعدة إسلاميّة فيها، وتعتبر هذه المنطقة آخر ما وصلت إليه الجيوش الإسلاميّة في شرق آسيا؛ إذ لم يستطع أحد من المسلمين الوصول إلى أبعد منها، واستمرَّ هذا الفتح عامين بين 94-96هـ، أما فتح كاشغر فكان في عام 96هـ.
قتيبة بن مسلم الباهليّ
قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن ربيعة الباهليّ، وكنيته أبي حفص، ولد في أرض العراق عام 48هـ، ويُشار إلى أنَّ والده كان من أصحاب مصعب بن الزبير والي العراق من قبل أخيه عبد الله بن الزبير، وقُتل في الحرب ضد عبد الملك بن مروان في عام 72هـ، ونشأ قتيبة على ظهور الخيل، وبرفقة الرماح والسيوف، وتعدّ كثرة الفتن والثورات التي شهدتها العراق سبباً في حبه للجهاد، حيث انشغل جميع أهل العراق بالجهاد في سبيل الله، وقد اشترك قتيبة في الحملات الجهاديّة في وقتٍ مبكرٍ من عمره، وأظهر خلالها شجاعته وموهبته القياديّة التي لا مثيل لها.
وفاة قتيبة بن مسلم
قُتل قتيبة بن مسلم عام 96هـ/715م، ويذكر في حادثة مقتله أنَّه كان أحد قادة الحجاج بن يوسف الثقفيّ، وكان قتيبة على درايّةٍ بمدى كراهيّة سليمان بن عبد الملك للحجاج، وعندما تولى سليمان الخلافة خشيَ انتقامه؛ وذلك لأنه وقف مع الوليد بن عبد الملك لخلع سليمان من ولاية العهد، فأراد الخروج على سليمان، بتجهيز جموعٍ من الرجال وأهل بيته لتنفيذ المهمة، وفشلت حملته وانتهت بمقتله على يد وكيع بن حسان التميميّ، وقيل في مقتله: إنَّه لم يتمرد على الوالي، وإنَّما وقع ضحيّة لمؤامرة بعض الطامعين في الولاية.