من كان صاحب بيت المقدس أيام الصليبيين
بيت المقدس
ظلت مدينة بيت المقدس ومنذ أن فتحها المسلمون في كنف الدولة الإسلامية ورعياتها لعقود طويلة، وعندما دب الضعف والهوان في أوصال الدولة الإسلامية وسادت الفرقة فيها أصبحت تلك الديار المقدّسة محط أطماع الكثيرين، وعلى رأسهم الدولة البيزنطيّة التي كانت تمثل الكنيسة الشرقيّة، وكذلك دول أوروبا وغربها مثل ألمانيا وفرنسا التي كانت تمثل الكنيسة الغربيّة، فقد ظلت تلك الدولة تنظر إلى بيت المقدس على أنّه ميراثها الذي فقدته منذ سنين طويلة وحان الوقت لاسترداده من أيدي المسلمين، فكانت البداية هي تأسيس الحملات الصليبية التي رفعت شعار الصليب والكفاح المقدس حيث توجّهت بأساطيلها إلى بيت المقدس حينما ضعفت الدولة الفاطمية العبيدية ودبت الحروب بين المسلمين، وقد تمكنت الحملة الصليبية من دخول بيت المقدس سنة 1099 ميلادي لتنتزعها من أيدي المسلمين، فمن هو صاحب بيت المقدس أيام الصليبيين؟
الحملة الصليبية الثانية
كان الصراع محتدماً وعلى أشده بين دولة الفاطميين في مصر وأفريقيا، ودولة السلاجقة في الشام ، وقد سبب الصراع بينهما ضعفاً شديداً في الدولة الإسلامية جعل الصليبيين يتحمّسون لإعداد الحملة الصليبية الثانية، فبعد أن كان السلاجقة يسيطرون على بيت المقدس انتزع الفاطميون حكمها من أيديهم حيث عُيّن وزير الفاطميين ويدعى الأفضل افتخار الدولة ليكون حاكماً لبيت المقدس، وقد ظل افتخار الدولة حاكماً لها حتى سقطت بأيدي الصليبيين بعد حصار طويل وقتال سقط فيه آلاف المسلمين في مجازر مروّعة.
جودفري بوايون حاكم بيت المقدس
خطب البابا أوربان الثاني في جموع الصليبيين محرّضاً لهم على القتال تحت راية الصليب المقدس، وقد أعدوا لذلك جيشاً عظيماً كان من أهم القادة فيه جودفري بوايون وريمون الرابع، ولقد امتلك كل واحد منهم صفات معيّنة أهّلته للتنافس على حكم بيت المقدس، فجودفري قائد عسكري فذ متواضع برغم أمواله الطائلة وله علاقات وطيدة مع الملك الألمانيّ هنري الرابع، أما ريمون الرابع فقد كان يمثل الزعيم الديني الذي يستند إلى سلطة بابويّة أكثر من السلطة العسكرية المدنيّة، فقد كان ممثلاً للبابا في الحملة الصليبيّة، وبعد وصول الحملة الصليبيّة إلى بيت المقدس وتمكّنها من احتلاله اجتمع قادة الجيوش الصليبيّة لتحديد من يحكم بيت المقدس، فاستقر الأمر على جودفري بوايون لإجماع معظم قادة وأمراء الجيش عليه، وقد خلع جودفري على نفسه لقباً يعطيه الشعبيّة والقبول بين المسيحيين وهو لقب حامي بيت المقدس، كما روي أنه رفض وضع تيجان الذهب على رأسه في ديار تعرض فيها المسيح عليه السلام من قبل للأذى حينما وضع على رأسه تاج الشوك بزعمهم.