من هم قوم تبع
من هم قوم تبع؟
تُبّع هم من أهل اليمن ، وتُبّع لقب يُطلق على ملوك اليمن، وسمّوا بذلك لأن كل واحد منهم يتبع صاحبه، ولقب تُبع في اليمن من أيام الجاهلية، مثل لقب الخليفة في الإسلام، وهو أيضاً مثل لقب فرعون ولقب هامان.
وتُبّع ليس اسم ملك مُعين؛ بل هو لقب يطلق على اسم ملك اليمن، مثل لقب كسرى لفارس، ولقب القيصر للروم، ولقب النجاشي للحبشة.
عذاب قوم تبع
كان عذاب قوم تُبع السيل العرم ، وذلك في قوله -تعالى-: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ)، وسيل العرم هو وادٍ كان في اليمن، وكان يسيل إلى مكة وكانوا يسقون منه، وكانوا يسدّون السيل ما بين الجبلين بالحجارة؛ ويجعلون عليه أبواباً ويأخذون منه ما يحتاجون إليه، ثمّ يسدّونه في غير وقت الحاجة.
وأما السبب في إرسال السيل عليهم، فقد بحث العلماء في ذلك؛ فقيل أن الله -سبحانه وتعالى- أرسل جُرذاً أي -فأراً- فأحدث ثقباً في السدّ فسال عليهم،
وقيل أرسل الله -سبحانه وتعالى- عليهم سيل العرم، فخرّب بلادهم ومزقهم كل ممزق؛ أي شردّهم في البلاد، ولأنهم كفروا بأنعم الله -تعالى- فلهذا أرسل عليهم سيل العرم، ودمّر كل خيراتهم، وحقولهم وديارهم، وأراضيهم وكل شيء عامر عندهم.
العبر المستفادة من قصة قوم تبع
يمكن الاستفادة من قصة قوم تبع بما يأتي:
- ذكر قصص الأمم السابقة والماضية لم تكن لمجرد التسلية، ومجرد قصة وحكاية فقط؛ بل الهدف من ذلك هو ذكر أمثلة عملية للبشر والشعوب، في كل مكان وزمان إلى يوم القيامة، وليتعظوا من الأمم التي سبقتهم ولا يقعوا بما وقعوا فيه.
- إن الإخبار بما وقع للأمم السابقة من عذاب وهلاك، تجعل الذين يؤمنون بالآخرة ويخافون الله -سبحانه وتعالى- إلى الإيمان، والتصديق أن الله -سبحانه وتعالى- مُطّلع على كل صغيرة وكبيرة، ويُحاسبنا على كل فعل وقول، فهذا يجعلنا ننتبه إلى كل ما نفعل ونقول، ونُحاسب ونُراجع أنفسنا دائماً.
- إن ذكر أخبار الأمم السابقة تجعلنا نرى ونفهم أن الاستكبار، والعِناد والتجبّر والظلم سيؤدي إلى العقاب والهلاك.
- الحكمة من ذكر قصص الأمم السابقة والماضية التي ذكرها لنا القرآن الكريم هو لتحقيق العبرة، والإتعاظ من عذاب هؤلاء الأقوام السابقة؛ بسبب تكذيب الرسل -عليهم السلام- وإيذائهم، وعنادهم وكفرهم بالله -سبحانه وتعالى-، وإنكارهم للمُعجزات، فأستحقوا الجزاء والعقاب والعذاب لأن؛ الجزاء من جنس العمل.
- ذكر أخبار الأمم السابقة تجعلنا نفهم ونُدرك، أن الشيطان هو من يجعل الإنسان يقع بالكفر والعناد؛ من خلال تزيين الباطل والشرّ والفساد لهم، وهذا يجعلنا دائماً أن ننتبه من وسوسة الشيطان، ونتعوذ منه ومن كيده.
- إن الإخبار بالأمم السابقة تحثّنا على التفكّر والتدّبر والتأمل، وهذا يجعلنا نتوقف خلال قراءة القرآن الكريم إلى الآيات الكريمة؛ بأن نفهم العبرة منها، ونستفيد منها ونُطبقّها في يومنا، قال -تعالى-: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).