مفهوم الماهية في الفلسفة
مفهوم الماهية عند الفلاسفة
تعّد الفلسفة ميدانًا كبيرًا من العلم، وقد تناول الفلاسفة مجموعات كثيرة من المفاهيم المتعلقة بالوجود والحياة والإنسان، ومن تلك المفاهيم "الماهية"، حيث يشير الفلاسفة على أنّ هناك معلومة فلسفية تقول على أنّ صفات الكل المستحدث من تجميع أجزائه لا يشترط به أن يكون تعبيرًا عن صفات الأجزاء المكونة له، كما أنّ الكليّة لا تتكون من خلال مجموع صفات أجزائها فقط؛ لذا فإنّ الماهية ليست نتاج مجموع صفات الأفكار المجردة، حيث أنّ الماهية لا تمنحها تجريد الأفكارالصفاتية حول الشيء.
وأما تعريف الفلاسفة لمفهوم الماهية، فقد تمّ تعريفها على أنّها: الواقعة في جواب ما هي أو ما هو؛ فإذا قلت: ما هو أحمد؟ وجاء الجواب على أنّه إنسان، أو قلت: ما هو الإنسان؟ فكان الجواب: بأنّه حيوان ناطق، فالجواب المقدّم بذاته هو ماهية الإنسان.
والماهية هي عبارة عن بيان وتعريف لحقيقة الشيء وذاته والتي تميزه عن غيره، وأنت حينَ تواجه موجوداً ما كجبل أُحد على سبيل المثال، فتقول: «جبل أُحد موجود»، فتكون بذلك قد أشرت بالموضوع «جبل أُحد» إلى ماهيةِ الشيء الذي واجهته أو شاهدته، وبالمثل التعامل مع بقية الأشياء التي تواجهنا، فكلّ ما له ماهية فيكون له وجود أيضاً.
معنى الماهية اصطلاحاً
يمكن تعريف مفهوم الماهية اصطلاحاً: على أنّه مفهوم غالباً ما يطلق على الأمر المتعقّل، والأمر المتعقّل، هو كل مقول في جواب ما هو، يسمى: ماهية، كما أنّ الماهية تسمى حقيقة من حيث ثبوتها في الخارج.
كما أنّ ماهية الشيء هي ما به الشيء، هل هي موجودة، أم معدومة، أم كلية، أم جزئية، أم خاصة، أم عامة، وقيل أيضاً بأنّ الماهية بمعنى الشيء المنسوب إلى ما، والأصل في المصطلح هو "المائية"، لكن قلبت الهمزة هاء لئلا يشتبه بالمصدر المأخوذ من لفظ: ما، والأظهر أنه نسبة إلى: ما هو؛ مما جعل الكلمتين ككلمة واحدة.
الماهية عند الفيلسوف جون لوك
إنّ التأويل الذاتي بالإضافة إلى الإحساس بالأفكار يكون بمثابة تلك المصادر الأساسية للمعرفة الإنسانية حسب ما قال الفيلسوف جون لوك، كما أشار جون لوك مثالاً يوضّح فيه أفكاره، فيقول: إنّ العشب الذي يأكله الخروف مثلاً يصبح لحماً يتغذى عليه الإنسان؛ فاللفظة الشيئية لا تقوم بتقديم المعنى الحقيقي المستقل في الدلالة لمعناها، كما أنّ لغة التعبير عنه تكون من خلال حالة الصيرورة الدائمية المستمرة بالتغيير.
كما يشير جون لوك على أنّ ماهية الشيء هي بمثابة جوهر نتاج عملية صنع وتجميع الأفكار التي يقوم العقل بتخزينها، ويقوم كذلك التفكير بالتنسيق المنظم لها، وبذلك تصبح لاحقاً جوهراً أو ماهية. فالفيلسوف لوك لم يشر إلى أنّ ذلك الجوهر أهو مادي أم مثالي لعدم إمكانية الاستدلال الحسّي المدرك له منهجياً، كما أنّ جون لوك يناقش موضوع الإشكالية في ذلك الجوهر، هل هو موجود في الشيء المدرك أم هو افتراض غير حقيقي تقوم صفاته الخارجية بالنيابة عنه معرفياً.