ملخص لرواية شوق الدرويش
تلخيص رواية شوق الدرويش
تُعد رواية شوق الدرويش للكاتب والصحفي السوداني حمور زيادة، من الأعمال الأدبية الكبيرة والمؤثرة في تاريخ الأدب السوداني، والتي أنتجها الكاتب من خلال إضافة تجاربه الشخصية في الصحافة ودمجها مع مخيلته الأدبية، وهي من أولى الروايات المرشّحة لجائزة البوكر العربية في الأدب.
تُصنّف هذه الرواية ضمن القصص القصيرة، وتتميّز بتشويقها للقارئ؛ بسبب الأسلوب الشعري الفريد الذي مثّله الكاتب من خلال الأحداث، والوقائع، والشخوص، وأُطلقت الرواية في شهر يونيو عام 2014 عن طريق دار العين للرواية والنشر، ويبلغ عدد صفحاتها 464 صفحةً.
تُعد رواية شوق الدرويش من أبرز روايات الأدب السوداني التي حصلت وترشحت لجوائز أدبية كبيرة؛ إذ نالت الجائزة العالمية للرواية العربية (أي باف) عام 2015م، كما ترشحت لنيل جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 2014م، ويوجد لها ثلاث إصدارات وهي شوق الدرويش، ودرويش عاشق، وشوق الدراويش.
تتناول أحداث الرواية فترة حدوث الثورة المهدية في السودان خلال أواخر القرن التاسع عشر، أي بين عامي (1881-1899م)، تحديدًا في العاصمة (الخرطوم) التي حكمها الإنجليز، وقيام ثورة على الحكم من قِبَل جيش المهدي الذي يُسيطر على المنطقة ويتّخذ عاصمة له اسمها (أم درمان).
تتمحور الشخصية الرئيسية في القصة حول بخيت منديل، وهو أحد السكان المُستعبَدين في المنطقة، وحياته المتنقلة بين الحرية والأسر، والانتقال بين السودان ومصر، وبين الخرطوم وأم درمان، كما تتناول هذه الرواية صراع الأديان خلال الحقبة التاريخية القديمة بين المسيحية والإسلام، والعديد من أشعار الحب إما المحلية في المنطقة أو الأشعار العربية المعروفة.
أما أهم الأحداث في الرواية فهي ضمن التلخيص الآتي:
إطلاق سراح بخيت من السجن
يُسبب الصراع السياسي في المنطقة إلى أسر العديد من السكان المحليين في السجن ومنهم بخيت منديل، الذي يقضي فترة طويلة مليئة بالتعذيب والإهانات والاستغلال والتنكيل وراء القضبان؛ ليُصرَّ على الانتقام فور خروجه من كافة الأشخاص الذين تسببوا في سجنه.
يخرج بخيت منديل من السجن في يوم تاريخي للبلاد؛ إذ إن خروجه صادف دخول قوات الجيش المصري المؤازِرة للإنجليز إلى المنطقة نهاية القرن التاسع عشر؛ والتي نتج عنها هزيمة الدولة المهدية وانسحاب قواتها وهروب المهدي وأعوانه من البلاد.
بخيت يقع في حب ثيودورا
يتعرض بخيت للعديد من المواقف بعد خروجه من السجن، ويتنقّل ضمن أحداث عديدة جرّاء تغيّر الأوضاع السياسية وتأثيرها في البلاد، حتى يُصبح أحد العبيد المخصصين لخدمة القادمين ضمن بعثات حكومية ودينية من مصر بعد سقوط المهدي.
يتولى بخيت خدمة حواء أي (ثيودورا)، وهي فتاة يونانية الأصل لكن نشأت في الإسكندرية في مصر بعد وصولها إلى الخرطوم فردًا من أفراد البعثة الأرثوذكسية، وخلال خدمته لها، وتعرّفه عليها، وجرّاء معاملتها الطيبة معه، يقع بخيت في حبّها؛ فيقول: "من أى بلاد يسكنها ملائكة أنتِ "، لأنها كانت شخصية استثنائية، محبة للبلاد، وتسعى لمساعدة السكان.
تُقدّم حوّاء أفضل ما لديها لتحسين الظروف المعيشية في المنطقة، وتلاحظ ما يُكنّه بخيت من مشاعر تجاهها لكنها لا تُبادله هذا الحب بنفس الطريقة، إذ يقول: "لقد عشت حيوات كثيرة يا حواء. أكثر مما أتحمله. ربما ما عشت طويلًا. لكني عشت كثيرًا. وما وجدت حياة أحلى من التي كانت أنتِ. فقط لو أنك أحببتني! لكنى لا ألومك. لقد تعلمت في حياة عشتها أن الحب كالقدر. لا تملك من أمره شيئًا ".
ترد حوّاء عليه قائلة: "هكذا هو الحب يا بخيت. هكذا هو الحب. أن تصبح درويشاً لمن تهوى ".
حواء لا تقبل العبودية
تستمر حواء بالعمل ومواصلة حياتها في الخرطوم، وتنتمي إلى هذه البلاد؛ بسبب حبّها الشديد لها، وتُصر على الاستقرار فيها وإكمال حياتها بعد قرار عائلتها الموجودين في مصر بالعودة إلى اليونان، ثم تتوالى الأحداث وتنشأ العديد من التحوّلات السياسية وتتعرّض حوّاء للأسر لتُصبح إحدى العبيد الخادمين.
يشتريها إحدى التجّار الأغنياء في المنطقة، ويحاول جاهدًا الاعتداء عليها، لكنها تُقاوم بكل ما لديها من قوة وترفض الذل والاستسلام لمطالبه، مما يثير غضب التاجر ويقرر معاقبتها بقسوة؛ مدّعيًا حاجته للتأكد من دخولها الدين الإسلامي وِفقًا للتعاليم الدينية لديهم
تسعى حواء للحرية وترفض الاستسلام والخضوع للعبودية، فتحاول الهرب بعيدًا، لكن يتعقّبها بعض الجواسيس في المنطقة حتى تصبح تحت قبضتهم، فيعودوا بها إلى التاجر الذي يقرر قتله ا.
بخيت ينتقم لحبيبته
يعلم بخيت بمقتل حبيبته حواء، فيحزن عليها كثيرًا ويُصمّم على الانتقام من التاجر والجواسيس وكل من خانها وكان له يدٌ بمقتلها، فيتعقّب كلًا منهم حتى يتمكن من تنفيذ انتقامه، فيقتل خمسة أشخاص، وأثناء سعيه لقتل الشخص الأخير في القائمة، يُقبض عليه ويقع في الأسر.
ينجو الشخص السادس من مصير أصدقائه؛ بسبب وقوع بخيت في الأسر، وبالرغم من توفّر فرصة لبخيت للهرب من السجن، يرفض الخروج ويقرر مواجهة مصيره وهو الموت؛ شوقًا لملاقاة حبيبته حواء، فيقول: "دين المحبة ثقيل. دين المحبة قيد. لكنه تعلم أن الحرية في إخلاص المرء لقيده ".