ملخص كتاب الذكاء العاطفي
فكرة كتاب الذكاء العاطفي
نشر الكتاب في عام 1995م، ويبلغ عدد متوسط صفحاته 365 صفحة، يتحدث جولمان في كتابه الذكاء العاطفي عن المشاكل التي تعاني منها العائلة والمجتمع، وأورد أن الحل في عمل العقل والقلب معاً وارتباطهما لتكوين المشاعر واستشهد بكلامه بأبحاث علماء الدماغ في العقدين الماضيين.
خرج جولمان بتحليل لدورالعاطفه القوي في حياة الإنسان بالاعتماد على الأبحاث والدراسات على الدماغ البشري، وكيف أن تركيبة المخ مرتبطة في المشاعر وتتحكم فيها، يعتبر نقص الذكاء العاطفي عند الأشخاص سببًا للكثير من المشاكل كونه بحسب كلامه يدمر الذهن والصحة الجسدية.
ملخص كتاب الذكاء العاطفي
يُمكن تلخيص بعض موضوعات كتاب الذكاء العاطفي على النحو الآتي:
العواطف ضرورية لحياتنا
يوضح جولمان أهمية المشاعر في حياتنا وكيف فهمها وتعلم التعامل معها يساعد على فهم الشخص لنفسه وللآخرين والتعامل مع كل موقف بشكل صحيح، ومن الأسئلة التي وضع إجابات عليها في المدخل الأول:
- هل العواطف تعيق الإنسان؟
- هل حال الإنسان أفضل بدون العواطف ومنطق؟
تؤكد إجاباته على أهمية المشاعر لعيش حياة منطقة وفهم الآخرين، كما أنها تقوم بمساعدة الإنسان على فهم المواقف والتجاري القديمة والاستفادة منها مستقبلاً، وهذا لأن الدماغ يخزن التجارب بطريقة دقيقة، والدماغ يسجل المشاعر مثلما يسجل التجارب والمواقف.
تساهم العواطف في فهم الشخص لمشاعر الآخرين والتنبؤ في أفعال الآخرين، فعند التعامل مع الشخص الغاضب فتعرف حالته العاطفية وتكون مستعدًا للتعامل مع الشخص مستقبلًا، كما أن الدماغ مصمم للتفكير في الحاضر حسب تجارب الماضي، فالمشاعر تجعل حكمنا على الأمور غير عقلانية ولذلك يجب السيطرة عليها حتى يفكر الإنسان بوضوح.
قد تكون العواطف عائقًا في وجه علاقات الشخص، فعندما يكون الشخص عاطفيا لدرجة التحكم فيه تكون سببا في وقوعه بالمشاكل، لأنه يصعب التفكير بوضوح، فعند دخول المعلومات إلى الدماغ فإنها تذهب للجزء العاطفي منه وفي حال أدرك هذا الجزء أي تحديد قد يتصرف دون التفكير بعقلانية بعواطفه ما لم يحسن الإنسان السيطرة عليها.
بواعث الفعل
لكل انفعال في الواقع دافع للأفعال، تكون فورية بسبب الفطرة الإنسانية للتعامل مع المواقف في الحياة، ومنها:
- عند الغضب: يتدفق الدم إلى اليدين فأول ما يفكر فيه الإنسان هو الضرب ويندفع الأدرينالين للدماغ ليزيد من الطاقة فيحدث العنف.
- عند الخوف : يندفع الدم إلى القدمين فيتجمد الجسم للحظة ومن ثم يفكر بالهرب والاختباء وتتدفق الهرمونات للدماغ ليكون يقظاً ليتعامل مع الموقف.
- عند الفرح: يزداد نشاط المخ ليكبت المشاعر السلبية وتجعل الإنسان أكثر راحة ويكون قادرا على القيام بمهامه.
- عند الدهشة: ترفع الحواجب تلقائياً وذلك للسماح للعين برؤية أوسع لاكتشاف ما حصل.
- في حالة الاشمئزاز: تتمثل تعابير الوجه عند شم أو تذوق شيء كريه.
- في حالة الحزن: يشعر الإنسان بفقد الطاقة وينعزل وهذا يزيد من الحزن.
عقلان في الدماغ
يوجد لدى الإنسان عقلان واحد للتفكير أي يفهم ما ندرك ولا يحتاج للتفكير العميق أي العقل الواعي، وآخر للشعور فيكون مندفعًا أي العقل العاطفي.
