مقاصد سورة الأعراف
وممّا تجدر الإشارة إليه ما يأتي:
- تعدّ سورة الأعراف إحدى سور السبع الطوال في القرآن الكريم، كما أنّها أطول الطوليَيْن، ويُقصد بالطوليَيْن سورتي الأعراف والأنعام حيث أنّها أطول من سورة الأنعام من حيث عدد الآيات، فقد ثبت عن مروان بن الحكم قال: (أنَّ زيدَ بنَ ثابتٍ قالَ : ما لي أراكَ تقرأُ في المغربِ بقصارِ السُّورِ ؟ قد رأيتُ رسولَ اللهِ يقرأُ فيها بأطول الطُّوليينِ ! قلتُ : يا أبا عبدِ اللهِ ، ما أطولُ الطُّوليينِ؟ قالَ : الأعراف).
- سمّيت سورة الأعراف بهذا الاسم لاشتمالها على لفظ الأعراف حيث قال الله -تعالى-: (وَبَينَهُما حِجابٌ وَعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ) ، والأعراف جمع عرف وهو كل ما ارتفع وعلا عن الأرض، والأعراف هو اسم لسور بين الجنة والنار ، يقف عليه من تساوت حسناته مع سيئاته.
- تسمّى سورة الأعراف بسورة الميقات؛ لذكرها ميقات موسى -عليه السلام- حيث قال الله -تعالى-: (وَلَمّا جاءَ موسى لِميقاتِنا) ، وتسمّى بسورة الميثاق لحديثها عن الميثاق حيث قال الله -تعالى-: (وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا أَن تَقولوا يَومَ القِيامَةِ إِنّا كُنّا عَن هـذا غافِلينَ) .
مقاصد سورة الأعراف
هناك العديد من المقاصد لسورة الأعراف ومنها ما يأتي:
الإنذار بالقرآن الكريم
أشار الله -تعالى- في بداية السورة إلى أنّ القرآن الكريم نعمةٌ عظيمةٌ، وأنّه معجزة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى يوم القيامة، لذا وجب اتباعه والسير على نهجه فكل ما فيه يصدح بالحق، حيث جاء لمواجهة العقائد الفاسدة، والشرائع الباطلة، والنظم الظالمة والمستبدة، حيث أنزله الله -تعالى- للإنذار والتذكير به.
إثبات وحدانية الله -تعالى-
دعا الله -تعالى- في هذه السورة إلى توحيده إيماناً، وتشريعاً، وعبادةً، وأشار إلى صفات ربوبيته فهو وحده من خلق السموات والأرض، وخلق البشر ومكّنهم من الأرض بحيث جعل فيها من الخصائص ما توفر لهم سبل البقاء والحياة، كما أنه وحده من يستحق العبادة والألوهية حيث قال الله -تعالى-: (اتَّبِعوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم وَلا تَتَّبِعوا مِن دونِهِ أَولِياءَ قَليلًا ما تَذَكَّرونَ) .
تقرير البعث والجزاء في الآخرة
تناولت السورة الكريمة الحديث عن عقيدة البعث في الآخرة حيث قال الله -تعالى-: (كَما بَدَأَكُم تَعودونَ) ، وحساب الناس على أعمالهم، وأنّ الجزاء والمصير سيكون وفق ثقل أو خفة الموازين، فينقسم الناس حينئذ إلى ثلاثة أقسام وهي: أهل الجنة وهم المؤمنون، وأهل النار وهم الكافرون، وأهل الأعراف وهم الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيقفون على سور الأعراف لانتظار مصيرهم.
أبوة آدم عليه السلام
أشار الله -تعالى- في هذه السورة إلى أنّ الناس جميعا من أبٍ واحدٍ وهو آدم -عليه السلام- حيث أمر -سبحانه- الملائكة بالسجود له سجود تحية لا سجود عبادةٍ وتقديسٍ، كما وقد ذكر الله -تعالى- أنّ الشيطان عدو للإنسان، حيث كانت وسوسته سبباً في خروج آدم -عليه السلام- من الجنة وهبوطه إلى الأرض، وقد عمد الله -تعالى- إلى ذكر قصة آدم مع إبليس في هذه السورة من باب التأكيد لما ذُكر في سورة البقرة.
الحديث عن قصص الأنبياء
ذكر الله -تعالى- في هذه السورة قصص بعض الأنبياء ومنهم: نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، ولا سيما موسى -عليهم السلام- وقصته مع الطاغية فرعون وما حلّ ببني إسرائيل من مسخهم قردة وخنازير لما عصوا الله -تعالى- وخالفوا أمره، وقد كان سبب الحديث عن هذه القصص هو التذكير بأحوال الكافرين الذين كذبوا أنبياءهم.
نعم الله -تعالى- ومنته على البشر
بيّن الله -تعالى- في هذه السورة أنّه منّ على عباده بإنزال اللباس لستر عوراتهم، ويسّر لهم الزينة والتزين والتجمّل، وأحل لهم الأكل والشرب من الطيبات، كما وقد أمرهم -سبحانه- بالزينة والتجمّل حال الذهاب إلى المسجد، وأنكر -سبحانه- على كل من حرّم شيئاً من زينته -تعالى-، ومقابل ذكره -سبحانه لِما أحله لعباده ذكر ما حرّمه عليهم من البغي، والإثم، والفواحش والمعاصي الظاهرة والباطنة.