مفهوم بناء المنهج
مفهوم بناء المنهج
كلمة منهاج وناهج تعني الطّريق الواضح، وما ذُكر في المعجم الوسيط يُعزّز هذا المعنى؛ حيث ورد فيه بأنّ أصل منهج هو نهج، حيث يقال نهج فُلانٌ نهجاً، أي أوضحه وأبانه، ويقال نهج الطريق أي سلكه، والنهج – بسكون الهاء – تعني سلك طريقاً واضحاً. جاء في لسان ابن منظور أنهج الطريق، أي وضح واستبان، وأصبح نهجاً واضحاً، حيث إنّ المنهج عنده – عند فتح الميم وكسرها – هو المنهاج والنهج، أي الطريق المُستقيم الواضح، ومن هنا يتّضح مفهوم المنهج لغةً، وتَعني المسار الذي يسلكه الفرد لتَحقيق هدفٍ ما.
مفهوم المنهج وطرق بنائه اصطلاحاً
تتعدّد وتتنوّع تعريفات المنهج اصطلاحاً، ويُمكن تحديد خمسة اتجاهات عامّة لهذا المفهوم من خلال ما طرحه الكتّاب والباحثين، وهي:
- يُركّز هذا الاتجاه على وصف المحتوى، أو ما يُطلق عليه اسم (المادة الدراسيّة)، ويظهر جليّاً أنّ هذا التصوّر جاء متأثّراً بمفهوم التربية اليونانيّة القديمة، حيث ساد الاعتقاد في ذلك الوقت بأنّ تغيير السلوك ناتجٌ عن المعرفة، وبناءً عليه فإنّ المنهج يعرّف أنه عبارة عن مجموعةٍ من المواد الدراسيّة، يتولّى إعدادها عدد من المُتخصّصين، ويتولّى المعلّمون مهمّة التنفيذ والتدريس، وهناك تعريف آخر للمنهج من خلال هذا الاتجاه، وهو مجموعة من المقرّرات أو المواد الدراسيّة اللازمة للتّأهيل في مجالٍ دراسيٍ معيّن، ويُعرف المنهاج أيضاً بأنّه عبارة عن محتوى المقرّر الدراسي بشكلٍ عام.
- يَظهر التركيز على وصف الموقف التعليمي جليّاً في هذا الاتجاه، وذلك من خلال اعتباره خبرةً تربويّةً متنوّعةً في مجالاتها، والتصاقه بحاجة المتعلّمين وإشباع أحاسيسهم ورغباتهم، ويُعرف المنهج هنا على أنّه جميع الوسائل التي تنفّذ في المدرسة، في سبيل تزويد الطلبة بالفرص الملائمة، لإيصال الخبرات المرغوب بها.
- أورد المربّي (دول) بأنّ المنهج تغيّر تعريفه من محتوى المقرر الدراسي والمواد الدراسيّة إلى جميع الخبرات التي تُقدّم للطلبة تحت إشراف ورعاية المدرسة وتوجيهاتها.
- يُركّز هذا الاتجاه على وصف كافّة مخرجات العمليّة التعليميّة من الجهد المركب الذي تخططه المدارس، في سبيل توجيه تعليم الطلبة نحو مُخرجاتٍ تمّ تحديدها سابقاً، والأهداف السلوكيّة للطلبة تُعتبر حجر الزاوية في تحديد المخرجات النهائيّة وقياس النتائج.
- يركّز على أنماط التفكير الإنساني، وعلى وجه التحديد الفكر التأملي والفكر الاستقصائي المنظّم، وقد دخلت تلك الأفكار إلى عمق الأدب التربوي من خلال مفكّرين كبيرين هما (جون ديوي ودونالد شون)، ويُمكن تفسير المنهج هنا إضافةً لكونه عبارة عن أنماط تفكير بأنّه يتعدّى كونه مجموعةً من الميادين للمعرفة الأساسيّة.
- هذا الاتجاه عبارة عن نظام تربوي؛ بحيث يحدّد مفهوم ومكانة المنهج في النظام التربوي بشكلٍ شامل ودقيق، هنا النظام مركّب من مجموعة من العناصر المرتبطة مع بعضها بشكلٍ وظيفيٍ متكامل، وحدّد تايلر أربعة عناصر هي (الأهداف، والمحتوى، والتدريس، والتقويم).
إنّ نظام المنهج يُعرف بأنّه عبارة عن خطة أو نسق من الخبرات التربويّة المتلاحقة، وهذه الخبرات تسير وفق خطواتٍ متسلسلة بشكلٍ جماعي أو فردي، وتتّسع لتشمل أهداف ومحتوى المنهج، والاستراتيجيّات المتبعة في التدريس، إضافةً لأساليبه والوسائل التعليميّة والنشاطات المدرسيّة وعمليّات التقويم ...