مقال صحفي عن التدخين
ظاهرة التدخين
أضحت ظاهرة التدخين ظاهرة منتشرة جدًّا لا سيما في الآونة الأخيرة، واللافت أنّ المدخنين يقبلون على لفائف التبغ هذه غاضين الطرف عمّا تسببه من أمراض خطيرة، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنّ مادّة التبغ التي يدخنها كثير من الأشخاص تحتوي على 4000 مادّة سامة وخطيرة، أهمّها أوّل أكسيد الكربون الذي يسبّب انخفاضاً في نسبة الأكسجين في الدم، وهو بذلك يؤثّر على جميع أجهزة الجسم، كما يحتوي على مادّة القطران المعروفة بأنّها من المواد المسرطنة، ومادّة النيكوتين التي تسبب الإدمان والجدير بالذكر أن أضرار التدخين لا تقف على تلك الأضرار التي تلحق بالمدخنين فحسب، بل تتعدّاها لتصل إلى مستنشقي دخان السجائر من غير المدخنين، والبيئة المحيطة التي تتضرّر بكل مكوّناتها نتيجة لذلك.
يتّجه البالغون للتدخين كنوع من تخفيف التوتر والقلق، والضغط العصبي باعتقادهم، فيما يتّجه إليه المراهقون والصغار كنوع من أنواع المغامرة، أو التجربة بداعي الفضول، ليتطور عندهم الأمر فيصبح وسيلة لإثبات نضجهم ككبار بالغين أمام ذواتهم والأقران، ويمكن أن يصل بهم التدخين إلى حدّ الإدمان؛ لأنّ النيكوتين الموجود في السجائر ينتج نوعاً من الإدمان النفسي والتعوّد الفيزيائي، وبذلك يعد المدخن مريضاً يجب علاجه، والأمراض التي يسبّبها التدخين كثيرة، منها أمراض الرئة كسرطان الرئة، ومعظم حالات تمدّد الرئة، والتهاب القصبات الهوائية المزمن، كما أنّه يؤدّي إلى العديد من أمراض القلب، والجلطات الدماغيّة، وأمراض الفم، هذا من الجانب الصحيّ، بالإضافة إلى تأثير هذه الظاهرة على الجانب الاقتصادي للفرد والمجتمع، ففي الحين الذي ينفق فيه المدخن جزءاً كبيراً من دخله شهرياً ثمناً لسجائر التبغ، يمكنه استثمار هذا المبلغ في تحسين مستواه المعيشي وسدّ ما يعجز عنه من احتياجات، لا سيما أن معظم المدخنين من الطبقة غير الميسورة، أمّا بالنسبة لما يكلّفه التدخين بالنسبة للمجتمعات فقد أوضحت الدراسات أنّ 15% من إجمالي الإنفاق على الرعاية الصحية في الدول ذات الدخل المرتفع يخصص للمدخنين وعلاجهم.
إنّ ما صرّحت به منظمة الصحة العالمية فيما يخص أعداد الوفيات من المدخنين وغيرهم حول العالم يدعونا للوقوف في وجه هذه الظاهرة للحد منها بشتى الطرق، فقد بلغ عدد الوفيات من المدخنين ستة ملايين شخص سنوياً، وستة آلاف شخص من غير المدخنين في نفس المدة (دراسة لغاية عام 2013)، ويكون ذلك بتوعية المدخنين بأضرار التبغ، وتشجيعهم على تركه بمشاركتهم بعض الأنشطة الرياضية مثلاً، وطلب استشارة المتخصصين، واستهلاك بدائل النيكوتين الموجودة في الصيدليات.