مفهوم الزواج بصفة عامة
الزواج
هي كلمةٌ تُستخدم للدّلالة على اقترانِ الرّجل أو ارتباطه بالمرأة، ويعني مفهوم الزّواج بصفةٍ عامّة اتفاقٌ بين الرجل والمرأة على العيش معاً، وفق شروطٍ ومعايير عديدة، ويُعدُّ الزّواج خُطوةً مُهمّة؛ لتأسيس المُجتمعات البشريّة من خلال تكوين الأسرة، وفي تعريفٍ آخر فإنّ الزّواج هو العلاقة الشّرعية التي حدّدها الله بين الرّجل والمرأة؛ لبناء أسرةٍ في ظل جوٍ من المحبّة والسّكينة.
وفق هذه العلاقة يتحمّل كلا الطرفين المسؤوليّات والواجبات تجاه بعضهما البعض، كما يتصرّفان في علاقتهما وحياتهما الزّوجية وفق معايير بيّنتها الأديان والأعراف الاجتماعية، وحدّدها المنطق، كما أفرزت التّجارب الإنسانيّة الكثير من المعايير بهذا الخصوص.
كيفية اختيار شريك العمر
يرفض البعض اختيار شريك العمر على أساس قواعد مُحدّدة؛ فينتظر الرجل أو المرأة أن يدق الحُبّ بابهما، ثم يُمهّد ذلك للارتباط أو الزّواج، فيما يؤمن البعضُ الآخر بما يُسمى بالقسمة والنصيب، ويتركون الأمور تجري وفق طبيعتها حتى الارتباط أو عدمه، وقد يعتمد آخرون العادات والتقاليد في اختيار الزّوج؛ كأن يكون من أقارب العائلة، أو التمتّع بصفاتٍ شكليّةٍ جذابة.
يُفضل البعض عدم الارتباط بامرأة عاملة، فيما قد لا تملك بعض الفتيات خياراً؛ لا سيما في بعض المجتمعات المُنغلقة على إبداء رأيها بالخاطب، وتُجبَر على الزّواج وفقاً لرغبة الأب أو رجال العائلة، وفي العموم هناك بعض الأمور التي تُساعد على اختيار الزّوج، سوف نذكر بعضها فيما يأتي:
- تقارب الأعمار: كأن ينتمي الزوجان إلى ذات الجيل العمريّ، أو تتقارب بينهما السنوات؛ لأنّ ذلك يُساعدهما على فهم حاجات بعضهما البعض، والانسجام في طريقة التفكير، وتجنّب الكثير من الخلافات الزّوجيّة.
- الانسجام الفكريّ والثقافي: لا يُمكن أن يتوافق مُحاضر بالجامعة مع امرأةٍ لا تولي اهتماماً للتعليم، وبالكاد اجتازت اختبار الثانوية العامّة، وعلى أساس ذلك ستختلف أفكار كلٍّ منهما، ولن يشعرا بأيّ حالٍ من الأحوال، بالتوافق الفكريّ أو النّفسي الضروريّين لنجاح زواجهما.
- القُدرة المادّية: فلا بُدّ للزّوج من توفير مسكن الزوجية أو المنزل، بالإضافةِ إلى تمتُّعه بعملٍ يُغطي راتبه تكاليف الحياة، إلى جانب تغطية نفقات الزّفاف؛ ويعتمد البعض على أخذ القروض من البنوك، أو الهيئات المالية لتغطية تكاليف الزّواج، ممّا يزيد من الأعباء المُلقاة على الفرد قبل الزواج وبعده.
- سؤال أهل الثقة: لا بُدّ أن يسأل الإنسان عن المخطوبة أو الخاطب، وذلك باللجوء إلى شبكة المعارف؛ من الأهل، والأصدقاء الذين يسكنون بالقرب من كليهما، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الأخذ برأي أحدهم كأمرٍ واجب غير قابلٍ للجدل أو الخطأ؛ بل إنّ ما سبق وسيلةً مُساعِدة، وليست أساساً لقرار الزّواج من عدمه.
- الخطوبة: إنّ فترة الخطوبة هي مرحلةٌ ضروريّة للتعارف بين الشّخصين المُقبلين على الزّواج، ورغم صعوبة تحديد طباع وأفكار الخاطبين في مرحلة ما قبل الزّواج لكن يستطيع كلٌّ منهما التدقيقَ في سلوك الآخر للتعرف عليه، علاوة على أنّ هناك بعض المواقف التي يظهر فيها سلوك المخطوبين تلقائياً أو على طبيعتهما.