يوجد في مخ الإنسان الخلايا العصبية، ويؤكد داروين أن حجم الدماغ لدينا يبلغ 3 أضعاف ما كان في أقدم العصور، وتطور بمرور السنين فقد كان عقلًا بدائيًا يهتم بالوظائف الأساسية مثل الغذاء ولم يكن لديه قدرات تسمح له بالتفكير والتعليم، ثم نشأت الطبقات العليا للمخ ونشأ العقل المفكر من العقل الانفعالي.
تشريح النوبات الانفعالية
الانفعال يؤدي إلى الأفعال أي أنها خطط قوية للتعامل مع الحياة، يتحكم الفض الأيسر الأمامي بتنظيم الانفعالات غير المرغوبة، أما الفص الأمامي الأيمن فهو مركز المشاعر السلبية كالخوف، أما النتوء اللوزي فهو المسؤول عن العاطفة ويستجيب لردات الفعل الفورية ويكون غير دقيق أي "انفعال ما قبل الإدراك" حسب لودو.
الذكاء
الذكاء الأكاديمي لا يعني النجاح فمن الممكن أن يفشل أذكى الأشخاص بسبب عدم السيطرة على الأعصاب، فمعدل الذكاء يساهم بنسبة 20% من عوامل النجاح، حيث إن الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي وقدرتهم على السيطرة على ردود أفعالهم وأصبحت في مراكز مرموقة، فالتعامل مع المواقف وقوة الإرادة تميز شخصًا عن آخر.
التعامل في العلاقات الاجتماعية والقدرة على الاستجابة للحالة النفسية تجعل الإنسان قادرا على التأثير في الحياة، كما أن الانفعالات يمكن أن تكتسب ذكاء، كما أن الذكاء يحتاج معالجة الوقائع والعقلانية الفائقة.
أما أنواع الذكاء العاطفي فهي على النحو الآتي:
- معرفة الإنسان بعواطفه: أي أن أساس الذكاء العاطفي هو إدراك الإنسان لشعوره، لأن عدم فهم ملاحظة الإنسان لمشاعره يجعلها تهيمن عليه.
- التحكم و إدارة العواطف : أي القدرة على ضبط النفس والسيطرة على القلق والفشل وعدم الاستسلام له.
- التحفيز الذاتي: لدفعه في النجاح والسيطرة على عواطفه.
- اكتشاف مشاعر الآخرين والذي يدفع الإنسان لمساعدة غيره ومعرفة الكيفية لذلك.
- القدرة على توجيه العلاقات وتبديلها بأفضل منها لأن المخ دائم التعلم بما يتعلق بالعواطف.
هل العواطف ذكية؟
يختلف الذكاء الاجتماعي عن الذكاء الأكاديمي فالأول يفيد في الحياة العملية ويتميز أصحاب الذكاء العاطفي الحاد بالتوازن والصراحة والمرح والالتزام بعلاقاتهم وذوي خلق ولا يستسلمون للقلق، أما النساء منهم بتتميز بالقدرة على التعبير عن مشاعرها والثقة في عواطفهن ولديهن القدرة على التعايش مع الضغوط النفسية والتكيف معها والتلقائية والمرح.
اعرف نفسك
وعي الإنسان بعواطفه ومشاعره بلحظتها هو سر نجاح الذكاء العاطفي والسيطرة على مشاعره والقيام برد الفعل المناسب، بالإضافة إلى أن التفكير بالمشاعر يؤدي إلى معرفة الحالة النفسية والمزاجية والقدرة على السيطرة عليها، فالأطفال يملكون عاطفة سليمة ويمتلكون الأدوات لتهدئة نفسهم ليكونوا أقل عرضة للانفعالات.
خطورة التنفيس عن الغضب
الغضب من أسوأ العواطف السلبية وفي حال الإدراك قبل انفلاته يمكن وضع الحد له ويمكن السيطرة عليه، والقلق من العواطف السيئة التي يمكن السيطرة عليها من خلال الوعي فيها والتوقف عن التفكير المزعج وافتراض الموقف المقلق واتخاذ قرار عقلاني يحد من نشاط المخ لوقف إثارة القلق.
القدرة المسيطرة
مقاومة الاندفاع مهارة الذكاء التي يمكن تعلمها، كما أن المتفائلين يمتلكون القدرة على تحفيز ذواتهم والسيطرة على مشاعرهم للوصول إلى تحقيق أهدافهم، أيضًا يتصفون بالمرونة والتعامل مع المواقف بسهولة.
البيولوجيا العصبية للتفوق
وصف جولمان التدفق بأنه أفضل حالات الذكاء العاطفي وهي حالة تجعل الشخص مستغرقًا بذاته لدرجة نسياتها ليحصل تناغم في الاستجابات بانسيابية دون جهد، وللوصول لهذه الحالة يمكن اتباع الوسائل التالية:
- التركيز على العمل الحالي فهو جوهر التدفق.
