مفهوم ومراحل التميز المؤسسي
مفهوم التميز المؤسسي
يمكن تعريف التميز المؤسسي (بالإنجليزية: Organizational excellence) بأنه عبارة عن جميع الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف والاحتياجات المنشودة ضمن إطار داخلي للمؤسسة.
يشتمل التميز المؤسسي على كل معايير الأداء المتفوق، والتي تهدف إلى تحفيز الموظفين على تقديم مستوى عالٍ من الخدمات لتحقيق رضا العملاء وتلبية متطلباتهم، مما يؤدي إلى نتائج متميزة قد تفوق وتتجاوز التوقعات.
يلعب التميز المؤسسي دوراً كبيراً في تعزيز مكانة المؤسسة على المستوى المحلي، والإقليمي، والعالمي، ووفقاً لاتحاد العلماء والمهندسين اليابانيين وضعت مستويات متعددة للتميز المؤسسي، والتي تشتمل على؛ إدارة المؤسسة، والتعليم، ومعلومات الجودة، والتخطيط، والتحليل، ووضع المقاييس، والسيطرة، بالإضافة إلى ضمان الجودة والنتائج.
مراحل التميز المؤسسي
إنّ بناء ثقافة التميز المؤسسي تساعد على تمكين فريق العمل وتجهيزه بالمهارات اللازمة، وذلك بالتركيز على الأهداف المرجوة بدلاً من حل المشكلات، مما يساعد على خلق نتائج فورية، ويؤثر هذا الأمر بشكل إيجابي على نجاح المؤسسة وتحقيقها لدرجة التميز والتفوق المرجوة، وفيما يأتي أهم مراحل التميز المؤسسي:
الرؤية والطموح
تبدأ مراحل التميز المؤسسي بتشكيل فريق متعدد الوظائف يسعى كل منهم لوضع خطة متعددة الأبعاد مع العمل على تحقيق الأهداف المرجوة منها وذلك وفقاً للمعايير والمقاييس اللازمة لتحديد مدى مطابقة عمليات الإنتاج للمواصفات المطلوبة.
التقييم
يأتي التقييم الذاتي للخدمات التي تقدمها المؤسسة في المرحلة الثانية، ويكون ذلك من خلال تحليل البيانات ، والمكاسب المالية، وعمل مقابلات مع الموظفين والزبائن، والقيام بزيارات ميدانية لتفقد سير العمل مما يساعد في خلق فرص لتحسين وتطوير خطة العمل والوصول للنتائج المطلوبة والمتوقعة.
تحديد الأولويات
بعد القيام بعملية التقييم يجب تحديد أولويات العمل التي يجب تنفيذها وذلك من خلال عمل موازنة بين المخاطر، والتكلفة المادية، والأداء، وتسليم المهام لأصحابها، كما يجب تحديد المؤشرات الأساسية لتنفيذ وأداء المهام على أكمل وجه.
المراقبة
في هذه المرحلة يتم وضع شخص ذو كفاءة مع الموظفين في الصفوف الأمامية لمتابعة سير العمل وجودته، واختبار الحلول التي تساعد على زيادة الكفاءة والفعالية.
العمل
أما المرحلة الخامسة فتكون بوضع خطة تنفيذية تمهيداً لتنفيذ الحلول اللازمة مع الأخذ بعين الاعتبار الموارد المطلوبة، والجدول الزمني والتسلسلي اللازم لإجرائها، كما يجب توفير دليل شامل لدعم الموظفين أثناء العمل الميداني.
التقدم
وهي المرحلة السادسة التي يتم فيها توفير نظام إداري يهدف إلى تطوير مهارات الموظفين على جميع المستويات بما في ذلك المشرفين، والإداريين، وموظفي الصفوف الأمامية وذلك بعمل دورات تدريبية رسمية مما يساعد في تطوير الأداء المؤسسي .
تطوير خطة العمل
تطوير خطة العمل هي المرحلة الأخيرة، حيث يتم تحديد الدروس المستفادة ومعرفة نقاط الضعف في استراتيجية العمل مما يساعد في تحسينها وتطويرها بشكل مستمر للحفاظ على أعلى مستويات العمل.
أساسيات التميز المؤسسي
فيما يأتي ذكر لأساسيات التميز المؤسسي:
- بناء نظام للعمل
خلق نموذج معين للعمل وذلك بوضع نظام قابل للتكرار بطرق مختلفة مما يساعد على خلق بيئة تحافظ على عملائها.
- أدوات النجاح
تتبع ثقافة التميز نموذج متكامل ومتوازن لقياس النجاح، وذلك وفقاً لنظرية (كابلان ونورتون) والتي تأخذ بعين الاعتبار السجلات المالية، وخبرات العملاء، والقدرة التشغيلية كأدوات لقياس مدى نجاح وتميز المؤسسة.
- استمرارية التطور
وذلك ببناء نظام يحفظ تقدم المؤسسة وتميزها بين المنافسين في سوق العمل، من خلال تقديم خدمات ذات جودة أعلى وأفضل.
- الحفاظ على الزخم
من أهم عوامل التميز والنجاح المستدام هو الحرص على الحفاظ على الزخم والحماس الإيجابي، وذلك بتشجيع فريق العمل وخلق بيئة تعزز من قدرتهم على الابتكار والنمو، مما يساعد في تحقيق مكاسب ونتائج أفضل على المدى الطويل.
- المرونة في مواجهة التغييرات والتحديات
تعمل الشركات التي تسعى للتميز على تدريب الموظفين على مهارة المرونة في التعامل مع أي تغيير قد يطرأ على خطة العمل ، مما يساعدهم على الحفاظ على تركيزهم والعمل على تحقيق رؤية المؤسسة وأهدافها.
- التعاون بين أفراد فريق العمل
يُعد التعاون بين الموظفين في العمل من السمات الرئيسية لثقافة التميز التي تحرص عليها العديد من المؤسسات، حيث تسعى إلى تشجيع طاقم العمل على التعاون، ومشاركة المعلومات والخبرات العملية من خلال تقديم المكافآت بغض النظر عن المنصب والدرجة الوظيفية، وبالتالي لا يجد الموظف سبباً لاحتكار معرفته وخبراته.
- غرس عقلية رائدة
تسعى الشركات المتميزة إلى تحطيم الأرقام القياسية، وتحقيق نتائج فوق التوقعات فلا تقبل بتحقيق مستويات متوسطة، لذلك تعمل على خلق حالة من التوتر الإيجابي بين الموظفين، مما يساعد على تمكينهم وتشجيعهم على استكشاف الأهداف المشتركة.
- وضع سقف عالي للتوقعات
تقدم الشركات في هذا الإطار المكافآت والتدريب اللازم للموظفين، مما يشجعهم على تحسين أدائهم، فلا مكان لأصحاب الأداء المتوسط في الشركات التي تسعى للتميز.
- فهم رؤية وأهداف المؤسسة
لتحقيق التميز يجب أن يدرك كل فرد في المؤسسة سبب وجودها، ورؤيتها التي تتطلع إلى تحقيقها، ومعرفة دور كل منهم ومسؤوليته في سبيل تحقيق هذه الرؤية.