من هم الخلفاء الراشدون بالترتيب
الخلفاء الراشدون بالترتيب
يتناول المقال عرضاً للخلفاء الراشدين بالترتيب، وذكراً لأسمائهم ونسبهم وخلافتهم وأبرز فضائلهم.
أبو بكر الصديق
هو الصحابي الجليل عبد الله بن أبي قحافة عثمان القرشي، ولد في مكة بعد عام الفيل بعامين، ونشأ في مكة وكان من أشراف مكة، وكان تاجراً مرموقاً، وهو - رضي الله عنه- أوّل من أسلم من الرجال، وقد جنَّد نفسه - رضي الله عنه- لنصرة الله ورسوله، وتلّقى المشقّة في تبليغ دين الله، ولُقِّبَ بالصديق بسبب مبادرته في تصديق رسول الله - عليه السلام- في حادثة الإسراء والمعراج، وشهد كلّ الأحداث مع النبي من غزوات وغيرها، وقد هاجر مع النبي - عليه السلام-، وبذل نفسه وماله في سبيل الله، فقد أنفق كامل ماله في سبيل الله،
توليه الخلافة
توفي رسول الله -عليه السلام- يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة، وفي ذات اليوم إجتمع كبار المسلمين من المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة، فتشاوروا فيما بينهم بالرجل المناسب ليكون خليفة رسول الله -عليه السلام-، ثمّ بايعوا ابا بكر - رضي الله عنه- ليكون الخليفة عليهم، ثمّ بعد ذلك بايعه المسلمون عامّة، وتولّى الصديق - رضي الله عنه- أمر المسلمين لمدة سنتين وثلاثة أشهر وبضع أيام.
إنجازات الصديق رضي الله عنه
قضى أبو بكر الصديق عمره في نُصرة دين الله، أمَّا عن إنجازاته أثناء خلافته ما يأتي:-
- تنفيذ وصية النبي - عليه السلام- بتسيير جيش أسامة بن زيد - رضي الله عنه-؛ لمحاربة الروم في ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة على مشارف الشام.
- محاربة أهل الرِّدة ومانعي الزكاة، حيث أمر بتجهيز أحد عشر لواءً، وارسل كلّ لواء في جهة.
- ارسال جيش لفتح العراق بقيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه-.
- ارسال جيش لفتح بلاد الشام بقيادة خالد بن الوليد وأبي عبيدة عامر بن الجراح.
- جمع القران الكريم في مصحف واحد.
كانت وفاته في السنة الثالث عشرة من الهجرة ليلة الثلاثاء، لسبع بقين من جمادى الآخرة عن ثلاث وستين من عمره، وكانت مدَّة خلافته سنتين وثلاثة أشهر، ودفن في بيت عائشة بجانب قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-.
عمر بن الخطاب
هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بن نفيل من قبيلة بني كنانة، أسلم في السنة السادسة من البعثة، وكان المسلمون قلّةَ وضِعاف، وكان مشهوراً بقوّته وشِدّة بأسه - رضي الله عنه-، فزاد إسلام عمر قوّة المسلمين، ونصرةً للحقِّ وأهله.
خلافته
حينما دنى أجل الخليفة أبي بكر الصديق جمع أهل الخيرة والرأي من الصحابة، فشاورهم بأن يُرشِّح خليفة من بعده، فأشار الصحابة على أبي بكر - رضي الله عنه- بعمر بن الخطاب، وكان الخليفة الثاني بعد أبي بكر - رضي الله عنه-
من انجازات الخليفة عمر بن الخطاب ما يأتي :
- فتح بيت المقدس والاردن وما تبقّى من العراق والأهواز.
- القيام بتقسيم إداري لرقعة الخلافة، وتعيين أمير على كلِّ ولاية.
- أنشأ الدواوين " وهي كنظام الوزارات حالياً " كديوان الجند، وديوان الخراج، وديوان العطاء.
