من عجائب قصص القرآن
من عجائب قصص القرآن
قصة مريم البتول
أظهر الله قدرته وإرادته في خلقه من خلال ذكر مجموعةٍ من القصص في القرآن الكريم ، والتي يتجلّى فيها إعجازه، ومن هذه القصص؛ قصة مريم ابنة عمران، والتي كانت أمّها مخلصةً لله منذ أن كانت مريم في بطنها، وأبوها اسمه عمران، وهو رجلٌ صالح، عابدٌ من عُبّاد بني إسرائيل، كان معروفاً في زمانه بعلمه وعبادته، كما أنّ أمّها من النساء الصالحات ، ولمّا علمت بحمْلها نذرت ما في بطنها محرّراً لعبادة الله -تعالى-، والعبادة حينها كانت تتمثّل بخدمة بيت المقدس ، ولم تكن تعلم ما في بطنها إن كان ذكراً أم أنثى، فأنجبت أنثى، وسَمّتْها مريم، والتي تعني في لغتهم خادمة الرّبّ، وقالت: (وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)، فاستعاذت أن يَمسّها وذريتها الشّيطانُ الرّجيم، فاستجاب الله لدعائها وحفظ مريم وذرّيّتها.
تسابق النّاس في كفالة السّيدة مريم بعد وفاة والدها؛ نظراً لمكانته في بني إسرائيل ، فقد كان معروفاً عنه العبادة والعلم، فاقترح النّاس بإجراء قرعةٍ فيما بينهم، فوضعوا أقلامَهم ونادوا صبيّاً، وطلبوا منه أن يختار قلماً من الأقلام، فاختار قلم زكريّا، فعارضوا ذلك وطلبوا إجراء قرعةٍ أخرى، وذلك برمي أقلامهم في النّهر، والقلم الذي يجري عكس مجرى النهر ستكون كفالة السّيدة مريم لصاحبه، فمشت الأقلام جميعها باتجاه النّهر إلّا قلم زكريّا سار عكس الاتجاه، فعارضوه وطلبوا قرعةً أخيرة برمي الأقلام في النّهر، والذي يسير قلمه مع مجرى النّهر ستكون الكفالة من نصيبه، فألقَوا الأقلام فجرت أقلامهم عكس مجرى النّهر، وقلم زكريّا -عليه السلام- مع النّهر، قال -تعالى-: (وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ).
فتكفّلها زكريّا -عليه السلام- وقام برعايتها وتربيتها، وقد ميّز الله مريم -عليها السلام- على غيرها من النّساء، وجعل لها منزلةً عظيمة بأن جعلها أمّاً لرسولٍ من أولي العزم من الرسل ، واصطفاها بأن جعل كفالتها من نصيب زكريّا-عليه السلام-، وحفظها وطهّرها من الأخلاق السيّئة ومن كل شِرْك، واصطفاها بأن أنجبت عيسى -عليه السلام- من غير زوج، وهذا الاصطفاء كان لها على نساء زمانها وعلى نساء العالمين.
قصة زكريا
وَهَب الله -عزّ وجلّ- يحيى لزكريّا -عليهما السلام-، على الرُّغم من أنّه كان كبيراً في السّنّ، حيث أنّه ضَعُف بدنه وانتشر الشّيب في رأسه، وكانت امرأته عاقراً، فكانت هذه من معجزات الله -تعالى- و خوارق العادات، حيث وَلَدت امرأته رغم أنها لا تلد، وكان ذلك أثناء شيخوخته. فقد كان زكريّا -عليه السلام- من عباد الله الصالحين ، ونبيّاً من أنبيائه، فدعا ربّه بإخلاصٍ أن يهب له ولداً، موقناً بإجابة ربّه الذي لا يَردُّ أحداً دَعاه، وما طلب من الله ذلك إلّا لأنه يريد أن يكون له ابناً يَرِثُ نبوّته وعلمه من بعده، ويسعى بالإصلاح والخير بين بني إسرائيل ويمنعهم من الفساد والإفساد، وعلى رغم علمه بكبر سنّه، وعقم زوجته، إلّا أنّه يثق بقدرة الله -تعالى-.
