مفهوم المحاكاة عند أفلاطون وأرسطو
مفهوم المحاكاة عن أرسطو وأفلاطون
المحاكاة هي المبدأ النظري الأساسي في خلق الفن، تحدث أفلاطون وأرسطو عن المحاكاة باعتبارها إعادة عرض للطبيعة فوفقًا لأفلاطون، كل الإبداع الفني هو شكل من أشكال المحاكاة، أي بأن ما هو موجود بالفعل هو نوع من خلق الإله، أما الأشياء الملموسة التي يدركها الإنسان في وجوده هي تمثيلات غامضة لهذا النوع المثالي، أما أرسطو متحدثًا عن المأساة شدد على نقطة أنها كانت "محاكاةً لِفعلٍ"، أي سقوط رجل من مرتبة أعلى إلى مرتبة أدنى وقد أشار شكسبير ، إلى أن الغرض من اللعب هو "جعل المرآة في مواجهة الطبيعة"، وهكذا فإن الفنان من خلال اختيار وعرض مادته بمهارة قد يسعى عن قصد إلى "محاكاة" عمل الحياة.
يختلف أرسطو مع أفلاطون في القيمة البراغماتية للشعر، يقسم أفلاطون، باعتباره ثنائيًا، الواقع إلى عالمين، عالم من الأفكار وعالم من الحواس، حيث إن عالم الأفكار له أنماط أبدية وثابتة روحية وتجريدية بطبيعتها، وكل أشياء العالم الحسي صُنعت بعده، كما يعترض أفلاطون على الشعر على أساس لاعقلانيته وعدم كفايته لتمثيل حقيقة الفكرة، أما أرسطو ، فلا يرى المحاكاة على أنها ضعف في القوة العقلانية، لذلك لا يجد أي خطأ في الشعر الذي يحاكي سلوك الرجال.
مفهوم أرسطو للمحاكاة
من وجهة نظر أرسطو، فإن مبدأ المحاكاة يوحد الشعر مع الفنون الجميلة الأخرى، وهو الأساس المشترك لجميع الفنون الجميلة ، وبالتالي فهو يميز الفنون الجميلة عن فئة الفنون الأخرى، كان أرسطو يساوي الشعر بالموسيقى، أي بأنه لم يعد تصويرًا خاضعًا لظهور الأشياء، بل أصبح تمثيلًا لمشاعر وعواطف الرجال التي تحاكيها الموسيقى أيضًا، وهكذا وسّع أرسطو من خلال نظريته نطاق المحاكاة، كما أن الشاعر لا يحاكي سطح الأشياء، بل الواقع الكامن بداخله، ويقول أرسطو في الفصل الأول من الشعر:
"الشعر الملحمي والمأساة، والكوميديا أيضًا، والشعر الديثرامبي، وكذلك موسيقى الفلوت والقيثارة في معظم أشكالها، في مفهومهم العام للمحاكاة، ومع ذلك، فإنهم يختلفون عن بعضهم البعض في ثلاثة جوانب، الوسيلة والأهداف وطريقة المحاكاة، في كل حالة مختلفة".
مفهوم أفلاطون للمحاكاة
رأى أفلاطون العالم المادي المتغير على أنه نسخة فقيرة ومتحللة من نسخة أصلية كاملة وعقلانية وأبدية ثابتة، حيث رأى أن جمال الزهرة، أو غروب الشمس، أو مقطوعة موسيقية، أو علاقة غرامية هي جميعها نسخ غير كاملة من نسخ أصلية في هذا العالم من المظاهر المتغيرة، بينما قد تلمح هذا الكمال الساحر فإنها ستتلاشى دائمًا، كما ينطبق الشيء نفسه على الجواهر الأخرى مثل العدالة فيعلم أي شخص أن العدالة الحقيقية هي أكثر مما نأمله في هذا العالم الفاسد، وقد كان لأفلاطون نظريتان في الفن وفقًا لإحدى تلك النظريتين نظرًا لأن الفن يحاكي الأشياء المادية والتي بدورها تحاكي الأشكال، فالفن دائمًا نسخة من نسخة، ويقودنا بعيدًا عن الحقيقة ونحو الوهم، وكذلك بسبب قدرته على إثارة المشاعر فالفن خطير.