مقدمة قصيرة عن حقوق الجار
الجار وصية الرسول
الجار القريب الذي يسكن إلى جانبك هوأ قرب إليك من القريب الذي يسكن بعيدًا عنك ولا تراه في كلّ يوم، لهذا فإنّ حق الجار على الجار عظيمٌ جدًا ولا يجوز الاستهانة به أبدًا.
وقد أوصى الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالجار وجعل له حقوقًُا كثيرًة لا يجوز الإخلال بها أبدًا، ولا يجوز أن يتم التعدّي عليه، فالجار مثل الأخ الذي لم تلده الأم.
حقوق الجار على الجار
من حق الجار على جاره أن يتمّ ردّ السلام عليه في كلّ وقت، ومن حقه أن يكون الإحسان إلى الجار دائمًا، وأن تتم زيارته وقت مرضه والإحسان إليه في كلّ وقت وتبادل الزيارات معه وقت فرحه وتهنئته، ومواساته في حزنه، فالجار يعتب على جاره إن لم يبادر مشاركته في مناسباته، والجار الطيب له مكانة عالية في القلب، فهو مثل العطر الذي ينثر الجمال.
ومن حقوق الجار على جاره ملاقاته بوجهٍ طلق، وألا يتم التسبب له بأي إزعاج أو التعدي عليه في بيته واحترام خصوصيته، وألا يُسمح للأطفال بإيذائه قولًا وفعلًا، وعدم رمي القاذورات أمام بيته، وحفظ غيبته.
بالإضافة إلى الحفاظ على حرمة بيته في جميع الأوقات، والحفاظ على بيته وأبنائه في حال غيابه عن منزله، وتفقد أحوال أهله ومساعدته إذا احتاج إليها.
ويجب ألّا يتم إثقال كاهل الجار بأيّ أعباء، أو فرض أشياء عليه لا يُطيقها، فالجار هو جسر التواصل والمحبة بين القلوب، ويكفي هذه المنزلة ليكون قريبًا من القلب.
وجوب تأدية حقوق الجار
حقوق الجار يجب أن تكون دستورًا ثابتًا يلتزم به الجميع؛ لأنّ هذه الحقوق أمرٌ رباني من الله تعالى، وشددت عليه السنة النبوية المطهرة، فقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- أكثر الناس التزامًا بحقوق الجار.
ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يؤذي أي جار، ولم يبادل الأذى بأي أذى، بل كان يعود جيرانه في مرضهم ويبادلهم التهنئة والمواساة في مناسباتهم، لهذا فإنّ الالتزام بحق الجار يعني اتباع سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-.
الجار الصالح مثل الأخ القريب
الجار الصالح هو بمثابة الأخ القريب، لهذا فإنّ الإحسان إليه يساهم في تثبيت المحبة في القلوب، ويجعل المجتمع متماسكًا تسوده المحبة ويسوده الوئام والصدق.
فالجيران الذين تسود بينهم العلاقة الطيبة هم الجيران الذين يتمسكون بالأخلاق النبيلة الرائعة البعيدة عن الأنانية والحقد، بل تكون معاملاتهم مبنية على الإيثار ومعاملة الجار أفضل معاملة، وكل من يحاول أن يؤذي جاره عليه أن يتذكر وصية النبي -عليه الصلاة والسلام- في الجار.
ومن شدة ما أوصى جبريل نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- بالجار، ظنّ للحظة أنه من حق الجار أن يرث جاره، وذلك كنايةً عن هذه الوصية وأهميتها ودليلًا على أنّ من يؤذي جاره يرتكب سيئة عظيمة عليه أن يتعوّذ منها، وألّا يكرر هذه الإساءة أبدًا.