وكان كلّما دخل على مريم -عليها السلام- وجد رزقها عندها، فالذي يرزق السيدة مريم قادرٌ على أن يرزقه مثلما رزقها، فجاءته البشرى، قال -تعالى-: (يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا)، وأُطلق عليه اسم يحيى، إذ لم يُسمَّ بهذا الاسم أحدٌ قبلَه، وأعطاه الله دليل قدرته على ذلك، فقال -تعالى-: (وَقَد خَلَقتُكَ مِن قَبلُ وَلَم تَكُ شَيئًا)، فطلب من الله دليلاً على حمل زوجته، فكان الدّليل أنّه سيمتنع عن الكلام ثلاثة أيام بلياليهنّ رغم صحّة بدنه، وتحقَقَ هذا الدّليل، فعلم أنّ امرأته حامل، وكان قادراً على التّسبيح وذكر الله .
قصة ولادة السيد عيسى
كَبُرت مريم -عليها السلام- وهي في المحراب الذي جعله لها زكريا -عليه السلام- بعدما كفلها، فاجتهدت في عبادة ربّها، حيث لم يكن لها مثيلٌ في زمانها، واختصّها الله واصطفاها، فأرسل إليها ملائكةً تخبرها بأنها ستُنجب ولداً كريماً طاهراً زكيّاً، وسيكون نبيّاً، فتعجبّت كيف يكون لها ولد دون أن تتزوّج! فأخبرتها الملائكة بأنّ ذلك من أمر الله القادر على كل شيء، فرضيت بأمره وسلّمت أمرها له، وكانت من عادتها أنّها تخرج من محرابها وقت حيضتها أو لقضاء حاجةٍ ضرورية من حاجاتها، فلمّا خرجت وتوجّهت شرق المحراب أرسل الله لها جبريل -عليه السلام- على هيئة بشرٍ، فلما رأته استعاذت بالله منه، فأخبرها أنّه رسول الله بعثه الله -تعالى- إليها لِيَهَبَ لها ولداً، يدعو النّاس إلى توحيد الله -تعالى- وتجنّب كل الشرك، فنفخ الملَك في جيبها فحملت.
اعتزلت السّيدة مريم قومها؛ خوفاً من كلامهم واتّهامهم لها، فلما حضرها وجع الولادة لجأت إلى جذعِ نخلة، وتمنّت حينها الموت، أو أنّها لم تُخلق، فناداها ابنها من تحتها ألّا تحزني، وأمرها بهزّ جذع النّخلة لتساقط عليها رُطباً جنيّاً، وإن شاهدها أحد ٌمن النّاس فلتصمت، وتشير إليه أنها صائمة، وكان من شعائرهم أنهم يصومون عن الكلام، ثم حملت ابنها وتوجَّهت إلى قومها، فلمّا رأوها بدأوا يوجّهون إليها اللّوم ويُذكّرونها بصلاح نسبها، واتّهموها بالفاحشة، فأشارت إلى ابنها الذي تحمله بين يديها، فأنطقه الله قائلاً: (قالَ إِنّي عَبدُ اللَّـهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا* وَجَعَلَني مُبارَكًا أَينَ ما كُنتُ وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا* وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ وَيَومَ أَموتُ وَيَومَ أُبعَثُ حَيًّا).
واشتملت هذه القصة على العديد من المعجزات التي كانت خارقةً للعادة والمألوف، بدأت منذ أن أذِنَ الله بخَلْق عيسى -عليه السلام- من غير أب، إلى أن كَبُرَ وأصبح نبيّاً وأيَّده الله بالمعجزات، مثل إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، ويخبر النّاس بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم، وكل ذلك من الدّلائل التي تدلُّ على نبوِّته وصدق رسالته، وقد نُسب إلى أمّه، ولُقِّب بالمسيح؛ لأنه مُسِح بالبركة التي يُمسَح بها الأنبياء، وهو ذو مكانة عالية في الدنيا بنبوّته، وفي الآخرة بقربه من الله -تعالى-.
قصة أصحاب الكهف
أصحاب الكهف هم مجموعةٌ من الفتيان الذين آمنوا بالله -تعالى-، قال -تعالى- عنهم: (أَم حَسِبتَ أَنَّ أَصحابَ الكَهفِ وَالرَّقيمِ كانوا مِن آياتِنا عَجَبًا)، ورُبط على قلوبهم فتمسَّكوا بدينهم، فلمّا أظهروا أمر دينهم وإيمانهم للحاكم عاداهم وطاردهم، فقرَّروا أن يعتزلوه، فأَوَوْا إلى كهفٍ وناموا فيه، وكانت الشّمس تميل عن الكهف، كما أنَّ كلبهم كان معهم باسطاً ذراعيه بباب الكهف ليحرسهم، ثمّ أفاقوا فتساءلوا عن مدّة لبثهم أكانت يوماً أو بعض يوم، قال -تعالى-: (قالَ قائِلٌ مِنهُم كَم لَبِثتُم قالوا لَبِثنا يَومًا أَو بَعضَ يَومٍ قالوا رَبُّكُم أَعلَمُ بِما لَبِثتُم).
