مفهوم العلم في القرآن
مفهوم العلم في القرآن
العلم في القرآن الكريم جاء شاملاً لكل أنواع العلم، وورد مدلول العلم صراحةً في القرآن الكريم في الكثير من المواضع، "وسمى الله - تعالى - نفسه بالعالم والعليم والعلاَّم، ووصف نفسه بأنه يعلم، وعلِم، وأن له علمًا، وهو ذو العلم"، والعلم لغة يقصد به: الإدارك، وهو نقيض الجهل، وهو اعتقاد الشيء على وجه اليقين والثبوت.
وأما العلم اصطلاحاً فيُقصد به: الاعتقاد الثابت الموافق للواقع، ويمثل اليقين والحكم الثابت الذي لا يخضع للشك، وعندما يُنظر في آيات القرآن الكريم التي تحدثت عن العلم يجد الباحث أنها تحدثت عمن مجالات كثيرة، وسنذكر منها ما يأتي:
- التحدث عن علم الله -تعالى-.
- الحث على طلب العلم.
- اشتمل مفهوم العلم على علم الغيب وعلم الشهادة.
- التحدث عن وسائل التعلم والأهداف من العلم.
- الأجر المترتب على العلم ونشره.
وسنذكر فيما يأتي بعض الآيات التي تحدثت عن العلم في القرآن الكريم:
- (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا).
- (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).
- (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ).
- (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ).
- (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).
- (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).
منزلة أهل العلم
رفع الله -عزّ وجلّ- درجات أهل العلم، وأعلى من شأنهم في مواطن كثيرة في القرآن الكريم فقال: (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، وبيّن أهمية العلم والتعلم، فهو الطريق لمعرفة الله -سبحانه وتعالى- وهو عبادة القلب إذا قُصِد به وجه الله -سبحانه وتعالى-.
والعلم في الإسلام ليس ترفًا إنّما هو جزءٌ أساسيّ من عقيدتنا لا ينفصل عنها؛ إذ كيف للمرء أن يعمل دون أن يعلم؟! فالعمل مترتّب على العلم وهو ثمرته ونتاجه؛ فلا بدّ من إرادة وعلم لحصول العمل.
أهمية العلم والعلماء
إن تواجد العلم والعلماء في المجتمع المسلم لبنة أساسية في نهضة المجتمع وتفوقه، وسنذكر فيما يأتي أهمية تواجد العلم والعلماء:
- أهل العلم هم أهل الثقة، الذين استشهد الله بهم على العلم الحقيقي الأعظم ألا وهو التوحيد، قال تعالى: (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
- بالعلم يُبصر المرء حقائق الأمور والأحداث، وبه أيضًا يصبح القلب مبصرًا للحق والهدى.
- العلم النافع يورث في القلب الخشية والوجل من الله -عزّ وجلّ-.
- الاستزادة من العلم المحمود الذي يُفضي إلى حب الله تعالى ومعرفته أمرٌ ربانيّ في القرآن الكريم.
- العلماء هم ورثة الأنبياء في كل ما جاؤوا به للبشرية، وهم أهل الذكر الذين يجيبون الناس عند حاجتهم وسؤالهم عمّا لا يعلمون.
- العلم نورٌ لصاحبه، وهو جهادٌ بالحجّة والفهم.
- جعل الله تعالى علم العالم ممّا يُنتفع به بعد موته ولا ينقطع أجره عنه، وهذا يضاعف الأجر والجزاء له.