مقتله
قُتل عمر - رضي الله عنه- بعد أن طعنه رجل يُسمّى أبو لؤلؤة المجوسي، وذلك في شهر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين هجرية، ودُفن يوم الأحد صباح هلال المحرّم سنة أربع وعشرين، فكانت ولايته عشر سنين وخمسة أشهر وإحدى وعشرين ليلة.
عثمان بن عفان
هو الصحابي عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، ولد قبل عام الفيل بستة أعوام ، وهو من أوائل من أسلم من الصحابة، ولقبه ذو النورين؛ وذلك لأنّه تزوّج من بنتي النبي -عليه السلام- رقية وأم كلثوم - رضي الله عنهم-، بيوع على الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- بإجماع الصحابة.
إنجازات عثمان بن عفان
- جمع القران الكريم ونسخه لِعدَّة مصاحف وإرساله الى الأمصار.
- إنشاء أسطول بحري، ليخوض المسلمون اوّل معركةٍ بالبحر، وهي معركة ذات الصواري
- إكمال الفتوحات التي بدأها عمر بن الخطاب، وإرسل الجيوش لفتح الاسكندرية والى إفريقيا وقبرص وغيرها
مقتله
استمرّ عثمان بن عفان - رضي الله عنه- إثنا عشر سنة إلاّ إثنتي عشرة يوماً، ثمّ قدم عليه جماعة من البصرة، وجماعة من الكوفة، وجماعة من مصر؛ لمحاربته؛ لأنّه حينما تولى الخلافة عزل بعض النواب عن الأمصار وولّى غيرهم فثاروا عليه، وفي يوم الجمعة، كان يجلس على المنبر فرجموه وهو على المنبر حتى غُشى عليه، ثمّ رجموا الناس حتى أخرجوهم من المسجد،
وحُمل عثمان إلى بيته، وحاصروه مدّة أيام، إلى أن تسلَّقوا عليه من الأسوار، وقتلوه وهو جالس والمصحف بين يديه، وكان قتله بعد عصر يوم الجمعة ثامن ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة، وهو ابن اثنين وثمانين سنة، ودفن بثيابه و بدمائه
علي بن ابي طالب
هو الصحابي الجليل علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو الحسن: أمير المؤمنين، رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين، وابن عمِّ النبي وصهره، وهو أوّل خليفة من بني هاشم وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد العلماء، وأبرز علماء الصحابة، وكان يحمل راية رسول الله وهو من أشجع الصحابة الذين بذلوا انفسهم في سبيل الله،
بيعته
بعد مقتل عثمان بن عفان توجَّه نفر من الصحابة الى بيت علي بن ابي طالب - رضي الله عنه-، وأخبروه أنّه لا يوجد أحقّ منه بالخلافة، فلم يقبل طلبهم، وأصرّوا عليه حتى بايعوه في المسجد، وحضر البيعة من الصحابة طلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص وغيرهم،
إنّ فترة تولِّي علي بن ابي طالب للخلافة - رضي الله عنه-، كانت أصعب المراحل، فحاول علي - رضي الله عنه- إعادة لم شمل المسلمين، والنهوض بالمسلمين من جديد، وتحدِّى كافّة الصّعاب التي واجهته اثناء الخلافة من الفتن، وسار عليٌ على عهد النبي -عليه السلام- والخلفاء من بعده - رضي الله عنهم- الى أن توفَّاه الله.
مقتله
اتّفق نفر من الخوارج على قتل عليٍ ومعاويةَ وعمرو بن العاص، وحينما خرج علي - رضي الله عنه- ليوقظ الناس الى صلاة الفجر، طعنه غدراً رجل يُسمّى عبد الرحمن بن ملجم، فضربه بالسيف فقتله، وكانت خلافة علي ابن أبي طالب خمس سنين إلاّ شهرين، مات شهيداً-رضي الله عنه-
الخلفاء هم أفضل الصحابة
لا شكَّ أن الخلفاء الراشدون هم المهديون -رضي الله عنهم - بأمر الله، فقد شهد لهم النبي -عليه السلام- فقد ورد عن النبي -عليه والسلام- انه قال:(- عليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّينَ بعدي ، عضُّوا عليها بالنَّواجذِ) وسيأتي ذكر مناقبهم- رضي الله عنهم-.