ثم أرسلوا أحدهم إلى المدينة؛ ليشتريَ لهم طعاماً، وأوصوه أن يتحرَّك بخِفَّة كي لا يشعر به أحد، ثمَّ عثر قومُهم عليهم بعد أن آمنت المدينة كلُّها؛ ليكون دليلاً لهم على قدرة الله على البعث، فتنازع القوم فيهم؛ فاقترح بعضهم أن يسدّوا عليهم باب الكهف، وأشارَ آخرون ببناء مسجدٍ على باب الكهف؛ ليعبدوا الله فيه، وكانت مدّة مكثهم في كهفهم ثلاثمئة سنة وازدادوا تسعة، قال -تعالى-: (وَلَبِثوا في كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنينَ وَازدادوا تِسعًا)، ولم يقطع القرآن بعددهم، حيث لا يعلم عددهم إلا الله.
قصة عزير
كان عزيرٌ عبداً من عباد الله الصالحين، وكان من عادته أن يخرجَ إلى بستانٍ له باستمرار، وذات مرةٍ وأثناء خروجه إلى بستانه تحت أشعّة الشَّمس، لجأ إلى قريةٍ، وكان معه حماره الذي يركب عليه، وسَلَّةٌ من التين، وسلّةٌ من العنب، فأخرج وعاءً وعصر فيه عنباً، ووضع فيه خبزاً يابساً، ثم تمدَّد على ظهره فرأى البيوت الخَرِبة، وقد مات أهلُها ولم يبقَ منهم سوى العظام البالية، فسأل متعجباً: (أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ مَوْتِهَا)، فأماته الله -تعالى- مئة عامٍ ثم بعث إليه مَلَكاً، فَخَلقَ قلبَه وعينيه، وأراه كيف يُخلَق باقي جسده، ثم سأله الملَك عن مدّة مكوثه، فقال عزير: (قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)، فقال له الملَك أن ينظر إلى طعامه وشرابه الذي لم يتغيّر، وإلى حماره الذي بليَتْ عظامه، فنادى الملَك على العظام فأقبَلتْ من كلِّ ناحية، فجمعها، وكساها لحماً، وأنبت فوقها الشَّعر، ثم نفخ فيه، فقام الحمار يَنهق رافعاً رأسه إلى السماء؛ يظنّ أنّ يوم القيامة قد جاء، فلما رأى ذلك قال عزير: (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
قصة سيدنا يونس
أرسل الله -عزّ وجلّ- سيَّدنا يونس -عليه السلام- إلى أهل نينوى من العراق، فدعاهم إلى توحيد الله -تعالى- فرفضوا، فكرَّر دعوتهم مِراراً، لكنَّهم أصرُّوا على كفرهم، فيَئِس منهم ولم يصبر عليهم، وغضب منهم، وتوعَّدهم بعذاب الله، وخرج من بينهم دون أن يأخذ الإذن من الله، فبدأت أمارات العذاب تتكشّف لهم، فلمَّا تأكَّدوا من نزول العذاب بهم، تابوا إلى الله وندموا على ما كان منهم، فبكوا إلى الله وتضرَّعوا له، وآمنوا جميعاً بدعوة نبيِّهم، فتاب الله عليهم، وظنَّ يونس بأنَّهم تابوا لكنَّه لم يرجع إليهم، قال- تعالى-: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا)، وتوجّه إلى سفينةٍ فيها أُناس وبضائع، وركب معهم، فلمّا صارت في عرْض البحر بدأت بالغَرَق، فاقترح أهلُها أن يقترعوا فيما بينهم، ومن تخرجْ عليه القُرْعة يلُقوا به في البحر حتى يقلّ حِملها، وكان هذا الحلُّ هو الأنسب، فاقترعوا، فخرج اسم يونس -عليه السلام-، فألقَوا به فلمّا صار في البحر، ابتَلَعَه حوتٌ دون أن يمْضَغه أو يكْسر عظمه.
