من هم ملوك الطوائف
العَرب والمسلمون في الأندَلس
أثرَى تواجد العَرَب والمسلمِين في الأندَلس التّاريخَ العَرَبيّ والإسلاميّ بالعديد من الأحداث، والخِبرات المهمّة، حيث تَعاقبت أجيالٌ على حُكم تلك المِنطقة؛ فبرَزَت حقبات عديدة في الأندَلس ما يزال العرب والمسلمون قادرين على الاستفادة منها، والاتّعاظ من مآلاتِها حتّى يومنا هذا؛ فهي تُوفِّر لهم دروساً في التّاريخ والسّياسيّة، ومن أبرَز الحقبات والفَتَرات الإسلاميّة؛ حقبة مُلوك الطّوائف.
حقبة ملوك الطوائف
تُعتَبر فترة مُلوك الطّوائف واحدةً من أبرز الفَترات التّاريخيّة التي مرّت في تاريخ الأندَلس؛ حيث بدَأت خلِال الرّبع الأوّل من القرن الرّابع الهِجريّ، وذلك عَقب سقوط دولةِ الأمويّين في الأندلس؛ ذلك لأنّه وبعد سقوط هذه الدّولة بدأ أُمَراء الأندلس ببناء دُوَيلاتهم الخاصّة بهم. وعلى الرغم من قِصَرفترة ملوك الطّوائف، إلّا أنّها كانت غنيّةً، ومُعقّدةً نوعاً ما، وقد جاء ذلك نتيجةً للأطمَاع التي كانت تُسيطر عليهم، ممّا أدّى إلى خللٍ في بُنيَة الأندلس، وبالتالي سقوطها في وقتٍ لاحقٍ.
أبرز المناطق في زمن ملوك الطوائف
قُسّمَت الأندلس إلى دويلاتٍ صغيرةٍ، بعد أن كانت دولةً متّحدةً، وقد برزت فيها سبعُ مناطقَ مهمّة هي: منطقة بَني عبّاد، وبَني جَهُور، وبَنِي زيري، وبَنِي الأفطَس، وبَنِي ذي النّون، وبَنِي هود، وبَنِي عامر، إلى جانب ذلك قُسِّمت هذه المناطق إلى مناطقَ أخرى، ممّا جعل العدد الإجماليّ للدّويلات داخل أرض الأندلس يزيد على عشرين دويلةً؛ علماً أنَ جزءاً كبيراً من أراضي الأندلس الشماليّة لم يكن بِيَد العَرب والمُسلِمين. في هذا السّياق، تجدرالإشارة إلى أنّ الأحداث التي حدَثت زمنَ ملوك الطّوائف تأثّرت بدولةِ المُرابطين في جزءٍ منها، وخاصّةً بالقائد المُسلم يوسف بن تشافين الذي لعب دوراً حاسماً في تغيير مسارالأحداث في الأندلس بشكلٍ جذريٍّ.
أشهر ملوك الطّوائف
من أشهر ملوك الطّوائف على الإطلاق المُعتمِد بن عبّاد، وقد كانت له صفاتٌ إيجابيّةٌ كثيرةٌ، فضلاً عن الكثير من الصّفات السلبيّة أيضاً، فمن ناحية الحُكم كان المعتمِد ذا سيرةٍ حسَنةٍ؛ فقد أحسن إلى رعيّته، وقدّم لهم خدماتٍ جليلةً، غير أنّه في الوقت ذاته كان غارقاً في شهواته، وملذَّاته ممّا أدّى إلى زوال مُلكه، هذا وكان مُولَعاً بالأدب، والشِّعر، وقد خلَّد لنا التّاريخ بعض أَشعاره الجميلة.
من المُلوك المَشهورين أيضاً المُتوكّل بن الأفطس، والذي لم يَشتهر من الناحيَة السياسيّة، أو حتّى العسكريّة، غير أنّه اشتُهر من النّواحي الأدبيّة، والشعريّة، وعُرف أيضاً بشجاعته، وقد حفظ لنا التّاريخ أيضاً بعضاً من أبرز وأهمّ أشعاره، والتي تُنبّئ عن حكمةٍ، وعِلمٍ، وثقافةٍ كبيرةٍ وهائلةٍ.