من هما قابيل وهابيل
من هما قابيل وهابيل؟
وُلد لنبي الله آدم -عليه السّلام- عقب نزوله للأرض اثنين من الأولاد؛ وهما قابيل وهابيل، وقيل إن قابيل كان يكبر هابيل بسنتين، وكانت حواء تلد توأماً في كلّ بطن، فمع كلّ ذكرٍ كانت تضع أنثى أختًا له، وذُكر في كتب العلماء أنّ أخت قابيل كان اسمها إقليما، وأخت هابيل كان اسمها لبودا.
وكان قابيل يعمل في زراعة الأرض، أمّا هابيل فقد كان يعمل في رعي الأغنام، وتجدر الإشارة إلى أنّ أسماء أولاد آدم قابيل وهابيل لم يُذكر في دليل صحيح من النقل؛ فلم يرد في كتاب الله تعالى ولا في سنة نبيه -صلَّى الله عليه وسلَّم- ما يدل على صحة هذه الأسماء، وإنما ورد في كتاب الله -تعالى- قصة قتل قابيل لأخيه هابيل.
قصة قتل قابيل لهابيل
القصة في القرآن
قصّ الله تعالى في كتابه قصة قابيل وهابيل حيث قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ* لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ* إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ).
ثمّ قال -تعالى-: (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ* فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)، فلما عمد قابيل إلى هابيل ليقتله، أخبره هابيل بأنّه حتى وإن همّ بقتله فلن يبتدئ هو بذلك.
وحاول هابيل إقناعه عن التراجع عن قتله لكيلا يكتسب إثمًا آخرًا غير إثمه الذي اكتسبه بشأن القربان، إلا أن ذلك كان من غير جدوى، وقام قابيل بقتل أخيه هابيل بعدما وسوس له الشيطان ذلك، وأعانه عليه، وقيل إنّه شجّ رأسه بحجر وهو مستسلم له، وقيل إنّه قتله وهو نائم، ثمَّ أصابه الندم والحسرة على فعلِه، ولم يعلم ما يفعل بجثة أخيه بعدما قتله، فأرسل الله تعالى غرابين يقتتلان أمامه، وقتل أحد الغرابين أخيه، ثمّ بدأ يدفن جثته في التراب ويخفيها، ففعل مثل فعله.
ما اشتُهر في كتب بعض المفسّرين
لمّا كانت حواء تلد في كلّ بطن لها ذكرًا وأنثى، أمر الله -تعالى- نبيّه آدم أن يزوّج قابيل من أخت هابيل، ويزوّج هابيل من أخت قابيل، فوافق هابيل على ذلك ولم يقبل قابيل بهذا الزواج؛ لأنّه أخته كان أجمل منها، وكان يرى نفسه أحقّ بها من هابيل لكونها أخته، وقيل إنّه قد رأى نفسه أحقّ بالزواج بها لأنّه من نسل الجنّة، لأنّ حواء قد حملت به في الجنّة ، وهابيل ولد في الأرض.
فأمرهما أبوهما آدم -عليه السّلام-أن يقدّما قربانًا لله تعالى، والذي يتقبل الله تعالى قُربانه هو من يتزوج بأخت قابيل، فقدّم هابيل قربانًا إلى الله تعالى باختيار أفضل كبشٍ بين أغنامه، فكما تقدم ذكره أنّ هابيل كان يعمل في رعي الأغنام.
أمّا قابيل فقد كان مزارعًا؛ لذلك كان قُربانه إلى الله زرعًا، فاختار أخبث ما لديه من زرع وقدّمه، فأرسل الله تعالى نارًا تأكل القربان المُتقبل، فأكلت قربان هابيل، وتركت قربان قابيل،وهذه التفصيلات لم ترد في النصوص الشرعية بل ذُكرت في كتب بعض أهل العلم.
الحكم المستفادة من قصة قابيل وهابيل
حملت قصة قابيل وهابيل العديد من الحكم والعِبر المستفادة، ومن أبرزها ما يأتي:
- إنّ الصراع بين الخير والشر صراعٌ أزليّ؛ وُجد منذ نشأة الخلائق، وهو مستمر ما دامت الحياة قائمة.
- إنّ كل إنسان مُحاسَب بفعلِه وبما قدّمت يداه؛ فمع أنّ قابيل الذي قام بجريمة القتل هو ابن آدم، إلّا أنّ ذلك لم يُنقص من مكانة آدم -عليه السّلام-ومنزلته.
- يتوجب على الإنسان الرضا بقضاء الله وقدره ، ويقتنع بكلّ ما كتبه الله تعالى له، فقابيل لم يرضَ بما قسمه الله له بدايةً، فكان مصيره الندم والخسران.
- إنّ الحسد مرض يُصيب النفس التي ضعف إيمانها، وهو دافع بصاحبه لكل ضرر وأذى، وهذا هو السبب الرئيسي وراء قتل قابيل لأخيه، فقد حسده على الزواج من أخته.
- إنّ الذي يسن فعلًا حسنًا كان له أجر كل من يفعله، ومن يسنّ الفعل السيِّئ يحمل إثمه وإثم كل من فعله من بعده.