مفهوم النص في اللسانيات
مفهوم النص في اللسانيات
النص في اللسانيات؛ هو الوحدة الدلالية من حيث المعنى لا من حيث الشكل، فهو يُشير إلى مقطع لغوي سواءً أكان مكتوبًا أو منطوقًا أو غير ذلك، وتُطلق كلمة النص على مختلف الأنماط الكتابية والأدبية شعرًا كانت أو نثرًا أو مونولوجًا وغيره، والنص يُمكن أن يكون مسرحيةً كاملةً من أوراق عديدة مهما كان طولها إلا أنّها تُشكل وحدةً معنويةً متكاملةً.
يعتبر الدارسون اللسانيات النصية حلقةً من حلقات التطور الموضوعي والمنهجي في اللسانيات الحديثة، وصيغ التعامل مع الظاهرة اللسانية في الوضع والاستعمال، ويُشير الدارسون كذلك إلى أنّ نشأة لسانيات النص ترجع بشكل أساسي للنحو التوليدي الذي ساهم في الانتقال من بُنية الجملة وقاعدة بنائها إلى البحث المنهجي بين الجمل في النص الواحد، وهذا ما أكد عليه الكاتب الأميريكي هاريس في كتابه تحليل الخطاب.
أمّا الباحث والكاتب فان ديك، فيُشير إلى ضرورة رعاية الارتباط المنطقي في البحث عن اتساق النصوص وانسجامها، ويتفق مع هذا التوجه الكاتب والباحث ج. م. آدام في كتابه عن مبادئ اللسانيات النصية، إذ يقول أنّ النص ليس إلا بنيةً تكوينيةً واحدةً وحسب تعبيره فهو إنتاج مترابط ومتسق ومنسجم، وليس على الإطلاق صفًا لمجموعة من الكلمات الاعتباطية والجمل غير المفيدة.
تُعد نظرية الباحث تشوميسكي اللسانية من أهم الركائز التي لا بُد للدارسين الاتكاء عليها من أجل فهم أوضح لعلاقة النص بالنحو التوليدي، حيث ركز بوصف نظريته العلمي على العلاقة بين التركيب اللّغوي والخصائص لعمليتي التفكير والكلام، كما يُقدم النموذج التوليدي تصورًا لمبادئ صياغة الجمل، وتفسيرها ممّا يُسهل على الدارس مهمة لفظ جميع الكلمات الممكنة.
مراحل نشأة لسانيات النص
منذ تأسيسه في الستينيات دخل فرع لسانيات النص بعدة مخاضات، يُمكن إجمال مراحله بالنقاط الآتية:
- النهج المجاوز للجملة المركز بشكل كلي على الوسائل اللغوية التي تربط الجمل بعضها ببعض بشكل متماسك.
- النهج التواصلي أو البراغماتي، وهو النهج الذي ينظر إلى النص بوصفه كلًا واحدًا توكل إليه مهمة تواصلية معينة، ولا يرى النص تتابعًا جمليًا فقط.
- النهج الإدراكي الذي يضع عمليات إنتاج النصوص وتلقيها في الصدارة.
علاقة البلاغة بالنص في اللسانيات
يُشير الباحثون في علم لسانيات النص أنّ البلاغة باتت مؤثرةً في المقام الأول بوصفها علم الخطاب العملي، فهي تُنظم عملية الخطابة بالنسبة للمتكلم، فهو يسعى من خلال خطابته على استخدام البلاغة لإيصال ما يُريده من النص، وقد طور علماء اللسانيات في هذا منهجًا خاصًا يفرق بين المهام بوصفها خمس مراحل تسير بنسق متتالٍ عند بداية الكلام، وهذه النقاط الخمس فيما يأتي:
- الرصد أو العثور على الأفكار لخلق تساؤل معين.
- التنظيم أو ترتيب المادة.
- التشكيل وهو التعبير عن الأفكار.
- التذكر وهو الحفظ.
- استرجاع النص والتدرب على الإلقاء المؤثر.