مفهوم التركيب النوعي للسكان
مفهوم التركيب النوعي للسكان
يفسر التركيب النوعي لعدد سكان مدينة معينة حسب ما وصفه الباحثون والمهتمون في جغرافيا السكان بأنه الاختلاف بين سكان المدينة الواحدة في الجنس (ذكر أم أنثى) والاختلاف في الفئات العمرية (أطفال أو شباب أو كبار السن).
وهذا الاختلاف يؤدي إلى التباين في القدرات الجسدية والحيوية لكل فرد من سكان المجتمع وأيضا الاختلاف في الحالة الاقتصادية لهم، وبالتالي هذا الاختلاف والتنوع بين أفراد سكان مدينة معينة يكون ما يسمى التركيب النوعي في السكان.
دراسة التركيب النوعي للسكان
من المتعارف عليه بين الباحثين في هذا المجال أن دراسة التركيب النوعي للسكان يتم من خلال رسم بياني يمثل هرم ويطلق عليه اسم هرم السكان ، وهذا الهرم يوضح أهم الملامح للخصائص العمرية والنوعية لسكان المجتمع أو المدينة الواحدة. ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على هذا الهرم السكان ومن أهمها: الهجرة، الولادات، الوفيات، الأوبئة والأمراض، الحروب، والكوارث الطبيعية.
يمثل الباحثون في هذا المجال الهرم السكاني بثلاثة أنماط مختلفة وهي: الأهرام السكانية التوسيعية وهو هرم الشباب الذي يوضح أعداد الشباب والمواليد في المنطقة ويتميز هذا النمط بقاعدة عريضة في الرسم البياني وقمة ضيقة، والنوع الثاني هي الأهرام السكانية الضيقة وهو هرم كبار السن والذي يوضح أعداد كبار السن في المنطقة.
تمتاز هذه الأهرامات بشكل كخلايا النحل أو تأخذ شكل مقلوب، أما النوع الثالث والأخير هو الأهرام السكانية الثابتة وهو هرم عادة ما يكون في حالة ثبات تمتاز به الدول المتقدمة التي تتمثل بأعداد مواليد منخفضة مع أعداد الوفيات أيضاً قليلة وذلك لأنها تمتاز بنوعية حياة مرتفعة.
هذا النوع من الدراسات مهم خصوصاً في البلاد النامية وذلك لإيجاد الكثافة السكانية وأيضاً معرفة المدن أو المناطق التي تزداد فيها نسب الكثافة السكانية مقارنة بغيرها من المناطق أو المدن ضمن الدولة الواحدة، لمعرفة كيفية توزيع القطاعات الصحية والتعليمية والعمرانية وهذا يساعد على التنمية المجتمعية الصحّية والسليمة.
أهمية دراسة التركيب النوعي للسكان
شهد العالم في السنوات الأخيرة انفجار حقيقي في أعداد السكان، وأصبح هذا النوع من الدراسات الجغرافية للسكان مهم وضروري لفهم قاعدة المجتمع وأساسه وكيفية توزيعه، و فيما يلي عدد من النقاط التي توضح أهمية هذه الدراسات:
- تحديد ومعرفة الملامح الديموغرافية بالنسبة لأعداد الذكور والإناث في مدينة معينة أو منطقة جغرافية محددة.
- من خلال معرفة الفئات العمرية التي تشكل المجتمع ونسبة وجود كل منها بالمجتمع يمكن تحدد الفئات المنتجة ونسبتها، وهي الفئات التي تعيل الفئات العمرية الأخرى مثل فئات كبار السن.
- من خلال معرفة أعداد كل جنس بالمجتمع (تحديد أعداد الذكور وأعداد الإناث) يمكن للجهات المسؤولة والمعنية في الأمور الاقتصادية من تحديد الموارد الاقتصادية والبشرية في المنطقة.
- دراسة التركيب النوعي للسكان تساعد دائرة الأحوال المدنية في أي دولة أو الجهات الحكومية الرسمية من معرفة عدد السكان والتباين بين نسب أعداد الإناث وأعداد الذكور في المدينة الواحدة، وكذلك معرفة نسب المهاجرين، الوفيات، والمواليد الجدد.
- دراسة التركيب النوعي تساعد الجهات الحكومية ومنظمات الإغاثة في تحديد الموارد الجغرافية وطريقة توزيعها في المدينة، وبالتالي تحديد سياسة الإنفاق على القطاعات المختلفة والتي تحتاج إلى الدعم المادي مثل قطاع الصحة، التعليم، والأمن العام وغيرها من القطاعات المهمة في الدولة.