مكانة شجرة السدر في الإسلام
مكانة شجرة السدر في الإسلام
إن الإسلام قد اهتم بجميع مكونات البيئة ، ومن ذلك اهتمام الإسلام بالنباتات وحثه على الزراعة على وجه العموم، ولشجرة السدر أهميتها ومكانتها في القرآن الكريم والسنة النبوية حيث ذكر الله تعالى شجرة السدر أربع مرات في القرآن الكريم في ثلاث موضوعات وجاء ذكر السدر كذلك في السنة النبوية في عدة موضوعات وأحوال.
شجرة السدر في القرآن الكريم
ذكر الله -تعالى- شجرة السدر أربع مرات في القرآن الكريم في ثلاث موضوعات على النحو التالي:
- جعل الله قلة شجر السدر عقوبة لقوم سبأ لما كفروا بالله -تعالى- يقول الله -تعالى-: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ)،فقد عاقب الله -تعالى- هؤلاء على إعراضهم بأن قلل شجر السدر عليهم مما يبين أهمية شجر السدر ومكانته لدى الناس.
- جعل الله -تعالى- شجرة السدر وصفاً من أوصاف الجنة ونعيماً من نعيمها، يقول الله -تعالى-: (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ* فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ)،فقد جعل الله -تعالى- شجرة السدر من أشجار الجنة ، والمقصود بالسدر المخضود هو السدر الذي يكثر حمله ولا شوك فيه فلا يؤذي الأيادي إن امتدت إليه.
- جعل الله تعالى منتهى أمر الملائكة والخلائق عند شجرة سدرة المنتهى، يقول الله -تعالى-: (عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى* عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى)،فقد جعل الله -تعالى- شجرة السدر علامة ومكاناً لانتهاء الأمر عند المخلوقين.
وقد جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- حين سأل كعب الأحبار عن سدرة المنتهى فقال كعب: (إِنَّهَا سِدْرَة فِي أصل الْعَرْش إِلَيْهَا يَنْتَهِي علم كل ملك مقرب أَو نَبِي مُرْسل مَا خلفهَا غيب لَا يُعلمهُ إِلَّا الله -تَعَالَى-).
شجرة السدر في السنة النبوية
لقد ذُكرت شجرة السدر في السنة النبوية كثيراً وهذه بعض المواضيع التي ذكرت فيها شجرة السدر:
- جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- شجرة السدر وسيلة للتطهير في أكثر من حديث، ومن ذلك ما روى قيس بن عاصم -رضي الله عنه- عندما أسلم: (أنَّهُ أسلَمَ فأمرَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن يغتَسِلَ ، بماءٍ وسدرٍ)، فقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- السدر أداة من أدوات التطهير والتنظيف.
- إن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل السدر أداة من أدوات تطييب الميت عند غسله فقد صح في الحديث: (أنَّ رَجُلًا أَوْقَصَتْهُ رَاحِلَتُهُ وَهو مُحْرِمٌ فَمَاتَ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ...).
- إن الله توعد لمن يقومون بقطع شجر السدر، فقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بسند حسن قوله: (إنَّ الذين يقطعونَ السِّدرَ يُصبُّون في النارِ على رؤوسِهم صبًّا)،والصحيح أن هذا الحديث خاص بسدر الحرم أو السدر الذي يستظل به الناس وينتفعون منه.
ومن خلال ما تقدم فإنه يظهر أن من فوائد شجرة السدر أنها كانت تستعمل في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وما بعده وما قبله بديلاً عن الصابون في عصرنا الحالي، فقد كانوا يستعملونها كأداة من أدوات التنظيف وإزالة الرائحة الكريهة.