من المعلوم أنَّ الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- قد جنَّدوا انفسهم لنصرة دين الله، لذا كانت لهم مناقب كثيرة، يصعب عدّها وحصرها، فقد ورد عن النبي-عليه السلام- أنّه قال:(أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ، وعمرُ في الجنَّةِ، وعثمانُ في الجنَّةِ، وعليٌّ في الجنَّةِ)، وفيهم قال رسول الله -عليه السلام-:(أرْأَف أمتي بأمتي أبو بكرٍ، وأشدُّهم في دينِ اللهِ عمرَ، وأصدقُهم حياءً عثمانُ، وأقضاهم عليٌّ) وهنا ذكر شيء من فضل الخلفاء -رضي الله عنهم- على لسان النبي-عليه السلام-
ابو بكر-رضي الله عنه -
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنَّ مِن أمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ ومالِهِ أبا بَكْرٍ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِن أُمَّتي لاتَّخَذْتُ أبا بَكْر)
- ثبت في الحديث عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- انه سأل النبي -عليه السلام- فقال:(أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا؛ يقصد ابو بكر)
عمر-رضي الله عنه-
- صحّ في الحديث أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّه قدْ كانَ فِيما مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، وإنَّه إنْ كانَ في أُمَّتي هذِه منهمْ فإنَّه عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ.)
- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:(إنَّ اللهَ جعل الحقَّ على لسانِ عُمَرَ وقلْبِه)
عثمان بن عفان-رضي الله عنه-
- ثبت عن أمّ المؤمنين عائشة-رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا في بَيْتِي، كَاشِفًا عن فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فأذِنَ له، وَهو علَى تِلكَ الحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فأذِنَ له، وَهو كَذلكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ، قالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذلكَ في يَومٍ وَاحِدٍ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقالَ: أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ.)
- عن عبد الرحمن بن سمرة -رضي الله عنه- أنّ النبي-عليه الصلاة والسلام- قال حينما جهز عثمان-رضي الله عنه- جيش العسرة:(ما ضرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ مرَّتينِ)
علي بن ابي طالب-رضي الله عنه-
- روي عن النبي -عليه السلام- أنَّه سأل الصحابة في حجة الوداع فقال: (ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسِهم قالوا بلى قال ألستُ أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسِه قالوا بلى قال فهذا وليُّ من أنا مولاه اللَّهمَّ والِ من والاهُ اللهمَّ عادِ من عاداهُ)
- في الحديث الصحيح أنّ سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ إلى تَبُوكَ، واسْتَخْلَفَ عَلِيًّا، فَقَالَ: أتُخَلِّفُنِي في الصِّبْيَانِ والنِّسَاءِ؟ قَالَ: ألَا تَرْضَى أنْ تَكُونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ، مِن مُوسَى إلَّا أنَّه ليسَ نَبِيٌّ بَعْدِي)
الخلاصة:
الخلفاء الراشدون المهديون، هم الذين اختارهم المسلمون ليكونوا قادةً عليهم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم-، وتمّ اختيارالخلفاء الراشدين بعد تشاورالمسلمين فيما بينهم لاختيار الخليفة الذي يقودهم، وكان أوّل خليفة من الخلفاء الراشدين هو أبو بكر الصديق - رضي الله عنه-، ثمّ بعد وفاة أبي بكر الصديق تولّى الخلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-، ومن ثمّ تولى الخلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه-، ومن ثمّ تولّى الخلافة بعد وفاة عمر بن الخطاب، علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه-.