مقاصد سورة النحل
مقاصد سورة النحل
سورة النحل سورة عظيمة تنوعت فيها أساليب الخطاب بتفنن أخَّاذٍ مسبوك، وإذا أنعم القارئ النظر فيها يجد نفسه في تسلسلات ومناظرات وإظهار حججٍ وإبطال أقاويلٍ، وسياحةٍ في الكون؛ أرضه مع سمائه بتفاصيلهما، وكل ذلك بِسرِ إعجازٍ عجيب في النَظْمِ، وتناولت السورة المقاصد بطريقة تنقل اللب من مشهد لمشهد، ومن قوة حجة لضعف قول، إلى غير ذلك من الأمور، وقد ذكر ابن عاشور جملة من هذه المقاصد، ومنها ما يأتي:
- إكثار الأدلة المتنوعة على تفرد الله -تعالى- بالألوهية.
- الأدلة على فساد دين الشرك وإظهار شناعته.
- إثبات رسالة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- شريعة الإسلام تقوم على أصول ملة إبراهيم -عليه السلام-.
- إثبات البعث والجزاء الذي ابتدأت السورة بالإنذار بقربه، وتقريع المشركين على ذلك.
- إبطال أدلة عقيدة الشرك بالتذكير في خلق السماوات والأرض وما فيهما.
- خصت النحل وثمراتها بالذكر؛ وذلك لوفرة منافعها، وللاعتبار بإلهامها وتدبيرها.
- إبطال افتراءات المشركين على القرآن الكريم.
- الاستدلال على إمكان البعث، وأنه تكوينٌ كتكوين أيٍ من الموجودات.
- التحذير من عاقبة الأمم المشركة بالله -تعالى- والمكذبة لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وما حل بهم من عذاب الدنيا ومن بعده عذاب الآخرة.
- التحذير من الارتداد عن الإسلام والترخص لمن أُكره على الكفر في التلفظ به.
- الأمر بأصول الشريعة؛ كالعدل والإحسان والمواساة والوفاء بالعهد، وإبطال الفحشاء والمنكر والبغي ونقض العهود، وجزاء ذلك في الدنيا والآخرة.
- التحذير من الوقوع في حبائل الشيطان.
- الإنذار بعواقب كفران النعمة.
- أرشدت إلى الدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة وغير ذلك من المهمات، وعرّضت لهم بالدعوة لأن يتوبوا.
التعريف بسورة النحل
سميت بسورة النحل؛ لأن النحل لم يُذكر بسورة أخرى، كما سميت بسورة النِعم لما عدد الله -تعالى- فيها من النعم على عباده، وهي مكية على الأشهر، وذكر ابن عاشور في مقدمة تفسيرها ما يرجح أن بعض السورة مكي وبعضها مدني وبعضها نزل بعد الهجرة إلى الحبشة، ونزلت السورة بعد سورة الأنعام، كما أنه نزل قبلها سورة الأنبياء، وعدد آياتها مئة وثمان وعشرون آية.
موضوعات سورة النحل
تحدث الشيخ وهبة الزحيلي في مقدمة سورة النحل عن موضوعاتها، فذكر إثبات العقائد الجوهرية؛ مثل التوحيد والبعث والوحي والنبوة والرسالة، وأهمية كل جانب من ذلك، وارتباط ذلك بعالم الغيب ومستقبل الدهر، كما تحدث عن كون الوحي الإلهي هو آلية الوصل بين الله -تعالى- وعباده.
وقد ذكر سيد قطب تقسيم السورة لموضوعات المقاصد التي تناولتها سورة النحل وهي كما يأتي:
موضوعات العقيدة الكبرى
وهي كما يأتي:
- الإلهية.
- الوحي.
- البعث.
الموضوعات الجانبية الأخرى
وتتعلق بالموضوعات العقدية الكبرى، وهي كما يأتي:
- حقيقة الوحدانية الكبرى التي تصل بين دين إبراهيم -عليه السلام- ودين -محمد صلى الله عليه وسلم-.
- حقيقة الإرادة الإلهية والإرادة البشرية بين الإيمان والكفر والهدى والضلال.
- وظيفة الرسل -عليهم الصلاة والسلام- وسنة الله -تعالى- في المكذبين.
- التحليل والتحريم وأوهام الوثنية حول هذا الموضوع.
- الهجرة في سبيل الله -تعالى- وفتنة المسلمين في دينهم.
الموضوعات في المعاملة
وهي كما يأتي:
- العدل.
- الإحسان.
- الإنفاق.
- الوفاء بالعهد ، وغيرها من موضوعات السلوك القائمة على العقيدة.
تقريرات إضافية
ومما يمكن إضافته إلى ذلك تقريرات فيها شيء مما مر ذكره:
- تقرير تجاوز النعم من ماديتها الحسية إلى معانيها القدسية
وذلك بتأكيد النعم المشاهدة بكونها تخرج عن كونها نِعم مستفاد منها حسياً إلى نعم دالة على مصدر هذا الوجود، وهو ما تلحظه بإضافة هذه النعم لموجدِها الله -جل جلاله-، لذلك ذكر قبل آيات النعم أنه -تعالى- خلق السماوات والأرض بالحق، وبعد أن تقرر ذلك ذكر عدداً من النعم، ثم إقامة الحجة القاطعة على إنكارهم لعجزهم وعجز آلهتهم عن الخلق.
- تقرير أن المشركين مقرون بالتقديس
وينسبون شيئا منه لهم، كنسبة الذكور لهم؛ لما يرون في ذلك من قدسية لهم وكونهم أعلى شأنا من نسبة الإناث لهم، كما لا يعطون عبيدهم شيئا ويرضون بوجود عبيد لهم.
- تقرير أن نفوس الكفار مُقِرة بالخضوع للخالق في بعض أحوالهم، كالخوف من الغرق، مُعرِضةً عن جعله في كل أحوالهم.
- تقرير التوحيد بإدراك النعم الدالة على المُنعم.
- تقرير صفات الجهل والعناد في المنكرين ومضاعفة جرمهم.
- تقرير قلة تفكيرهم واعتبارهم بمن سبق.
- إقامة الحجة بالخبر كما أقيمت بالنظر.