من مظاهر شكر الله تعالى على نعمه
الإكثار من حمد الله
من أعظم مظاهر الشكر لله -تعالى- الإكثار من حمد الله على نعمه؛ لمّا في الحمد من فضل وفوائد، فهو السبيل لرضا الله - تعالى-، كما ينبغي على الإنسان أنّ يُكثر من الحمد في جميع أوقاته، فيحمد الله حتى بعد إنهاء من طعامه أو شرابه.
وقد أدرك العلماء فضل الحمد حيث ذُّكر أنّ الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- كان يحمد الله عند كل لقمة يأكلها، فقيل له: "يا أبا عبد الله ما هذا قال أكل وحمد خير من أكل وسكوت".
وقد دلّ على فضل الحمد قول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (إنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ العَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا)، فالإكثار من الحمد سبب لرضا الله، وطريقة لشكره -تعالى-.
كما أنّ حمد الله -تعالى- على النّعم سبب في نمائها وكثرتها، حيث قال -تعالى-: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، وجاء عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إنّه قال: " إنَّ النعمة موصولة بالشكر، والشكر متعلق بالمزيد، وهما مقرونان في قرن، فلن ينقطع المزيد من الله -عز وجل-؛ حتى ينقطع الشكر من العبد".
استعمال النعم في طاعة الله
من الأعمال التي يجب على المسلم أن يُظهر بها شكره لله -تعالى- هي استعمال النّعم في طاعة الله ، فلا يستعين العبد بنعمة آتاه الله إياها على معصية تُغصب الله؛ حيث أوصى الله -تعالى- نبيه داوود بالعمل شكرًا له على نعمه، فقال الله -تعالى-: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا)، وقد قيل أنّهم لم يتركوا ساعة تمر عليهم من غير صلاة بعدما قال لهم الله ذلك.
تقدير النعم
يتوجب على العبد الذي أنعم الله عليه بنعمة أن يقدّرها؛ فهي هبة التي أنعم الله بها عليه، ويعلم أنّ الله يعطي نعمه للعباد بغير استحقاق منهم، وأن لا يعترض على النّعم والأرزاق التي أتآها الله -تعالى- لغيره من النّاس، ويرضى بما آتاه الله.
ونعم الله أكثر من أن تعد وتحصى حيث قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا)، فيجب على المسلم أن يُقدّر كلّ نعمة من الله تعالى.
إظهار أثر النعمة
أوصى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- صاحب النعمة أن يُظهرها؛ حيث قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-:(إن الله يُحِبّ أن يرى أثرَ نعمتهُ على عبدهِ)، فالله يحب أن يرى النّعم التي أسبغها على عبده، فمن أنعم الله عليه بالمال فعليه أن يجعل أثر هذا المال يظهر في لباسه، ونفقاته وصدقاته، فهو مظهر من مظاهر شكر الله على نعمه.
سجود الشكر
يُسن للمسلم أن يظهر لله -تعالى- الشكر عن طريق سجود الشكر ، ويكون هذا السجود عند حدوث نعمة، أو اندفاع نقمة، وسجود الشكر يكون بسجدة واحدة من غير تكبير ولا تسليم، ولا يشترط له ما يشترط للصلاة، وقد كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إذا بُشّر ببشارة سجد شكرًا لله -تعالى-.