- عند الطلب عليه يزداد حافز الإنسان للعطاء بأمور.
- الانشغال بأمور مثيرة للاهتمام تحفز على التركيز والهدوء.
جذور العاطفة
عدم وجود التوافق بين الآباء والأمهات والأبناء لفترة طويلة يكون السبب في وجود خسائر عاطفية فادحة، فقد لا يستطيع الآباء التعامل مع انفعالات الأطفال فيتجنب الطفل التعبير عن نفسه وانفعالاته وكتمها، وربما يتجه إلى انفعالات بائسة ويتوقف ذلك على من يتعامل معهم، فمن عمر الرضاع يستطيع الأطفال أن يشعر بالحالة النفسية لأمهاتهم.
الأعداء الحميمون
إن ارتفاع نسب الطلاق سببه نقص في الذكاء العاطفي، لذلك يقدم الكاتب نصائح للأزواج للتعامل مع هذه الأمور، فعلى الرجال أن النساء عند شكواهن يفعلن ذلك من منطلق الحب، ويحاولن الحفاظ على العلاقة وحيويتها، والمطلوب من الرجال أيضًا أن يحذروا من تقصي المناقشة، وإعطاء حلول سريعة.
وعلى النساء عدم نقد الأزواج أو الهجوم الشخصي عليهم بل عرض الفعل المحدد الذي سبب الضيق والهم ، لأن الهجوم يجعل الزوج في حالة دفاع أو يوقف المناقشة ويبنى جدار الصمت بينهما.
العقل والطب
الجهاز المناعي هو عقل الجسد؛ فقد لوحظ أن للعواطف تأثيرًا قويًّا في الجهاز العصبي الذاتي، الذي بدوره أساسي في عمل الجهاز المناعي والعواطف أيضًا تأثر في عمل الخلايا المناعية، وقد توقف عملها مؤقتًا للاحتفاظ بالطاقة.
وأخبر العلماء أن الغضب قد لا يكون وحده أحد أسباب ارتفاع معدل خطر الموت بأمراض القلب وحدوث الانفعالات السلبية المكثفة التي تسبق الأزمة القلبية، ومن ناحية أخرى أن الغضب المزمن ليس حكمًا بالإعدام فالمرضى الذين حاولوا تغيير انفعالاتهم العدائية أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية وخاصة عند التنبه عند بداية الغضب.
بوتقة الأسرة
كلما شب الأطفال تنتقل إليهم الدروس العاطفية ويصبحون على استعداد لتقبلها، وإن الأطفال المشبعين بالعاطفة شخصيات أفضل وأقل إثارةً للتوتر، وفي معرفة معالجة عواطفهم الخاصة، وأكثر فاعلية في التخفيف من التوتر بل وهنالك ميزات اجتماعية، لأنهم أكثر شعبية ولديهم القدرة على الانتباه أفضل، وأكثر فاعلية في التعليم.
تعليم العواطف
المشاعر هي موضوع علوم الذات وكان لدورت التعلم العاطفي بعض جذور تمتد إلى حركة التعليم الفعالة في الستينيات، وصممت التدخلات بهدف معالجة العيوب في المهارات العاطفية والاجتماعية، وهي التي تعزز المشاكل مثل التجهم و الاكتئاب .
التعلم العاطفي بالمدارس يجعل من العواطف والحياة الاجتماعية ذاتها موضوعات، وليس مجرد تعامل مع هذه الرسائل المرغم عليها الطفل في حياته اليومية، كما لو كانت دواخل عليه لا صلة لها، وقد تبدو الحصص للمرة الأولى زيادة لا أهمية لها، ولكنها مثل الدروس الصغيرة التي إذا حصل عليها الطفل بانتظام لفترة تكون مؤثرة جدًا، وهذه الطريقة لتأصيل التعلم العاطفي ويعكسها المخ كمسارات قوية ويستخدمها في أوقات التهديد.
كلمة أخيرة
وينهي الكاتب بكلمة أخيرة وهي: أن الأسباب التي تجعل المراهقين يفتقرون إلى المهارات الأساسية في الحياة أنهم لم يتعلموها، كالتعامل مع الغضب وأحب الصراعات الإيجابية، والتعاطف مع الآخرين، وإذا أخذنا بعين الاعتبار الأزمات التي وجدنا أنفسنا مواجهين بها فينبغي علينا أن ندرس المهارات الأساسية في إنقاذ حياتنا.