ملوك مملكة ماري
ملوك مملكة ماري
ارتبطت أهمية مملكة ماري السياسية بالأهمية الاقتصادية، حيث أدت هذه الحضارة دوراً سياسياً مهماً في بلاد الرافدين من خلال الملوك الذين تعاقبوا عليها خلال العصور السومرية، وأبرز ملوك مملكة ماري ما يأتي:
الملك سرجون الأكادي
أصبحت مملكة ماري في عهد الملك سرجون الأكادي مكان انطلاق جيوش الملك إلى الأماكن الشمالية من سوريا بعد أن قام بضمها لنفوذه، حيث عُدت مملكة ماري من الممالك المهمة التابعة لسلالة أور الثالثة، واستقلت لاحقًا عنها كباقي ممالك بلاد الرافدين في بداية العهد البابلي القديم.
الملك يجد ليم
برز الملك يجد ليم من السلالة الأمورية تقريباً في ألف وثمانمئة وأربعين ق. م، حيث بدأ الملك حكمه بتوسيع نطاق نفوذه على طول نهر الفرات من منطقة عانة في الجنوب إلى منطقة خابور في الشمال.
الملك يخدن ليم
تولى الملك يخدن ليم عرش مملكة ماري منذ عام ألف وثمانمئة وخمسة وعشرين ق. م، وحتى عام ألف وثمانمئة وعشرة ق.م، وذلك بعد موت الملك يجد ليم، وقد كان يخدن ليم ملكاً صاحب قوة وطموح، فقد تمكن من توسيع نطاق نفوذ مملكة ماري في نواحي عديدة.
استطاع الملك يخدن ليم إخضاع سبعة من شيوخ بلاد خانة في منطقة الجنوب من مدينة ماري، وبعد ذلك أطلق على نفسه لقب ملك ماري وتوتل وخانة، أمّا في المنطقة الشمالية من مدينة ماري قام بالقضاء على ثلاثة من قبائل بنو اليمين، ثم وجه حملةً عسكريةً على منطقة الشمال من سوريا، واستولى على ايمار التي تقع على الضفة الغربية من نهر الفرات في ماري.
وصل يخدن ليم إلى السواحل في البحر الأبيض المتوسط وقام بأخذ الجزية من المدن هناك، وعمل على إقامة نصب تذكاري في تلك المنطقة، وفرض سيطرته على المنطقة الوسطى من الفرات، وكانت نهاية هذا الملك على يد خدم القصر.
الملك سومو يامام
تولى ابن يخدن ليم وهو سومو يامام الحكم في ماري بعد وفاة والده يخدن ليم، حيث قام سومو يامام بطرد أبيه يخدن ليم بمساعدة خدم القصر الذين قتلوه، وبعد ذلك لم يسلم سومو يامام من غدر الخدم أيضاً الذين قتلوه وقاموا بتسليم مملكة ماري لشمشي أدد الأول، وقد حكم سومو يامام مملكة ماري لمدة ثلاث سنوات، حيث أكدت نصوص السجلات على وصول ملك ضعيف إلى الحكم آنذاك.
الملك زمري ليم
استطاع زمري ليم الارتقاء إلى عرش ماري بعد قيامه بطرد ياسمخ أدد الآشوري، حيث كان ذلك بفضل ياريم ليم وهو ملك يامخاد الذي قام باللجوء إليه بعد قيام الحكم الآشوري بأخذ عرش ماري، وبقي زمري ليم في مملكة يامخاد حيث قاموا بمعاملته معاملة ملوك.
كما قام ملك يامخاد بتزويج ابنته إلى زمري ليم، ثم استطاع الأخير استعادة عرش ماري بمساعدة قوات الملك ياريم ليم، وذلك بطرد ياسماخ أدد من مملكة ماري.
أبرز الخصائص في عهد مملكة ماري
تُعتبر خصائص مملكة ماري السورية القديمة، التي كان لها شأن عظيم في العصر البابلي القديم، مهمةً جداً في التاريخ ومن أبرز هذه الخصائص ما يأتي:
- يُعتبر الموقع الجغرافي لمملكة ماري ذا أثر كبير في العلاقات الاقتصادية والسياسية بين ممالك العراق القديمة وممالك سوريا على حد سواء.
- يُعتبر زمري ليم من أبرز ملوك مملكة ماري، الذي استطاع تعزيز مجد مملكة ماري، فقد عاشت المملكة في عهده استقرارًا في السياسة وازدهارًا في الاقتصاد.
- امتد نفوذ مملكة ماري من المناطق الداخلية من جهة الشرق في منطقة سوريا، حتى مناطق الفرات عند مدينة توتل أيّ هيت في العراق.
- يعتبر موقع ماري الجغرافي رابطاً مهمًا بين مناطق الشرق والغرب، ممّا جعلها محط أنظار الملوك العراقيين والسوريين.
- عانت مملكة ماري من الاحتلال في جميع مساراتها التاريخية.
- انتهت وسقطت مملكة ماري بشكل رسمي على يد الملك البابلي حمورابي، فقام بتدميرها وضمها إلى نفوذه.
النمط المعماري في مملكة ماري
تُشير الدراسات أنّ النمط المعماري في مملكة ماري كان يأخذ شكلاً جديداً، وذلك لكون المساكن ملتصقةً ببعضها البعض، مما يُشير إلى الاستقرار الدائم من جهة وإلى الألفة بين الناس والارتباط الكبير بينهم من جهة أخرى، حيث أدى لرسوخ التقاليد المجتمعية الزراعية، فقد عملت الحياة الزراعية على خلق إيقاع مجتمعي يتماشى مع الطبيعة والوسط الحيوي.