مفهوم حقوق الإنسان في الإسلام
مفهوم حقوق الإنسان في الإسلام
تعرف حقوق الإنسان بأنها: الأمور الثابتة له، والتي يستحقها الإنسان بصفته إنسانًا؛ بغض النظر عن جنسيته أو ديانته، أو أصله العرقي أو القومي، أو وضعه الاجتماعي، أو الاقتصادي، أو السياسي.
أما عن حقوق الإنسان في الإسلام؛ فهي: القواعد والمبادئ التي تتناولها مصادر التشريع الإسلامي؛ من كرامة الإنسان واحترامه، والمحافظة على الضرورات الخمس التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، وفيما يأتي بيان بعض هذه الحقوق.
حق الحياة
كرّم الله -سبحانه وتعالى- الإنسان بأنْ خلقه في أحسن تقويم، وكلفه بمهمّة الخلافة في الأرض وإعمارها، وجعل حقّه في الحياة من أوّل الحقوق التي تضمن كرامته، كذلك جعل الإسلام للإنسان الحقوق التي تكرّمه وتضمن عدم إهانته، وتجعل من بقائه ضرورة وواجب على بقيّة الناس الحفاظ عليها وعدم المساس بها.
ولا يقتصر هذا الحق على الإنسان المسلم، بل يشمل كلّ البشر من كافّة الأديان، وجعل أيضاً من واجبات الدولة أن توفّر الضمانات والحماية اللازمة لاستمرارية حياة كلّ مواطنيها من أمن، ومأوى، وعلاج للمرضى.
ومن آثار هذا الحق؛ أن حياة الفرد في قيمتها تكاد تتساوى مع حياة النوع البشري واستمراره، يقول الله -تعالى-: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).
حق الكرامة
للإنسان حق في الكرامة؛ فهو مكرم عند ربه قال -تعالى-: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، فلا يرضى الإسلام بالإذلال والقهر للإنسان، وإذا وعى الإنسان هذا التكريم حافظ على أرواح النّاس، وابتعد عن إيذائهم أو إرهابهم؛ لأنّه مطالب بأن يكرّم من كرّمه الله ورسوله.
حق الحرية
أكد الإسلام على حقّ الحرية للإنسان؛ وهو حق يتمثل من اللحظة الأولى لولادة الإنسان، كما قال الصحابي الجليل عمر الفاروق -رضي الله عنه-: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا".
حقّ التعليم
لقد رغب الإسلام بالتعليم؛ في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، قال -تعالى-: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)، الإسلام يميز الذين يحصلون على درجات من العلم؛ قال -تعالى-: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).
كما حث النبي الكريم على العلم النافع حين قال: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ).
حقّ التملّك والتصرّف
أعطى الإسلام للفرد حق التملك وحيازة الأشياء، للانتفاع بها على وجه الاختصاص؛ لأنّ ذلك من مقتضيات الفطرة، ومن خصائص الحرية والإنسانية، وأيضًا لأنّ ذلك يُّشجع على زيادة الإنتاج وتحسينه، وجَعَل الإسلام هذا الحقّ قاعدة أساسية للاقتصاد، ثمّ نظّم عليه نتائجه الطبيعية، في صيانته من النهب والسرقة، وحفظه من الاختلاس.
وإذا كان الإسلام قد أباح التملك؛ فقد أوجب حقوقًا على الذين يملكون؛ لأبنائهم وآبائهم، وأزواجهم عليهم حق، وللفقراء والمساكين عليهم حق، وقد شرع الإسلام في سبيل ذلك الزكاة والصدقات.