مقومات الحضارة

الحضارة

الحضارة هي مرحلة متطوّرة لثقافة المجتمع الإنساني، وتمّ الوصول فيها إلى مستوى عالٍ من التنظيم، والتعليم، والصناعة، حيث تشكّلت لحاجة الأفراد المستمرّة للتعبير عن أنفسهم، ومشاعرهم، واحتياجاتهم، ومحاولة إشباع هذه الاحتياجات بتسخير جميع الموارد المتاحة، واستخدام الأساليب والتقنيّات المنقولة من جيل لآخر، والسعي المستمر لإيجاد حلول مُبتكرة لكافّة التحديّات الجديدة.

مقومات الحضارة

توجد ثمانية مقوّمات رئيسيّة لأيّ حضارة ، ويُمكن تلخيصها كما يأتي:

• الفن والهندسة المعمارية: استُخدِمت مجموعة من الرسومات والأعمال الفنية والمعمارية لأهداف متعددة؛ كالتعبير عن مبادئ المجتمع، وبيان مدى قوته، كما تمّ استعمالها لغايات جماليّة.
• التجمعات السكانية المُنظّمة: تطوّرت التجمُعات السكانيّة المتمركزة بالقرب من مصادر الغذاء والماء، واتخذت أشكالاً أكثر تنظيماً كالمُدن.
• السلطة المركزية: مع ازدياد عدد الأفراد نشأت الحاجة لظهور قوّة حاكمة مركزية تستطيع إدراة مصالح التجمُّعات السُكانية.
• المعتقدات الدينية: ظهرت فئة لُقّبت برجال الدين، فمثّلت السلطة الدينية، وأوجدت المعابد لمُمارسة الشعائر الدينيّة.
• الكتابة: طوّرت الحضارات نظام كتابة يُمكّنها من توثيق وتسجيل المعلومات بطريقة أكثر تعقيداً، لكي تلبّي الازدياد المطّرد في أعداد الأفراد، وتنوع السلع.
• التسلسل الهرمي الاجتماعي: ظهرت تصنيفات جديدة للمجتمع، وتمّ تقسيمه إلى طبقات مُختلفة في الحقوق والمكانة، وكانت فئة الملوك والجنود هم نخبة هذا التسلسل، أمّا العبيد فكانوا هم الأدنى مكانةً.
• الخدمات العامة: مع تركيز السلطة في يد فئة معيّنة، كان على هذه الفئة تأمين العديد من الاحتياجات المشتركة وتقديم الخدمات لكافّة أفراد المجتمع.
• الجماعات المهنيّة المُتخصّصة: ظهرت فئات من العمال يتخصّص كلّ منها في أعمال مُعينّة، وتمكّنت من تلبية حاجات الأفراد وتقديم الخدمات المتنوّعة.

صراع الحضارات

إنّ الاختلاف الثقافي بين حضارات العالم الحالي ينذر بوقوع صراع حضاري تحاول فيه كلّ حضارة فرض هيمنتها على الأخرى، ويعزى هذا الصراع إلى العديد من الأسباب، ومنها ما يأتي:

• وجود اختلافات جوهرية بين الحضارات كالمعتقدات الدينية والتقاليد.
• التعصب الديني الناتج عن طبيعة الاختلافات الدينية والعرقية الثابتة وغير القابلة للتغيير أو التفاوض.
• القوى الاقتصادية الإقليمية المتنامية.
• محاولة الأفراد الدفاع عن ثقافاتهم القديمة وأصولهم الحضارية المهددة.
• انتشار الوعي الحضاري الناتج عن التداخل والتواصل المتزايد والمستمر بين الحضارات.