مقدمة قصيرة عن مرض الزهايمر
الزهايمر مرضٌ يفتك بالذاكرة
مرض الزهايمر من الأمراض التي تأخذ حيزًا من نقاشات الناس، وأحيانًا يتحدثون عنه بحسٍ فكاهي كونه يجعل الذاكرة بيضاء لدى البعض، فلا يتذكرون أيّ شيء، وكأنّ الزهايمر ممحاة لكلّ الأحداث التي اختزنها المريض في حياته، فهو مرضٌ يضرب الدماغ ويُسبب ضموره كما لو أنّه داءٌ يسرق خلايا الدماغ ويتلفها.
الزهايمر يُسبب حالةً من الخرف لدى المصاب، ويسطو على ذاكرته، فتنخفض قدرات التفكير والمهارات الاجتماعية والسلوكية، مما يجعل المريض يشعر بغربة كبيرة وهو يجلس بين أهله وأصدقائه، لافتقاره إلى التفاعل معهم، وهي حالة أشبه بالوقوع في بئرٍ عميق، لا يستطيع المصاب الخروج منه أبدًا.
الزهايمر من الأمراض المؤذية نفسيًا وجسديًا، خاصةً أنّه يجعل المصاب يشعر بالضياع الكبير، كما لو أنّه تائهٌ في صحراء واسعة ليس لها حدود، ويُؤثر هذا المرض اللعين على قدرات الشخص في العمل، ولا يستطيع العمل بشكلٍ منفرد، وكأنه أُصيب بالعجز الإدراكي .
الزهايمر يسرق متعة الحياة
مريض الزهايمر يحتاج إلى من يرعاه، فهو يحتاج إلى من يكون معه ويُرشده إلى ما يجب فعله، إنّه مرضٌ يسرق متعة الحياة، ويجعل المريض عاجزًا فكريًا عن أداء أيّ عمل أو إحراز أيّ إنجازٍ، واليوم يُوجد في العالم الكثير من الأشخاص الذي يُعانون من وطأة الإصابة بمرض الزهايمر، خاصةً من فئة كبار السن ، إنّه مرضٌ يُؤثر على الأشخاص المقربين من المريض أيضًا.
لو تخيل أيّ شخص أنّ أباه أو أمه أو أحد جدوده أو أقاربه الذين يُحبهم أُصيبوا بهذا المرض، ولم يعودوا قادرين على التمييز بينه وبين أيّ شخص غريب، لا بُد وأنّه شعورٌ يزرع القلب بالألم الكبير، خاصةً أنّه لا يُوجد علاج شاف من المرض نهائيًا، وإنّما علاجٌ يمنع تفاقمه أو يبطئ من حدوثه.
مما يزيد الطين بللًا أنّ هذا المرض يستمر مع المريض حتى وفاته ويُسبب خللًا في حياته بشكلٍ جوهري، خاصةً عندا يبدأ المريض بالعجز عن الاعتماد على نفسه، ويُصبح كالطفل الصغير الذي يتطلب الرعاية الدائمة، فمرضى الزهايمر أمانة في أعناق الجميع، ويجب إعطاؤهم كلّ الرعاية والحنان والحب كي يستطيعوا التأقلم مع مرضهم ويُواجهوا فيه أقل الأضرار الممكنة.
الزهايمر يسطو على مستقبل مرضاه
أحيانًا يُفاجئ مرض الزهايمر الأشخاص بأن يتطور بشكل سريع، وهذا يجعل من هم حول المريض يُصابون بحالة من الإحباط والصدمة، خاصةً عندما يُصاب المريض بمضاعفات متقدمة وتدهور متسارع وخطير في وظائف الدماغ، فيشعر المريض وكأن غشاوةً تُغطي على عقله، فيُصاب بالجفاف وسوء التغذية ، وربما يتطور الأمر بأن يفقد المريض حياته نتيجة هذه المضاعفات.
الزهايمر مرضٌ يتطور باستمرار لكن التعامل معه ليس مستحيلًا، لهذا يجب دومًا الحفاظ على بارقة الأمل في قلوب الأطباء وأهل المرضى والمرضى أنفسهم، وأن يكون لديهم العزم والتصميم على تجاوز أيّة تطورات يُمكن أن تحدث في حالة المريض والتخفيف منها قدر الإمكان، خاصةً عندما يبدأ المريض بفقدانه لهُويته فلا يتعرف على أيّ شيء يخصه.