من أول من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول من قال السلام عليكم
إنّ أوّلُ من قال السلام عليكم هو آدم -عليه السلام-، وقد جعلها الله تحيّتَه وتحيّة ذريتِه من بعده، وثبت ذلك في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
(لَمَّا خلَق اللهُ آدَمَ ونفَخ فيه الرُّوحَ عطَس فقال: الحمدُ للهِ، فحمِد اللهَ بإذنِ اللهِ، فقال له ربُّه: رحِمك اللهُ ربُّكَ يا آدَمُ، وقال له: يا آدَمُ، اذهَبْ إلى أولئكَ الملائكةِ، إلى ملأٍ منهم جُلوسٍ، فقُلِ: السَّلامُ عليكم، فذهَب، فقالوا: وعليكَ السَّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، ثمَّ رجَع إلى ربِّه فقال: هذه تحيَّتُكَ وتحيَّةُ بَنِيكَ وبَنِيهم).
معنى تحية الإسلام
السلامُ من التسليم؛ وهو السلامة من أيِّ مرضٍ أو أذىً، فعندما يحيّي المسلم أخيه المسلم بالسلام عليكم، فكأنّما يدعو له بالسلامة والعافية؛ كأن يقولَ له: حفظكَ اللهُ ورعاك، والسلامُ أيضاً اسمٌ من أسماء الله الحسنى، وبه يلقي المسلم التحيّة على أخيه المسلم، ويخبره أنه سالمٌ منه ولا خوفَ عليه.
وقيل إنّ السلامة لا توجد إلا في الجنّة؛ لأنّ السلامة الدائمة التي لا تنقطعُ لا تكون إلا في الجنّة؛ حيث لا مرضٌ، ولا سقمٌ، ولا موتٌ، ولا فقرٌ، وبهذا فقد يكونُ المقصود بها هو الدعاء للمؤمن بأنَ يكون من أهل الجنة؛ لقوله -تعالى-: (لهم دارُ السّلامِ عندَ ربّهم).
فضل تحية الإسلام
يقول المولى -عز وجل- في كتابه العزيز: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)، ففي هذه الآية ترغيب واضح للمسلمين برد التحية، ونيل أجر ذلك؛ لما لذلك من فضائل عديدة، نذكر منها:
- إفشاء السلام يقرب الناس من بعضهم
ويؤلّف بين قلوبهم، ويزرع المحبّةَ، والطمأنينة، والأمانَ بين المسلمين، وقد حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين على إفشاء السلام بقوله: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟، أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ)، فمن حقّ المسلم على المسلم أن يردّ السلامَ عليه، وأن يبدأ مَن يلاقيهِ بالسلام، كما أن أبخل الناس من بخل برد السلام.
- يُثاب المسلم بعشر حسناتٍ على كلِّ جملةٍ من جمل السلام
ومَن يجيء به كاملاً فله ثلاثون حسنة، ودليل ذلك ما رواه عمران بن حصين -رضي الله عنه- أنه قال: (جاء رجلٌ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: السلامُ عليكم، فردَّ عليه السلامَ ثم جلس، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: عشْرٌ).
(ثم جاء آخرُ فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ، فردَّ عليه، فجلس، فقال: عشرون، ثم جاء آخرُ فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، فردَّ عليه، فجلس، فقال: ثلاثون).
ومن آداب إلقاء التحية في الإسلام ردُّها بأحسن منها أو بمثلها؛ لقوله -تعالى-: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)، فيجبُ على المسلم أن يردّ التحيّة وإلّا كان آثماً.
- يعدُّ السلام من خير الأمور في الإسلام
فيروى أنّ رجلاً جاء إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وسأله عن أفضلِ الأمور في الإسلام، فقال له: (تطعمُ الطعامَ، وتقرأ السلامَ على مَن عرفتَ ومَن لم تعرف)، كما أن الخيرية تشمل من يبدأ بالسلام؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وخَيْرُهُما الذي يَبْدَأُ بالسَّلامِ).