وصار يونس -عليه السلام- في ظُلُماتٍ ثلاث؛ ظُلمة البحر، وظُلمة الليل، وظُلمة بطن الحوت، عدا عمّا أصابه من الهمّ والغمّ؛ بسبب الحال الذي ترك قومه عليه، وغضبه منهم وخروجه دون أمر ربِّه، فبدأ يدعو ربَّه قائلاً: (لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، فأمر الله الحوت أن يُلقيَه على جانب البحر، فخرج ضعيفاً قد أصابه الوهن والمرض، فأنبت الله عليه شجرة من اليقطين، أكل منها واستظلّ بظلّها، حتى قَوِيَ واشتدَّ عودُه، وعاد مثلما كان، ثمَّ أمره الله أن يعود إلى قومه ليكون مُعلِّماً لهم، فاستجاب له منهم ما يقرب من مئةِ ألفٍ أو أكثر.
قصة الهدهد
كان لسليمان -عليه السلام- مجموعةٌ من الطُّيور، قد جعلها الله من جنوده، يتفقّدها باستمرار، وفي يومٍ من الأيام وهو يتفقّد الطَّير لم يجد الهدهد الذي هو من أذكى الطيور لديه، فتوعّده سيّدنا سليمان -عليه السلام- لتَخَلُّفِه، فلمّا عاد أخبره أنّه رأى مَلكةً وقومها في بلاد سَبأ يعبدون الشّمس من دون الله. ردّ سليمان -عليه السلام-: (قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ)، وكتب رسالةً وأرسلها مع الهدهد إلى الملكة، وأمرَه بمراقبتها عن بعد، فلما قرأَتْها جمعتْ قومَها واستشارتهم في أمر الرسالة، فما كان ردّهم إلا أن قالوا: (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ)، فرأتْ منهم أنَّهم يريدون القتال، وهي لا تريد ذلك.
فكَّرت ملكة سبأ بإرسال هديَّة لسليمان؛ لترى ردّة فعله، فما كان من سليمان إلا أن أعاد لها الهديَّة، وأخبرها أنّ الله أعطاه أفضل ممّا أعطاها، وأنه لم يُرِدْ منها وقومها إلا الاستسلام، حتى لا تضطرّه أن يذهب إليها مع جنوده، فيُخرجهم من أرضهم أذلّةً صاغرين، ثم طلب ممّن هم تحت حكمه أن يُحضروا له عرشها قبل أن تأتيه مستسلمة، فأجابه الذي عنده علمٌ من الكتاب، وأحضر العرش قبل أن يرتدّ طَرْف سليمان إليه، فشكر الله -تعالى- على ما أنعم عليه، وطلب منهم أن يُغيّروا هيئةَ العرشِ قليلاً، حتى يَشْتبه عليها، فلما جاءت سألوها إن كان هذا عرشها، فأجابت كأنّه هو، فقيل لها أن تدخل القصر، فلما أرادت أن تدخله ظنّت أرضه ماءً فكشفت عن ساقيها، فأخبروها أنه مصنوعٌ من الزجاج، فقالت: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
فوائد قصص القرآن
إن للقصص القرآني فوائد عديدة، وفيما يأتي ذكر بعضها:
- بيان قواعد وأسس الدعوة إلى الله -تعالى-، وبيان مضمون وقواعد الرسالات السماوية التي أنزلها الله على أنبيائه، قال -تعالى-: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ).
- مواساة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من خلال معرفة ما لَقيَه السّابقون من الأنبياء، وما تحمّلوه وما صبروا عليه، وإظهار صدق النبيّ والأنبياء السابقين، ونصر وتأييد الله لرسله.
- إظهار الحُجّة والبرهان لأهل الكتاب، مثل قوله -تعالى-: (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)، ذلك أنّهم كانوا يعرفون أخبار الأنبياء السّابقين.
- إظهار الطّبائع الإنسانية التي جُبلت عليها النّفوس البشريّة، وكيف تعامل الأنبياء والرسل مع هذه الطَّبائع بما يناسبها ويتوافق معها.
- الاستفادة من بعض القصص القرآنية، وأخذ العظة والعبرة، وذلك مثل ما ورد في قصة يوسف -عليه السلام- في بعض الجوانب الاقتصادية، وقصَّة قارون الذي جمع بين العلم والشرك ، وأخذ العبرة وتَعلُّم العفاف والامتناع عن الشَّهوات من قصة سيدنا يوسف -عليه السلام-، والحياء من قصة ابنة شعيب -عليه السلام-، والبلاء بالمال والنفس والأولاد من قصة أيوب -عليه السلام-. ويلاحظ من خلال القصص القرآنية عدم ذكر التفاصيل، وإنما يُذكر منها الموضع الذي يمكّن القارئ أن يتَّعظ به.
- الاقتداء بالأنبياء -عليهم السلام-، ممّا يساعد على تنمية الشخصيّة المسلمة، من خلال قراءة القصص القرآنية وفهمها وتدبّرها.