من هن مرضعات الرسول
أمه آمنة بنت وهب
إنَّ أول امرأةٍ قامت بإرضاع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي أمُّه آمنة بنت وهب، ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة، زوجة عبد الله بن عبد المطلب، وقد قامت آمنة بإرضاعِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بضعةَ أيامٍ فقط، ولا يوجد للنبي -صلى الله عليه وسلم- إخوة منها؛ إذ إنها لم تنجب سواه.
ثويبة مولاة عمه أبي لهب
بعد ذلك قامت جاريةُ عمِّه أبي لهبٍ بإرضاع النبي -صلى الله عليه وسلم- لبضعةِ أيامٍ أيضًا، واسمها ثويبة الأسلميةِ، وقد كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إخوةٌ بالرضاع منها، وهم:
- مسروح ابن ثويبة، والذي رضع رسول الله معه من لبنه.
- حمزة بن عبد المطلب عمُّ رسول الله؛ حيث رضع من ثويبية قبل النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال رسول الله عن ابنة حمزة: (هي بنْتُ أخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ).
- أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي، والذي قامت ثويبة بإرضاعه بعد رسول الله، وما يدلُّ على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ابنة أبي سلمة: (إنَّهَا لَابْنَةُ أخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أرْضَعَتْنِي وأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ).
حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية
تعدُّ حليمة بنتُ عبدالله بن الحارث بن سعد بن بكر بن هوازن، زوجة الحارث بن عبد العزى من أشهر مرضعاتِ النبيِّ محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ إنَّها قامت بإرضاعه حتى أكمل فترة رضاعته كاملةً، وقد كان لرسول الله أخٌ في الرضاع من أمِّه حليمة، واسمه عبد الله بن الحارث بن عبد العزى، والذي رضع النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- معه من لبنه، كما كان للنبيِّ أختينِ منها وهنَّ: الشيماء وأنيسة.
وقد كانت حليمة وزوجها فقراءَ الحالِ، وما إن انضمَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى عائلتهما الصغيرة حتى بدأت بركاته تتنزل عليهم، وأولى هذه البركات أن الحليب الذي في ثديها والذي لم يكن يكفي لابنها بدأ ينزل حتى رُوي رسول الله وابنها عبد الله، والناقةُ المسنةُ التي كانت عندها أصبحت ممتلئة باللبن حتى شربت هي وزوجها منها، وثاني هذه البركات أنَّ غنمها كان يرجع من المرعى شباعًا مليئًا باللبن بالرغم من جدبِ الأرض آنذاك.
مكث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد إكمالِ فترة رضاعته عند حليمة السعدية، حتى حصلت حادثة شقِّ الصدرِ معه، والتي تتلخصُ بنزولِ ملكين على شكلِ طيرينِ أبيضين، فبطحا رسول الله وشقَّا بطنَه وأخرجا قلبه وقاما بشقِّه وإخراجِ علقتين سوداوين، كما قاما بغسلِ جوفه بالثلج، وقلبه بماءِ برَدٍ، ثمَّ قاما بوضعِ السكينةَ فيه، وبعدها قاما بخياطته، وقد أخبرَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أمَّه حليمة بما حدث معه، والتي بدورها أعادته لأمِّه.
امرأة من بني سعد كانت مرضعة لحمزة
المرضعة الرابعة للنبي -صلى الله عليه وسلم- كانت امرأة من بني سعد غير حليمة السعدية، وكانت حينها ترضع عمه حمزة -رضي الله عنه- فأرضعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- معه، وبذلك يكون حمزة -رضي الله عنه- أخاً للنبي -صلى الله عليه وسلم في الرضاع من جهة ثويبة، ومن جهة المرأة السعدية.
وتجدر الإشارة إلى أن أم أيمن ليست من مرضعات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ بل كانت حاضةً له، واسمها بركةَ الحبشيةَ، وقد كانت أمَّ أيمن مولاةً لعبد الله والد رسول الله والتي أصبحت مولاةً للنبيِّ بعد وفاةِ أبيه، والذي قام النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بإعتاقها بعد زواجه من خديجةَ بنت خويلد، ثمَّ بعد النبوةِ زوَّجها من زيد وأنجبت له أسامة بن زيد.
ملخص المقال: تمَّ في هذا المقال ذكرُ مرضعاتِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع ذكرِ بعض التفاصيلِ المتعلقةِ فيهنَّ؛ مثل نسبهنَّ، وأسماءِ أزواجهنَّ، وإخوةُ النبيِّ في الرضاعِ منهنَّ، وبعضًا من الأحداث المتعلقةِ بفترةِ رضاعة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفي ختام هذا المقال تمَّ تنبيه القارئ إلى أنَّ أمَّ أيمن كانت مجرد حاضنةٍ للنبيِّ ولم ترضعه البتة.