ملخص كتاب إميل لجان جاك روسو
أصدر روسو كتاب إميل الذي يعد واحدًا من الكتب شبه الخيالية في عام 1762، وقد أطَّرَ فيه آراءَهُ القوية والمؤثرة في فلسفة التعليم، وأكد فيه على أن الهدف من التعليم هو كيفية العيش باعتدال وتوسط، ويتحقق هذا الأمر باتباع الوصي، ويُوضح أن الريف أكثر ملاءمةً لتحقيق هذا الهدف من المدينة المليئة بالعادات السيئة، ولم يهتم روسو بالتعليم من خلال الكتاب، وركز على آلية التعلم بالتجربة، وقد وصى روسو بأهمية تعليم العواطف للطفل قبل الأفكار.
موجز كتاب إميل لجان جاك روسو
يُسمى كتاب إميل رسالة في التعليم أيضًا، ويُعدُ بمثابة أطروحة تتناول طبيعة الإنسان وكيفية تعلمه، وقد عَدَها جان جاك روسو الأهم بين جميع مؤلفاته، يهدف روسو في هذا الكتاب إلى تمكين الفرد الطبيعي من النجاة في المجتمعات الفاسدة، ويتناول الكتاب اللغة الروائية المحكية بين الطالب إميل الذي سمي الكتاب على اسمه وبين معلمه، موضحةً كيفية تعليم المواطن الصالح، ويحتوي الكتاب على نصائح معينة تتعلق بتربية الأطفال، وقد نسق روسو كتاب إميل في 5 كتب مرتبة نذكر ملخصاتها فيما يلي:
الكتاب الأول
يناقش الكتاب الأول عملية تعليم الأطفال الرضع ويرى أنهم يتعلمون بالفعل، ويجب أن تتاح لهم فرصة اكتشاف ما حولهم واستكشاف العالم، فالحماية المفرطة وتقييدهم وحبسهم لن يساهم إلا في إعاقة عملية تعلمهم وإبطائها، ويرى أن الطبيعة الخارجية هي المعلم الأفضل لهم وأنها مناسبة لتعلم الطفل الصغير منها مباشرة ولا تعد بيئةً مُبكرة للتعلم منها.
الكتاب الثاني
يستنكر في هذا الكتاب تعليم الأطفال معلومات علمية كأنهم أفراد بالغون، فيقول إن مرحلة الطفولة ليست الوقت المناسب لتعليم الأطفال المنطق ومحاورتهم في الأمور الأخلاقية، فيجب الابتعاد عن تدريس الطبيعة، والسماح للأطفال باكتشاف قواعد الكون المادي ويتطورا حتى يصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم، ويُتقنون الحُكم والحسد جيدًا، وتعد الأماكن المفتوحة الخارجية البيئة المثالية للتعليم، إذّ يتم استخدام أعضاء الجسم كاملة في عملية التعليم، ومشاركة الحواس كاملة والتركيز عليها، وهذا أفضل من الجلدات الورقية.
الكتاب الثالث
يرى روسو أن الطفل المتطور والمستمر في النمو سيبدأ في هذه المرحلة باكتشاف اهتماماته المختلفة، التي قد تساهم في بناء أساسيات مهنة أو حرفة خاصة به تساعده في الاعتماد على نفسه، وتسنده طوال فترة حياته، وأن الطفل في هذه الفترة يعد قادرًا على فهم المبادئ العلمية الأساسية المتعلقة بدروس الطبيعة والتعمق بها؛ والطفل المنغمس بالأنشطة الحماسية والمفيدة لا يعد مصدرًا للإزعاج في هذه الحالة، ويجب ألا يقيد، أو يحاسب على هذه الأفعال.
الكتاب الرابع
يتحدث روسو في هذا الكتاب عن مرحلة المراهقة ، التي تفور فيها المشاعر الجديدة، وتكثر المُلهيات التي تُبعِد الأطفال عن التعليم، ويساهم المعلم المثالي في هذه المرحلة من خلال مساعدة الطلاب في التركيز على مهاراتهم العلمية بعيدًا عن الحياة الاجتماعية، حتى يكون الطفل قادرًا تنمية عواطفه تجاه الآخرين، نظرًا لأن انخراط الطفل بالعواطف القوية التي تشجعها دوامة المجتمع، ستجعله إنسانًا فاسدًا وطماعًا بعيدًا عن اللطف والرحمة.
الكتاب الخامس
يتحدث هذا الكتاب عن لقاء الطالب إيميل بامرأة شابة تُدعى صوفي في مرحلة مراهقته، ساهم هذا اللقاء بخلق مشاعر الحب عند إيميل، وهذا لقاء تم ترتيبه دون علمه من قبل معلمه ووالديه، في ذلك الوقت حرص معلمه على إدارة هذا الشغف القوي وإبقاء إيمل على المسار الآمن والصحيح، حينها سافرت صوفي لمدة عامين، وبقي إيميل يُفكر في ذاته في فترة غيابها، وتم إنهاء الكتاب بزواج إيميل من صوفي وتعهد إيميل بتربية أطفاله في المستقبل بنفس قدر الاهتمام والرعاية التي تلقاها من معلمه، كما يضم الكتاب الخامس ملخصًا لمقدمة نظرية روسو المتعلقة بالعقد الاجتماعي.
ركائز كتاب إيمل لجان جاك روسو
استند هذا الكتاب على العديد من الأمور التي ميزته وجعلته من أكثر كتب الفلسفة شهرةً نذكر فيما يلي بعضًا من هذه الأسس:
- اهتم الكتاب بنظرية العقد الاجتماعي التي تبناها روسو والتي تتعلق بمشاكل تحقيق الحرية للإنسان.
- ركز روسو على أهمية الضمير في روح الإنسان، وعارض كافة الفئات التي تفتقد للأخلاق الوجدانية.
- عرض الكتاب طرق اكتشاف آثار التربية على المواطنة.
- أكد على أن الرذيلة والخطأ أمرين غريبان عن طبيعة الطفل الفطرية، وأنها تُقدم له من قبل مؤثرات خارجية.
- حظر روسو المعاقبة البدنية، ولكنه سمح بالمعاقبة العقلية.
- شرح العديد من الطرق التي يجب على المعلم استخدامها، وقد تضمن طرق خداع واضحة.